باريس - أ ف ب - "حق العودة" و"خطيئة اسرائيل الاصلية" كتابان صدرا حديثا في باريس يشرحان مشكلة اللاجئين الفلسطينيين التي تمثل احد اصعب اوجه القضية الفلسطينية واكثرها تعقيدا. فبعد ان اعلنت الاممالمتحدة رسميا منذ عام 1948 حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، يتم اليوم انكار هذا الحق اكثر من اي مطلب فلسطيني اخر. "حق العودة" عمل جماعي يشرح كيف ان اعتراف اسرائيل بحق اللاجئين في العودة لا يعيد النظر في وجود الدولة العبرية ولا في طابعها اليهودي، بل انه قد يشكل في المستقبل مدخلا الى مصالحة حقيقية. واعتبر يوسف كرباج الباحث في المعهد الوطني للدراسات الديموغرافية ان هناك 5،3 ملايين لاجئ مقيمون خارج فلسطين التاريخية اسرائيل والاراضي الفلسطينية من اصل عدد اجمالي من السكان قدره 7،7 ملايين نسمة، في حين تحدد الاحصاءات الرسمية الفلسطينية عدد اللاجئين بنحو 5،4 ملايين. ويدرس فيليب فرغ وهو خبير ديموغرافي انعكاس تطبيق حق العودة على الصعيد الديموغرافي. وكتب فرغ ان "التفكير في حركة عودة كثيفة الى منازل عام 1948 يسمح حجمها بقلب التوازن الديموغرافي في اسرائيل هو مجرد وهم. وخصص فصل من الكتاب لاعمال "المؤرخين الجدد" الاسرائيليين الذين اسقطوا "الخرافات" التي لطالما غذتها الدولة العبرية، واولها "خرافة" الرحيل الطوعي للاجئين. وفي الختام، شدد المؤرخ الياس صنبر مدير تحرير مجلة الدراسات الفلسطينية على ضرورة التمييز بين الاعتراف بحق العودة والتفاوض على سبل تطبيقه. خلف الاستفزاز الكامن في العنوان "خطيئة اسرائيل الاصلية"، كتب دومينيك فيدال دراسة نقدية يمكن اعتبارها محصلة شاملة، هي الاولى بالفرنسية، لاعمال "المؤرخين الجدد" الذين ينقضون الروايات الرسمية. وتدور هذه الابحاث التي لم تنشر في فرنسا لفترة طويلة حول "طرد" آلاف العرب الفلسطينيين بين 1947 و1949. وصدر "حق العودة" لو دروا او روتور عن دار سندباد اكت سود ويقع في 401 صفحة، فيما يقع "خطيئة اسرائيل الاصلية" لو بيشي اوريجينيل ديسرايل في 224 صفحة.