تمهيداً لمسيرة المليون المقررة اليوم في صنعاء، شهدت مدينتا ذمار 90 كيلومتراً جنوبصنعاء وحضرموت 800 كيلومتر شرق البلاد تظاهرات شعبية شارك فيها آلاف من طلاب الجامعات والمدارس والمواطنين وقادة الأحزاب السياسية والمنظمات الجماهيرية، من أجل مناصرة الانتفاضة والتنديد بالتهديدات الأميركية لضرب العراق، ومطالبة القادة العرب باتخاذ مواقف وقرارات حاسمة لدعم مسيرة المقاومة الفلسطينية ووقف الأصوات المنادية بوقف الانتفاضة ودعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وأحرق المتظاهرون في ذمار دمية لشارون والأعلام الإسرائيلية. إلى ذلك، رعت الأحزاب والقوى السياسية اليمنية الحاكمة والمعارضة بياناً مشتركاً أمس تلقت "الحياة" نسخة منه وطالبت فيه "باستمرار الدعم الرسمي والشعبي للانتفاضة وتقديم المال والسلاح للمقاومة الفلسطينية"، وأعلنوا الرفض التام لأي مبادرات تهدف إلى اجهاض الانتفاضة، كما دعا البيان إلى مقاطعة السلع الأميركية، وطالب قمة بيروت بقرارات بمستوى التحدي الذي تواجهه الأمة ورفع الحصار عن العراق كخطوة أولى لاستعادة التضامن العربي، على أن تكون القمة العربية المقبلة في بغداد والتأكيد بأن أي عدوان على العراق هو عدوان على الأمة العربية. وأشاد البيان بصمود الانتفاضة، وقال: "إن القادة العرب مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن يستشعروا حجم المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظل حملة القتل والتنكيل والتشريد وهدم البيوت على ساكنيها وتدمير البنية التحتية وحرق المزارع في الأراضي المحتلة". وأضاف: "ان أميركا وإسرائيل هما داعيتا الإرهاب في العالم، ونطالب بمحاكمة شارون كمجرم حرب". ومع اقتراب انعقاد القمة العربية، يشهد الشارع اليمني صحوة جديدة تتفاعل مع القضية الفلسطينية على رغم الضغوط التي تتعرض لها الحكومة اليمنية من قبل الإدارة الأميركية في إطار التعاون الثنائي في الحرب ضد الإرهاب. وكان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أكد لنائب الرئيس الأميركي ديك تشيني خلال زيارته لليمن في منتصف آذار مارس الجاري، ان اليمن يرفض توجيه ضربة عسكرية أميركية للعراق، ويطالب الولاياتالمتحدة بالضغط على إسرائيل لوقف ضرباتها العسكرية ضد الشعب الفلسطيني على أن يعمل العرب على اقناع الفلسطينيين بوقف حال العنف، وان يفسح المجال للتشاور العربي حول المبادرة السعودية حتى يتسنى للعرب تبنيها كمبادرة عربية في قمة بيروت ليتم بموجبها الوصول إلى الحل النهائي للصراع العربي - الإسرائيلي بتطبيق قرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.