طالبت المنظمات الفلسطينية التي تتخذ من دمشق مقرا لها، قادة الدول العربية بتوفير "اقصى درجات الدعم السياسي والمادي والعسكري" للانتفاضة الفلسطينية، مشيرين الى ان الدعوة الى وقف المقاومة سيؤدي الى "خذلان" الشعب الفلسطيني واعطاء فرصة لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون "كي يلتقط انفاسه لشن حملة جديدة من العدوان والارهاب". وكان مسؤولو وقادة "حركة المقاومة الاسلامية" حماس خالد مشعل و"الجهاد الاسلامي" رمضان عبد الله شلح و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" ماهر الطاهر و"الجبهة الشعبية - القيادة العامة" طلال ناجي و"جبهة الانقاذ الوطني الفلسطيني" خالد الفاهوم يتحدثون الى "الحياة" عما يتوقعونه وما يريدونه من القمة العربية في بيروت. وقال مشعل ان "حماس" بعثت بالاقنية الديبلوماسية "مذكرة رسمية" الى جميع القادة العربية "تؤكد لهم وجود فرصة تاريخية لاستعادة الحقوق" وان الفلسطينيين "قاب قوسين او ادنى من استعادة حقوقهم". واضاف، في اتصال هاتفي اجري معه في الدوحة: "نريد من القمة العربية قرارا مركزيا بدعم الانتفاضة والمقاومة الفلسطينية باقصى درجات الدعم العربي الممكن والمتاح. دعما سياسيا وماليا واعلاميا وجماهيريا وبالسلاح، لاستثمار هذه الفرصة التاريخية لاستعادة حقوقهم عبر هذه المقاومة المتصاعدة وتسجيل انتصار آخر على هذا العدو يضاف الى الانتصار السابق في جنوبلبنان". ودعا الى "عدم تضييع" هذه الفرصة التي توافرت لثلاثة اسباب هي :"اولا، ان الخيارات الاخرى جربت وفشلت. راهنوا على المفاوضات والتدخل الاميركي لكن ذلك لم يسفر عن شيء. ثانيا، تأثيرات الانتفاضة على المجتمع الاسرائيلي حيث بدأ يعاني من حرب استنزاف هي مرحلة طبيعية تسبق اندحار اي احتلال. ثالثا، توحد الشعب الفلسطيني على المقاومة بحيث صارت حالة شعبية"، مقترحا ضرورة "عدم دخول العرب في دوامة المشاريع والحديث عن التسوية والمفاوضات لان ذلك يشعر الشعب الفلسطيني بالخذلان ويعطي شارون نفسا وفرصة لشن عدوان جديد علينا". وقال ردا على سؤال :"ان اي حديث عن التسوية هو رسالة احباط للشعب الفلسطيني واجهاض لمنجزات سنة ونصف السنة"، مؤكدا ان الحركة "لن تلتزم اي قرار لوقف اطلاق النار. ولن يلتزمه الشعب الفلسطيني، كما ان شارون لن يلتزمه. واكبر خطأ تاريخي هو دعوة الشعب الفلسطيني الى الهدوء ووقف اطلاق النار. كما يعلم القادة العرب ان استمرار الانتفاضة هو الذي حرك كل المساعي الدولية بصرف النظر عن تقويمنا لها. الذي يجبر العالم كله على الانتباه الى المنطقة، هو تشبثنا بالميدان وتتطور مقاومتنا". كذلك شدد شلح على وجوب "توفير الدعم السياسي والمالي" للانتفاضة، مضيفا ان "الدعم العسكري وتوفير حماية للشعب الفلسطيني وممارسة ضغط سياسي ودولي لايقاف المجازر الصهيونية ضد شعبنا". وبعدما تمنى عدم "طرح اي مبادرات تمثل التفافا على الانتفاضة وتخفض سقف الشعب الفلسطيني في اهدافه وعدم قطع الطريق على المقاومة وحرمانها من قطف ثمار الدماء والتضحيات"، قال "اذا لم يقدم العرب دعما للانتفاضة، فليمنحونا صمتهم ويتركوا الشعب الفلسطيني يمارس واجبه في الدفاع عن النفس وتحرير الارض". من جهته، رأى الطاهر في "دعم الانتفاضة عنصرا اساسيا لخلق معادلات جديدة في المنطقة وعنصرا داعما للامن القومي العربي". وقال مسؤول قيادة الخارج في "الشعبية" ان المرحلة "ليست مرحلة دعوة الى المفاوضات وليس مرحلة البحث عن خطة تينت وتقرير ميتشيل، لان العودة الى طاولة التفاوض يجب ان تكون على اسس جديدة هي قرارات الشرعية الدولية باشراك العالم كله والامم المتحدة في رعاية اي مفاوضات وليس ترك المجال للاستفراد الاميركي". واقترح ان يصدر القادة العرب بيانا يفيد :"لا تفاوض مع شارون مجرم الحرب والارهابي". ولدى حديثه عن الدعم المتوقع، دخل الدكتور ناحي الامين العام المساعد ل"الشعبية - القيادة العامة" في التفاصيل. وقال :"نريد دعما ماديا للانتفاضة. هناك 4،3 مليون فلسطيني في الضفة والقطاع لايعملون منذ 18 شهرا. نريد انصافا عربيا بحق الشعب الفلسطيني. لانريد ان يطلب القادة العرب ايقاف الانتفاضة كما حصل في جميع الثورات منذ العام 1936 عندما طلب العرب منا ايقاف تلك الثورة لاثبات حسن النية للبريطانيين. الان لا نريد المراهنة على شارون ولا نريد ان نوقف الانتفاضة لاظهار حسن النية لاميركا قبل اعلان التزام اسرائيلي كامل من الاراضي المحتلة عام 1967". وطالب الفاهوم ب"تقديم مبادرة عربية في وقت يكون فيه الفلسطينيون في موقع لابأس به بعدما عانوا من عدوان شارون". واضاف مطلبا ثانيا هو "الدعم المالي للسلطة الوطنية الفلسطينية لتتكفل بالامور الحياتية للشرطة التي ابلت بلاء حسنا في الشهرين الاخيرين وكي تتمكن من سداد رواتب الموظفين وكي تبقى منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا للشعب الفلسطيني"، مقترحا "تشكيل وفد عربي برئاسة ولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز وعضوية وزراء خارجية سورية ومصر والاردن مروان المعشر وفلسطين لتذهب لمقابلة الرئيس جورج بوش لعرض المبادرة العربية وتأكيد ان الدعم العربي لايمكن ان يحصل من دون حل عادل لقضية فلسطين على اساس القرار 242 و338 وقرار الجمعية 194".