} بيروت - "الحياة" - تجاوز اللقاء الذي عقد ظهر امس بين الرئىسين، اللبناني اميل لحود والسوري بشار الاسد في قصر بعبدا التقويم الايجابي لنتائج القمة، الى اعادة ترتيب اوضاع البيت اللبناني الداخلي في ضوء الاحتقان المسيطر على العلاقات الرئاسية الذي برز بوضوح على هامش التحضير للقمة. وحضر اللقاء عن الجانب اللبناني رئيسا المجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري وعن الجانب السوري نائب رئىس الجمهورية عبدالحليم خدام ووزير الخارجية فاروق الشرع ورئىس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان اللواء الركن غازي كنعان وتخلله غداء عمل اقامه لحود على شرف الاسد. وعلمت "الحياة" ان اللقاء تقرر عقده مع بدء اعمال القمة العربية، وان العلاقات السائدة بين لحود والحريري، اضافة الى التوتر الذي رافق التحضير للقمة فرضته انطلاقاً من انزعاج سوري متزايد من الأجواء السلبية المسيطرة على مجلس الوزراء، في ظل استمرار الحديث عن فتح ملف التغيير الوزاري بعد انتهاء القمة. واستناداً الى المعلومات فإن اجواء من المصارحة والمكاشفة سادت اللقاء في محاولة جدية لوضع النقاط على الحروف في اعقاب سيطرة الطابع "الرسمي جداً" على علاقة لحود بالحريري اضافة الى ظهور بوادر خلاف بين لحود والنائب وليد جنبلاط على خلفية اشكالات التحضير للقمة بما يهدد الحوار المتقطع بينهما. وكان لافتاً ان اجواء التوتر اخذت تظهر الى العلن من خلال بعض الحملات الاعلامية التي ينظر اليها عدد من الوزراء على انها تحظى برعاية ما، خلافاً للاحاديث التي تنفي وجود مشكلة على صعيد السلطة التنفيذية. ومن هنا تقول اوساط مسؤولة ان اللقاء اللبناني - السوري كان ضرورياً لتبديد اجواء الاحتقان ولفتح صفحة جديدة على قاعدة طي الخلاف لمصلحة تجديد التعاون خصوصاً في القضايا المتعلقة بالشأنين الاقتصادي والمالي واستعجال تنفيذ الاجراءات المتخذة من الحكومة. وفي هذا السياق علمت "الحياة" ان المصارحة شملت في شكل رئىسي الموقف من التدابير الاقتصادية والرؤية التي اعدتها الحكومة لخفض خدمة الدين العام والعجز في الموازنة، لا سيما ان البعض في السلطة لا يدافع عنها ويحاول ان يوحي وكأن لا علم لمجلس الوزراء بها. وكذلك شملت الحديث عن ملف التغيير الحكومي الذي فتح بذريعة انه آن الأوان لاحداث تبديل يأخذ في الاعتبار ميزان القوى الجديد خلافاً للتمثيل القائم حالياً والذي فرضته نتائج الانتخابات النيابية. وأكدت مصادر مطلعة ان الجانب السوري نصح بالتعاون في الوقت الحاضر لتثبيت الاستقرار السياسي المطلوب لمواجهة التحدي الناجم عن التطورات الاقليمية من جهة، ولتوفير الحلول للأزمة الاقتصادية من جهة ثانية، باعتبار ان لهذه الازمة مضاعفات ستكون اخطر بكثير مما سيترتب على ما تشهده المنطقة، مستبعدة العودة الى طرح التبديل الوزاري ومتوقعة ان ينتهي اللقاء الى وقف الارباك والتعامل مع الاشكالات الراهنة على انها من الماضي. وأفاد المكتب الإعلامي في قصر بعبدا "انه وبعد مغادرة الرئيس الأسد والوفد المرافق قصر بعبدا، اجتمع الرئيس لحود مع الرئيسين بري والحريري، وتداولوا في الإجراءات الواجب اتباعها للتعجيل في اقرار مشاريع القوانين المتصلة بالخصخصة، والخطوات المتممة لها". على صعيد آخر، يلتقي اليوم الحريري وزير التخطيط الفلسطيني نبيل شعث وعلى جدول اعمال اللقاء استعراض العلاقات اللبنانية - الفلسطينية، والبحث في امكان استجابة عدد من المطالب الخاصة بالفلسطينيين في لبنان والمتعلقة بالدرجة الاولى بضمان حقوقهم المدنية.