كابول - أ ف ب - رفضت افغانستان أمس الانتقادات التي وجهها قادة اجانب ومسؤولون كبار في الاممالمتحدة للرئيس حميد كارزاي محذرين من فقدان دعم الاسرة الدولية في حال لم تستأصل حكومته الجديدة الفساد المستشري في الدولة، واتهمتم بعدم احترام سيادتها. وأعلنت وزارة الخارجية الافغانية ان الانتقادات «تتخطى الاعراف الدولية وتنتهك الاحترام لسيادة افغانستان الوطنية». وصنفت منظمة الشفافية الدولية افغانستان في المرتبة الخامسة للدول الاكثر فساداً، وينظر الى حكومة كارزاي على نطاق واسع بأن الفساد ينخرها ويبقي البلاد في الفقر. وحض قادة الدول الغربية التي تنشر نحو مئة الف جندي يقاتلون المتمردين في افغانستان، كارزاي على التخلي عن زعماء الحرب وتجار المخدرات في حكومته، والقضاء على الفساد اذا اراد دعمها المستمر. وبعد اعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية بعد انسحاب منافسه وزير الخارجية السابق عبدالله عبدالله من الجولة الثانية، وعد كارزاي باطلاق حملة للقضاء على الفساد. واظهرت حالات التزوير الكبيرة التي انكشفت بعد عملية الاقتراع التي اجريت في 20 آب (اغسطس) الماضي حجم الفساد المستشري في حكومة افغانستان، وأدت الى ضغوط دولية هائلة على كارزاي. وصرح رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون اول من امس بأن حكومة كارزاي اصبحت «كلمة مرادفة للفساد». وقال: «لا يجوز ان يمتلك امراء الحرب واتباعهم مكاناً في مستقبل افغانستان». وفيما دعا كاي ادي، المبعوث الخاص للامم المتحدة الى افغانستان، كابول الخميس الماضي الى «شن حرب نشطة ضد الفساد وبذل جهود لتحسين النظام القضائي، ومحو ثقافة الافلات من العقوبة»، أكدت وزارة الخارجية الافغانية ان تصريحات ادي «تتجاوز مع الاسف الاعراف الدولية وسلطته بصفته سلطة دولية غير منحازة». وأضافت: «محاربة الفساد وتعزيز حكم القانون شرطان لقيام افغانستان تنعم بالسلام والاستقرار». وتابع: «في الايام القليلة الماضية، تدخلت دوائر ديبلوماسية ووكالات دعاية تابعة لدول اجنبية في الشؤون الداخلية لافغانستان عبر توجيه تعليمات تتعلق بتركيبة مكونات الحكومة الافغانية وسياستها، ما انتهك احترام السيادة الوطنية لافغانستان».