كابول - أ ف ب - عادت الافغانيات أمس الى مقاعد الدراسة للمرة الاولى منذ خمسة أعوام بعدما حرمن من حقهن في التعليم تحت نظام "طالبان". وفي خطوة ترمز للقطيعة مع ماضي افغانستان الذي سيطرت عليه الحرب فتح تلاميذ المدارس الابتدائية والثانوية الكتب الدراسية الجديدة التي اعدها باحثون افغان في الجامعات الاميركية. وتحدثت الطفلة مريم تسعة أعوام بخجل مع اصدقائها الجدد في مدرستها الابتدائية في وسط كابول. وما كان لمريم ان تذهب الى المدرسة لو ان طالبان ما زالوا في السلطة. وقال الاباء انهم ايقظوا اطفالهم مبكراً لارسالهم الى المدرسة. وقال محمد رسول بشير 12 عاماً بينما كان يحمل كتبه الدراسية "انا سعيد للغاية لانني سأذهب للمدرسة وبالتالي يمكن ان اصبح طبيباً او مهندساً لأخدم شعبي". وعلى أغلفة الكتب الخلفية طبعت اعلانات وشعارت لمحاربة المخدرات لثني الناس عن تعاطي المخدرات في اكبر بلد يزرع الافيون في العالم. وقال عبد النبي واحدي وهو مسؤول كبير في وزارة التعليم الافغانية في وقت سابق من هذا الاسبوع "طالبان كانوا متعصبين ولديهم مشكلة مع العلم والتكنولوجيا. لم يعطوا اهتماماً كبيراً للحساب والعلوم لانهم لم يروا ان هناك حاجة للاطباء او المهندسين او الاقتصاديين". وزار رئيس الحكومة الانتقالية حميد كارزاي مدرسة اماني الثانوية في كابول، واعلن ان يوم 23 اذار مارس سيكون من الآن وصاعداً يوم عطلة، ووصف هذا اليوم ب"الاسعد" منذ تشكيل حكومته في 22 كانون الاول ديسمبر الماضي. وقال كارزاي: "منذ تشكيل الحكومة قبل ثلاثة اشهر، لم نحظ بيوم اسعد من هذا اليوم ... ان عيون الناس تدمع اليوم، لكنها دموع الفرح لأن اطفالنا، ابناءنا وبناتنا، يذهبون الى المدرسة. انها دموع الفخر". ورافق كارزاي ممثل الاممالمتحدة الخاص الى افغانستان الاخضر الابراهيمي والمديرة التنفيذية لصندوق الاممالمتحدة لرعاية الطفولة والامومة يونيسيف كارول بيلامي ووفد حكومي. وقالت المعلمة ميمونة احمدي 35 عاماً العائدة من المنفى: "انني سعيدة جداً وفخورة للتمكن من التعليم مجدداً". واضافت: "خلال الاعوام الخمسة الماضية، لاحظت ان الجهل والامية كانا مصدر الاحداث المؤسفة التي وقعت في هذا البلد". وكانت حركة "طالبان" التي تولت السلطة في افغانستان في ايلول سبتمبر 1996 وطردت منها في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، حظرت تعليم الفتيات وعمل النساء. لكن بعض المعلمات استمررن على رغم ذلك في اعطاء الدروس في المنازل سراً. وفي 1999، كان يقدر عدد الاطفال الذين هم في عمر الدراسة الابتدائية في افغانستان ب4،4 مليون طفل. لكن 32 في المئة فقط من الاطفال وبالكاد ثمانية في المئة من الفتيات تابعوا الدروس. وتشكل نسبة الامية بين النساء في افغانستان ب96 في المئة.