لم تعد الأساليب التي تتبعها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في محاولاتها تضليل الرأي العام العالمي تنطلي على أحد، وهو ما يمكن الوقوف عليه من خلال مناسبتين حدثتا مؤخرًا إحداهما تتعلق بالزلزال المدمر الذي ضرب هاييتي والأخرى تتعلق بما يسمى ذكرى اليوم الدولي لإحياء الهولوكوست حيث كشف العديد من الكتاب والمفكرين الغربيين عن المحاولات التي بذلتها تل أبيب من خلال تلك المناسبتين للتغطية على ممارساتها الاحتلالية والعنصرية ضد الفلسطينيين ومحاولة الالتفاف على تقرير جولدستون . ونكتفي هنا ببعض شهادات من كتاب إسرائيليين، أحدهم كتب في «فوروورد» اليهودية الأربعاء الماضي حول المناسبة الأولى بقوله إنه لم يكن مستغربا أن يستغل قائد فريق الإنقاذ الإسرائيلي في هاييتي فرصة مأساة هاييتي ليحقق هو وفريقه المكون من 250 عضوًا خلال اقل من أسبوع دعاية لتحسن صورة إسرائيل عجز خبراء دعايتها عن تحقيقها طوال سنوات، كما كتب الصحفي الإسرائيلي أكيفا إيلدار في هآرتس الاثنين الماضي يقول إن هذا «الإنجاز الإعلامي» يؤكد فقط المفارقة بينه وبين مسؤولية دولة الاحتلال عن «معاناة الناس المستمرة في غزة» كما كتب الصحافي الإسرائيلي غدعون ليفي في صحيفة «هآرتس» عن المناسبة الثانية الخميس الماضي قائلاً إن التحرك الإسرائيلي في مجال العلاقات العامة لم يشاهد مثله منذ وقت طويل ،»فعدما يتحدث العالم لغة غولدستون، نتحدث بلغة المحرقة» مضيفًا بأنه كم سيكون جميلاً لو أن إسرائيل اقتطعت وقتاً في يوم التذكر الدولي هذا لتفحص نفسها وتنظر في الداخل وتسأل، على سبيل المثال، كيف حصل أن مدت اللاسامية رأسها في العالم تحديداً في السنة الماضية، أي السنة التي ألقت فيها قنابل الفوسفور الأبيض على غزة.. كم سيكون جميلاً لو أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعلن في هذا اليوم الدولي لتذكر المحرقة سياسةً جديدة لدمج اللاجئين بدلاً من الطرد، او رفع الحصار عن غزة. الحيل الإسرائيلية لم تعد تجدي لتبرير الهولوكوست الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين الذي كان العدوان على غزة العام الماضي واستخدامها الفوسفور الأبيض مثالاً له،وقد حان الوقت كي يحاسب المجتمع الدولي إسرائيل على جرائمها ضد الشعب الفلسطيني بنفس الكيفية والمعايير التي حاسب فيها النازيين.