تعتبر محافظة الوادي الجديد منجم الاستثمار الواعد الذي ستلتفت اليه الأنظار في مصر خلال السنوات المقبلة، ذلك أن فرص الاستثمار في هذا الوادي الجميل تفرض نفسها في كل المجالات. ويتمتع الوادي بالكثير من المقومات السياحية الطبيعية والاثرية، كما يمثل عمقاً استراتيجياً قادراً على استيعاب حركة توسع كبيرة مستقبلاً في قلب الصحراء الغربية. وتزيد مساحة الوادي الجديد عن ثلث مساحة مصر إذ تناهز 6.37 في المئة من إجمالي المساحة الكلية للبلاد. وهو يعتبر ركناً أساسياً من أركان التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر، بعدما اصبح ارتياد الصحراء امراً حتمياً لا بد من السير فيه للخروج من المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها البلاد وضمان تحقيق الرخاء للاجيال القادمة. تستقبل محافظة الوادي الجديد عشرات الافواج السياحية كل يوم، ومن المتوقع ان يزداد الاقبال السياحي عليها في فصل الشتاء المقبل لما يتمتع به طقس الصحراء من دفء وهدوء ساحرين، ولجمال مناظره، والالوان والاشكال الخلابة التي تقع عليها الأبصار، علاوة على ما يكنزه باطنه وسطحه من الاثار الفرعونية والقبطية واليونانية والرومانية والاسلامية التي تعكس تعاقب الحضارات العريقة عليه واحدة تلو الأخرى. وتقع محافظة الوادي الجديد في الجزء الغربي من مصر. وهي تمتد غرب النيل مجاورة لسبع محافظات هي المنيا، أسيوط، سوهاجقنا، أسوان شرقاً، البحيرة، مطروح شمالاً، الحدود الدولية لمصر مع كل من ليبيا غرباً والسودان جنوبا. وتضم المحافظة ثلاثة مراكز ومدناً منها الخارجة، وهي العاصمة، والداخلة والفرافرة. ويجري حاليا بناء مطارين في الوادي الجديد في الداخلة والفرافرة، ضمن مشروع استثماري خاص. ومن المتوقع ان يتم الانتهاء من تشييدهما آخر السنة الجارية، على أن يعملا بنظام ال "بي. او. تي". وتمتاز محافظة الوادي الجديد بعيون المياه المعدنية الساخنة والباردة، وكذلك بمراكز العلاج الطبيعي بالرمال الدافئة ذات الخواص العلاجية التي ثبتت قدرتها على شفاء حالات الروماتيزم والنقرس والمفاصل، والامراض الجلدية. وأهم هذه العيون آبار موط، وآبار بولاق، وآبار ناصر. وتجري حالياً دراسات لإنشاء مصحة علاجية واستشفائية في محافظة الوادي الجديد لخدمة السياح والمواطنين على حد سواء. ويمثل الوادي الجديد بصحرائه وواحاته بيئة سياحية شديدة التميز والجاذبية، يجد فيها السياح ملامح طبيعة تختلف عما هو موجود في اماكن اخرى. وتجتذب الواحات الكثير من الافواج السياحية لا سيما تلك القادمة من شمال اوروبا، حيث يستمتع السياح في الشتاء بالجو الدافئ والاقامة في المخيمات او الموتيلات، والقيام برحلات سفاري على ظهور الجياد. وتضم محافظة الوادي الجديد ما يزيد عن ألف موقع اثري منها 20 موقعاً جاهزاً للزيارة. وأهم المناطق الاثرية: واحة الخارجة، وهي عاصمة الوادي الجديد، وتضم الكثير من المواقع الاثرية التي تعود الى مختلف العصور الفرعونية والرومانية، ومنها مقابر البجوات وتبعد مسافة خمسة كيلومترات شمال الخارجة، وهي مقابر من العصر الروماني والقبطي يعود تاريخها الى الفترة الممتدة من القرن الثالث حتى السابع الميلادي، وتضم نحو 363 هيكلاً على شكل قباب تتوسطها كنيسة السلام. وتضم الخارجة أيضاً "معبد هيبس" ويقع على مسافة ثلاثة كيلومترات شمال الخارجة، وهو المعبد الوحيد في مصر المتبقي من العصر الفارسي. ويجمع طراز عمارة المعبد اربعة عصور هي الفرعوني والروماني والفارسي والبطلمي. ويجري حالياً نقله الى الشمال من موقعه الحالي للحفاظ عليه من تأثيرات المياه الجوفية التي يرتفع منسوبها مهدداً سلامة الصرح الأثري والنقوش والتزويقات الجمالية فيه. وتضم الخارجة كذلك "معبد الغويطة" الذي شيد لعبادة الثالوث المقدس: آمون - موت - خنسو. وتضم واحة الداخلة التي تبعد عن الخارجة مسافة 189 كيلومتراً، مقابر المزوقة وتقع على مسافة خمسة كيلومترات من القصر وتحوي مقابر منحوتة في الصخر وعليها نقوش زاهية، اضافة الى وجود "معبد دير الحجر" الذي يرجع للعصر الروماني وشيده الإله آمون، وزوجته موت وابنها خنسو. اما واحة الفرافرة فتقع على بعد 320 كيلومتراً شمال غربي الداخلة، وتشتهر بسياحة السيارات والسفاري. وتحوي الواحة قصر الفرافرة وقصر ابو منقارة وهو بقايا من الطوب اللبن، ويرجع الى العصر الروماني. أما الصحراء البيضاء فتضم منطقة شاسعة تنتشر في سهولها وطبقاتها العليا صخور جيرية نحتتها الرياح والسيول وأثّرت فيها عوامل التعرية لتصنع من كتلها الصخرية الكبيرة أشكال حيوانات وطيور وأشكالاً أخرى موحية تبهر السياح.