جددت دمشق دعمها ل"منظمات الثورة الفلسطينية" وتمسكها ب"خيار استمرار الانتفاضة" باستضافتها المؤتمر الاول ل"اللجنة الشعبية لدعم الانتفاضة" في حضور قادة منظمات اسلامية وفلسطينية تصنفها وزارة الخارجية الاميركية على انها "ارهابية"، وذلك بعد يومين على لقاء الرئيس ياسر عرفات ووزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز. وعقد المؤتمر في فندق قرب دمشق لمناسبة الذكرى السنوية الاولى للانتفاضة في حضور 70 مسؤولاً وشخصية عربية واسلامية بينهم الامين العام ل"حزب الله" حسن نصرالله ورئيس المكتب السياسي ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس خالد مشعل وزعيم "الجهاد الاسلامي" رمضان عبدالله شلح والامين العام ل"الجبهة الشعبية - القيادة العامة" احمد جبريل ومسؤول القطاع الخارجي في "الجبهة الشعبية" ماهرالطاهر وباقي قادة "تحالف القوى الفلسطينية"، اضافة الى الامين العام المساعد لحزب "البعث" الحاكم عبدالله الاحمر ورئيس "اللجنة الشعبية لدعم الانتفاضة" احمد عبدالكريم والرئيس اليمني الجنوبي السابق علي ناصر محمد. وجاء المؤتمر بعد رفض دمشق "اعطاء شرعية" للقاء عرفات - بيريز بتأجيل زيارته التي كانت مقررة الى دمشق الثلثاء الماضي، مما يؤكد رغبة المسؤولين السوريين في اعطاء الدعم السياسي ل"خيار استمرار الانتفاضة". وقال مصدر رسمي ان المؤتمر الذي حضرته "فصائل الثورة الفلسطينية" يهدف الى "حشد الطاقات وتعبئة الجهود لتعزيز ارادة التحرير والقضاء على روح الانهزام والاستسلام فضلاً عن اقامة حال عربية تسهم في مقاومة المشروع الصهيوني". واجمع معظم المتحدثين في افتتاح المؤتمر امس على رفض "الهدنة" التي اعلنها عرفات لانها "تعني وقف الانتفاضة"، مشيرين الى ان لقاء عرفات - بيريز والاتفاق على استئناف التعاون الامني يستهدفان "وقف الانتفاضة، وهما غير ملزمين لنا". وقال نصرالله الذي جلس في المنصة الى جانب السيد الاحمر: "لا يجوز للبعض منّا ان ينتحر او ان يضع شعبه على حافة الهاوية من اجل ان يدفع عن نفسه صفة الارهاب التي يصفه بها الاسرائيليون وهم رؤوس الارهاب في العالم"، داعياً إلى "جهد اسلامي وعربي كبيرين لاخراج الانتفاضة من هذه الدائرة وعدم القبول حتى بأن يناقش امر اتهام الانتفاضة والمقاومة في فلسطين بالارهاب". ونوه الامين العام ل"حزب الله" بمواقف سورية "التي احتضنت هذا المؤتمر ومعه كل المقاومين والمناضلين. كما في الماضي هو الحاضر، تبقى سورية ملاذاً للمقاومين من اجل التحرير واستعادة الكرامة والمقدسات"، فيما دعا الاحمر الى "الوقوف في وجه محاولات الالتفاف على الانتفاضة واستمرار النضال الى حين تحرير كل الاراضي العربية المحتلة". واتفق نصر الله مع مشعل وجبريل وشلّح على القول إن "الهدنة تعني وقف الانتفاضة دون ثمن". وقال الامين العام ل"حزب الله": "لقد فعل رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون كل ما في وسعه لضرب الانتفاضة ولم يفلح". وأكد مشعل ان اتفاق عرفات - بيريز "لا يلزم حماس او القوى الفلسطينية"، داعياً إلى ان "لا تكون الانتفاضة ضحية التفجيرات في اميركا"، في حين اشار جبريل الى ان ما يدور من "ضغوط اميركية على عرفات يدفعه للأسف بعيداً عن مصلحة الشعب الفلسطيني". وجاءت تصريحات القادة الفلسطينيين بعد التزامهم "الصمت" اثر تفجيرات واشنطن ونيويورك والحديث عن مطالب اميركية من سورية تتعلق بمنظمات فلسطينية تصنفها على انها "ارهابية". ودعا "تحالف القوى الفلسطينية" الذي يضم هذه المنظمات الى مؤتمر شعبي آخر لدعم الانتفاضة سيعقد بعد غد.