كابول، روما - رويترز، أ ف ب - تعهد الرئيس الأفغاني حميد كارزاي الذي أعيد انتخابه لولاية ثانية، تشكيل حكومة «ذات قاعدة عريضة»، في ظل تشديد حلفائه في الغرب على ضرورة أن يبذل جهداً أكبر للقضاء على الفساد، وإرساء الحكم الرشيد لتلبية احتياجات الشعب الأفغاني وتطلعاته، فيما كررت حركة «طالبان» رفضها دعوته للانضمام الى مسيرة إرساء السلام. وقال كارزاي أمس، في أول مؤتمر صحافي له بعد إعلان فوزه بولاية جديدة: «ستكون حكومتي لجميع الأفغان، وستجمع كل من يرغب في العمل معي في سبيل إحداث تغيير جذري يزيل بقعة الفساد من أرضنا»، مضيفاً: «سنعمل على إحلال السلام في أنحاء البلاد في أسرع وقت، وندعو أشقاءنا من طالبان للعودة إلى أفغانستان، ونطلب مساعدة المجموعة الدولية وتعاونها في إنجاز هذا الأمر». ويسعى الرئيس المنتخب، بعد إلغاء جولة الإعادة للانتخابات اثر انسحاب منافسه وزير الخارجية السابق عبدالله عبدالله، الى معالجة التأثيرات السلبية التي خلفتها عمليات التزوير الواسعة لمصلحته التي شهدتها المرحلة الأولى من الاقتراع في 20 آب (أغسطس) الماضي، وإقناع الحلفاء في الغرب بأنهم يعملون مع شريك لا شكوك في شرعيته. وقال ديبلوماسي غربي في كابول طلب عدم ذكر اسمه ان»صدقية حكومة كارزاي لن تتقرر ببساطة بهذه الانتخابات، بل بالإجراءات التي سيتخذها الرئيس خلال الأيام والأسابيع المقبلة»، فيما أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما حضت كارزاي على تشكيل لجنة لمكافحة الفساد ترسي محاسبة صارمة لمسؤولي الحكومات المحلية والوطنية، وأنها طالبت بأفعال أكدت أنها ستراقبها لتأكيد تحقيق تقدم في أفغانستان». ويدرك كارزاي ايضاً ان أزمة الانتخابات الأخيرة عززت موقع المعارضة الداخلية له، علماً ان بعض سكان العاصمة كابول ابدوا عدم سعادتهم بعودته إلى السلطة، معتبرين ان «ما فعله خلال السنوات الثماني الأخيرة سيتكرر مجدداً عبر سقوط قتلى كثيرين وارتفاع الأسعار». وفي وقت لا يزال كارزاي يواجه استمرار تمرد «طالبان» الذي تصاعد في العامين الأخيرين، أدلت الحركة بدلوها في الطعن بشرعية انتخابه، وقالت: «نستغرب إعلان اللجنة الانتخابية فوز كارزاي بالانتخابات بعد أسبوعين فقط على كشفها ضلوعه في عمليات تزوير للنتائج، «ما يعني انه انتخب استناداً الى الأصوات المزورة ذاتها». وقال الناطق باسم الحركة يوسف احمدي: «نداء المصالحة الذي وجهه كارزاي لطالبان كلام فارغ يخلو من أي مضمون. لقد كرر ذلك مرات. انه مجرد ألعوبة لا يملك سلطة لاتخاذ هذا القرار، وحكومته تضم دمىً تحركهم واشنطن ولندن». على صعيد آخر، أعلن وزير الدفاع الإيطالي اينيازيو لاروسا ان الجنود الإيطاليين ال400 الذين أرسلوا الى أفغانستان لتعزيز إجراءات الأمن خلال الانتخابات الرئاسية، سيبدأون بالانسحاب خلال أسبوع واحد. وتعتبر الوحدة الإيطالية التي تضم 3250 جندياً السادسة الأكبر عدداً في صفوف القوات الأجنبية في أفغانستان والمؤلفة من مئة ألف جندي.