سيدني، واشنطن، الناصرة- "الحياة"، ا ف ب، رويترز - اكد وزير الصحة والخدمات الانسانية الاميركي تومي طومسون امس انه يجري فحص خمس حالات في فلوريدا للتحقق من احتمال اصابتها ببكتيريا "الانثراكس" المُسببة لمرض الجمرة الخبيثة، الامر الذي قد يزيد عدد الحالات المعروفة المصابة الى ثماني في الولاية والى تسع في البلاد. وقال ان الرسائل التي وجهت الى عدد من الاشخاص وتحتوي على "الانثراكس" قد تكون إرهاباً، لكن ليس بالضرورة من عمل اسامة بن لادن. لكن وزير العدل جون اشكروفت اعلن امس انه لا يستبعد تورط زعيم تنظيم "القاعدة". وفي موازة ذلك، اكدت "اللجنة الدولية للصليب الاحمر" امس، ان عصية الجمرة الخبيثة المطورة داخل مختبراتها في كابول غير مؤذية. وجاء ذلك عقب إعلان الشرطة الاميركية ليل السبت - الاحد ظهور اعراض المرض على موظف ثان في شبكة "ان بي سي". وانتقل القلق من انتشار المرض الى اسرائيل، لكن وزارة الصحة اكدت ان اجهزتها مستعدة تماماً لمواجهة اي هجوم جرثومي محتمل. وكانت مصادر في الشرطة الاميركية اعلنت مساء السبت اكتشاف خمس حالات جديدة بين موظفي شركة "اميركان انكوربوريشن" في فلوريدا. وجاءت نتيجة التحاليل التي اجريت على هؤلاء الاشخاص ايجابية ولكن من دون ان يكون في الامكان تحديد ما اذا كانت هذه الحالات مرتبطة بالحالات السابقة التي اعلنت منذ الخامس من تشرين الاول اكتوبر الجاري. واكتشفت اثار لجرثومة الجمرة الخبيثة في دم هؤلاء الاشخاص الامر الذي يعني انهم كانوا على احتكاك مع الجرثومة ولكن ليس بالضرورة ان يكون ذلك حديثاً، بحسب مصادر الشرطة.. وكان اعلن وجود ثلاث حالات بين موظفي هذه الشركة في بوكا راتون. وتوفي المصور روبرت ستيفنس 63 عاما لاصابته بالجمرة الخبيثة في الخامس من تشرين الاول، في حين اصيب شخصان آخران ولكن من دون ان يتطور المرض. وكانت الشركة قد اغلقت مقرها بعد وفاة ستيفنس وخضع مئات الاشخاص لتحاليل طبية هذا الاسبوع. وكانت الادارة الفيديرالية للطيران اعلنت السبت ان نتائج الاختبارات التي اجريت على مادة مشبوهة اكتشفت في طائرة تابعة لشركة "يو اس ايرويز"الاميركية جاءت سلبية. وكانت الطائرة غيرت وجهتها نحو مطار انديانابوليس في ولاية انديانا وسط صباح اليوم نفسه خشية ان تكون المادة بكتيريا "الانثراكس". الى ذلك، اعلن مسؤولون اميركيون في نيويورك ان اعراض الجمرة الخبيثة ظهرت على موظف ثان في شبكة "ان بي سي" التلفزيونية إذ لوحظ احمرار على الجلد وارتفاع في الحرار وانتفاخ العقد اللمفاوية لدى المصاب الذي لم تكشف هويته، والذي يخضع للعلاج بالمضادات الحيوية. وكانت الشبكة نفسها اوضحت الجمعة الماضي ان ايرين اوكنور الموظفة لديها 38 عاما اصيبت بالعدوى وانها في طريقها الى الشفاء بعد 12 يوماً من العلاج. "الصليب الاحمر" من جهة اخرى، اعلن الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر كيم غوردن غايتس امس في جنيف ان عصية الجمرة الخبيثة المطورة في مختبر الصليب الاحمر ومنظمة الاغذية والزراعة الفاو في كابول في اطار برنامج تلقيح الحيوانات غير مؤذية. واوضح انها منتجة في هذا المختبر منذ 1997 لتلقيح المواشي "في بلد يضم نحو 15 مليون مزارع". ونقلت صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" الفرنسية عن اجهزة الاستخبارات الفرنسية قلقها من احتمال استخدام قوات بن لادن هذه العصيات كاسلحة جرثومية. وذكرت الصحيفة الفرنسية ان طبيباً بيطرياً افغانياً يتولى حراسة المختبر ويرفع تقريراً يومياً الى الصليب الاحمر "وقد يكون المختبر تعرض للسرقة مرة على الاقل وان عمليات شراء مشبوهة لعصيات تمت في مختبر في باكستان". واضافت الصحيفة ان "مجموعة عمل شكلت لمتابعة هذا الملف الحساس" يوماً بيوم اذ ان "الصليب الاحمر" يأخذ هذه القضية على محمل الجد. وان "خبراء متفقون على ان مختبر كابول قد يصبح سريعاً قادراً على انتاج جراثيم فتاكة". وفي استراليا، قال مسؤول في مطار سيدني ان جزءاً من قاعة الوصول في المطار أخلي امس وجرى تطويقه، لكنه لم يدل بتفاصيل. وذكرت وسائل اعلام محلية انه عثر على صندوق يحتوي على مسحوق أبيض يشبه المسحوق الذي تردد أنه أرسل في رسائل الى الولاياتالمتحدة لاشخاص أصيبوا بمرض الجمرة الخبيثة. واعلنت الحكومة الاسترالية امس انها تعزز خططها التي كانت اعدتها لمواجهة خطر الاسلحة البيولوجية والكيماوية في قبل دورة الالعاب الاولمبية في سيدني عام 2000. ماليزيا وفي ماليزيا قالت الشرطة انها مستعدة لمساعدة الولاياتالمتحدة في التحقيق المتعلق برسالة تحتوي بكتيريا الجمرة الخبيثة ارسلت من ماليزيا. وقال الناطق باسم الشرطة بنيامين هاسبي "ننتظر تلقي طلب رسمي والتفاصيل عن طريق الانتربول... نحن مستعدون للمساعدة اذا تلقينا مزيدا من التفاصيل وطلبا للتحقيق". اسرائيل واثارت الانباء عن ارتفاع عدد الحالات المصابة بمرض الجمرة الخبيثة في الولاياتالمتحدة قلق الاسرائيليين الذي انعكس في حيز واسع من وسائل الاعلام امس، خصوصاً احتمال حصول هجمات باسلحة جرثومية وكيماوية على المرافق العامة. لكن وزارة الصحة سارعت الى إصدار تعميم اكدت فيه ان اجهزتها مستعدة تماماً لمواجهة كل الاحتمالات، وان لديها كميات كافية من الادوية لمعالجة الجمرة الخبيثة.