تتجه الحكومة السورية الى جعل الانترنت مجانية تقريباً والأمر يثير بعض النقاش والتخوف من انعكاس سلبي على الشباب. لكن الدكتور كامل عمران المحاضر في كلية علم الاجتماع في جامعة دمشق يرى هذه الخطوة ايجابية تطغى على بعض السلبيات الواهية. ولا خوف منها مطلقاً. وفي تصريح خاص الى "الحياة"، قال عمران: "تشكل اتاحة الانترنت مجاناً خطوة ايجابية صحيحة لأنها تشكل مساعدة لذوي الدخل المحدود لاستخدام هذه الوسيلة البالغة الأهمية في الوصول الى المعرفة في سهولة. وتسمح للشباب في المقابل بأن يطلع على تطورات الحياة في العالم، لأن الانسانية كل واحد. بل ان هذا الانفتاح سيخلق وعياً موحداً بكثير من القضايا بتثاقف حضاري رغماً عن أصحاب صراع الحضارات. وهذه أكبر فائدة يمكن أن تجنيها. ويتعارف شباب العالم بعضهم الى بعض ويكونون رؤية صحيحة للعالم بدلاً من أن يستقوها من جهات لا ترغب في مثل هذا التلاقح الثقافي والفكري. لذلك لا خوف مطلقاً من أي انفتاح بخاصة إذا كنا اعددنا العدة لذلك، فترك الشباب يقررون أمورهم بأيديهم أمر مهم جداً بعيداً من سياسة الإملاء التي تعني انهم لا يستطيعون ان يقرروا أمورهم وانهم لا يعرفون شيئاً. قد تظهر بعض الهنات هنا أو هناك في البداية لكن ذلك لا يعني ان الحقيقة هي المنتصرة وان المعرفة هي التي تحسم الأمر في نهاية المطاف. لنفكر إذاً كيف ندخل الشبكة مزودين بالإرادة والوعي للافادة منها. ولا ضير من ذلك مهما حدث". من جهة ثانية فإن بعض الشباب لا يبدون متفائلين بإمكان تأمين الانترنت مجاناً. وقال المهندس احمد عواد ان "الأمر غير ممكن بالنسبة الى جميع الفئات، وقد يكون ممكناً إذا خص بعض الناس بهذه المجانية كالمدرسين والأشخاص الذين يخدمهم هذا الأمر في عملهم". ورأى علي عثمان ان مجانية الانترنت "ستوفر الكثير من الأموال على الشبان الذين يقصدون مقاهي الانترنت التي تبيع كل واحدة منها ساعة الدخول للانترنت على هواها. فمع حصول المجانية نستطيع اقتناء خط الاتصال بالانترنت من دون دفع اشتراك أو ايجار ونستطيع التواصل مع الشبكة والافادة منها". أما بشار سلمان فقد رأى ان "الانترنت في سورية ما زالت تعاني من مشكلات فنية كثيرة لا بد من معالجتها قبل اتخاذ خطوة المجانية. ومنها بطء الشبكة ومحاصرة الكثر من المواقع العالمية مثل Yahoo وhotmail وarabia من دون سبب معروف". وعن الاجراءات الواجب اتخاذها لتتماشى مع مجانية الانترنت يقول بشار: "لا بد من توسيع مقاسم الهواتف وتطويرها. وفتح الباب أمام الاستثمارات الخاصة واعطاء حرية أكبر لأصحاب المواقع وتعدد المواضيع. أما مؤسسة الاتصالات فتستطيع تحصيل الكلفة من المكالمات والاعلانات المبثوثة على الشبكة". أما عن تأثير الانترنت على أخلاق الشباب فيرى سمير عدوان "انها لا تؤثر، لأنه بانتشار صحون الأقمار الصناعية وبطاقات فك التشفير المقرصنة في شكل واسع فإن اثر الانترنت مهمل جداً. كما ان معظم المواقع غير الأخلاقية والاباحية محاصرة ومضبوطة في سورية. ويعتقد صفوان محمد ان "للانترنت إذا أصبحت مجانية تأثيراً سلبياً وبخاصة على المراهقين الذين يفتشون عن المواقع الاباحية التي تؤذي العقول والنفوس". وكما هو الحال في مصر، كذلك في سورية. ينتظر الجميع انخفاض كلفة الانترنت. والارجح ان المال يلعب دوره راهناً في ابعاد البعض عن هذه التقنية.