سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد اتهامه ب"اللاسامية" وتجوله مع وفد البرلمان العالمي للكتاب في قطاع غزة . ساراماغو يجدد انتقاداته ممارسات اسرائيل ضد الفلسطينيين : عليها ان تختار بين وصف اوشفيتز أو جرائم ضد الانسانية
دعا الروائي البرتغالي العالمي خوسيه ساراماغو إسرائيل الى الاختيار بين وصفين لممارساتها في حق الشعب الفلسطيني، الأول "معسكرات الإبادة النازية في اوشفيتز" والثاني "جرائم ضد الانسانية". وكان الروائي الحائز على جائزة نوبل في الآداب، والذي يزور الأراضي الفلسطينية حالياً ضمن وفد البرلمان العالمي للكتاب، أثار ردود فعل اسرائيلية غاضبة عندما وصف الممارسات الاسرائيلية في حق الفلسطينيين بتلك التي مارسها النازيون في حق اليهود. وقال ساراماغو خلال مؤتمر صحافي عقده وزواره في مقر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان في مدينة غزة مساء أول من امس مخاطبا الاسرائيليين: "ما قلته قلته فعلا، واذا كانت كلمة اوشفيتز تصدم، فيمكن ان اغيرها الى جرائم ضد الانسانية ... اختاروا أنتم!". جولة حول غزة ويتألف وفد البرلمان العالمي للكتاب الذي جال في مخيمات رفح وخانيونس أول من امس واطلع على عمليات هدم المنازل ومعاناة اللاجئين، من تسعة من ألمع الكتاب في العالم، منهم اثنان حائزان على جائزة نوبل في الآداب، هما ساراماغو والنيجيري وول سوينكا، اضافة الى خوان غويتسولو اسبانيا وايتين برايتنباخ جنوب افريقيا، وراسل بانكس الولاياتالمتحدة وهو رئيس البرلمان، ولي راو الصين، وفانسينزو كونسولو ايطاليا وكريستيان سالمون فرنسا وهو سكرتير البرلمان، واليفيه بي فرنسا. عاموس اوز وكان الكاتب الاسرائيلي الشهير عاموس عوز هاجم ساراماغو بشدة على تصريحاته، وقال ان ساراماغو "ساوى بين الاحتلال الاسرائيلي وبين الجرائم التي ارتكبت في اوشفيتز ... هذه هي المساواة المفضلة هذه الأيام عند كل اللاساميين"، وذلك في اتهام واضح وصريح لساراماغو بأنه "لاسامي"، وهو الوصف الذي دأب اليهود على "معاقبة" كل من يختلف معهم به. وأضاف عوز: "الذي يساوي بين مظالم الاحتلال وبين الجرائم النازية يدعو في الحقيقة الى معاملة اسرائيل كما عاملت دول التحالف النازيين، أي ابادتهم". وزاد ان "ساراماغو كان خدم مرة واحدة نظام الدعاية التوتاليتاري الشيوعي، واليوم هو مجند لخدمة نظام الدعاية التوتاليتاري لعرفات". وبإصرار واضح، رد ساراماغو على عوز بالقول: "أفضل أن أكون ضحية الدعاية الرخيصة الفلسطينية، بدلاً من ان أكون متعاوناً مع الدعاية الغالية جداً الاسرائيلية". وقال براتيبناخ: "ما شعرت به انني في جنوب افريقيا قبل العام 1994" في اشارة الى نظام الفصل العنصري الذي كان سائداً في البلد قبل هذا التاريخ. اما سوينكا فتذكر "ما يحدث في بلادي جراء الحرب الاهلية التي خلفت دماراً كبيراً وقتلى وجرحى" عندما شاهد حجم الدمار الذي خلفته جرافات الاحتلال في مخيمي رفح وخان يونس للاجئين. وقال بانكس انه ينظر الى الامور من وجهة نظر اميركية و"نحن ادباء لكل منا الحق في التعبير بحرية عن آرائه لكنه ساراماغو لا يلزمنا"، واستدرك قائلا: "لكن علي ان اعترف وأقول انني فوجئت بما رأيت بأم عيني"، مضيفاً: "ما رأيته ينم عن حماقات كثيرة". وشدد كونسولو على انه ربما لن يرى "مشاهد أكثر مأسوية من تلك التي رأيتها خلال اليومين الماضيين في الضفة وغزة"، مضيفاً ان "مخيمات اللاجئين ليست أماكن للنزهة واللعب بل يسكنها أناس فقدوا الأمل، عندما فقدوا منازلهم التي هدمت وغابت هويتهم". وشبه غويتسولو ما رآه في رفح وخان يونس "بما حدث في البوسنة من هدم منازل وقصف من دون رحمة، وعدد مرتفع جداً من الضحايا". وأضاف: "ما تقومون به من عمل يعبر عن كرامة وصدقية، ويجب ان تستمروا ليس فقط بالنضال ضد الاحتلال، بل بالإصرار والتفاؤل، ويجب ان يكون لكم نموذج ومثال يحتذى في كل العالم". وعبر راو عن صدمته للمشاهد التي رآها في فلسطين. واضاف انه لم يكن يعرف شيئاً عن القضية الفلسطينية وما يحدث هنا. واعتبر سالمون ان الفلسطينيين "موتى اذا كانت هذه هي حالهم"، وقال: "لم أكن أعرف ان على كل طفل ان يبحث عن دفاتره وحاجياته بين أنقاض منزله".