أفادت معلومات صحافية في الرباط أمس ان العاهل المغربي الملك محمد السادس سيزور الأقاليم الصحراوية الثلثاء المقبل. وذكرت ان زيارته ستشمل مدينتي العيون والداخلة، وستتزامن مع ذكرى جلاء إسبانيا من المنطقة إثر المسيرة الخضراء العام 1975. الى ذلك، أبدى مصدر ديبلوماسي مغاربي شكوكاً ازاء امكان انغقاد القمة المغاربية المؤجلة التي يجري الترتيب لعقدها منتصف العام الجاري في الجزائر. وقال المصدر الذي رفض كشف اسمه، ان حظوظ عقد القمة تتضاءل كلما تفاقمت حدة التوتر بين المغرب والجزائر، على خلفية الموقف من تطورات ملف الصحراء. وأضاف ان الخلافات المغربية - الجزائرية "مرشحة للتصعيد"، خصوصاً ان موعد القمة المغاربية يتزامن مع مشاورات الاممالمتحدة المرتقبة حول تجديد ولاية بعثة "مينورسو" الى الصحراء والتي تنتهي في آخر نيسان ابريل المقبل. وكان مجلس الأمن مدد ولاية البعثة شهرين إضافيين للإفساح في المجال امام الوسيط الدولي جيمس بيكر لطرح افكاره الجديدة على اطراف النزاع في شأن تعديل الاتفاق - الاطار الذي يمنح المحافظات الصحراوية حكماً ذاتياً موسعاً تحت سيادة المغرب. وأشار الى خطورة التصعيد المغربي - الجزائري "غير المسبوق" على جهود النهوض باتحاد المغرب العربي ومستقبل المنطقة. وباستثناء وزير التعاون الجهوي والهجرة الجزائري السيد عبدالعزيز الزياري الذي اكد ل"الحياة" على هامش اعمال لجنة المتابعة المغاربية التي انهت اعمالها أول من أمس في الرباط، ان القمة المغاربية ستنعقد في موعدها المقرر في الجزائر، بدا نظراؤه المغاربيون أقل تفاؤلاً. وخفف الزياري من حدة الخلاف المغربي - الجزائري، مشيراً الى ان الانظمة السياسية والاقتصادية للبلدان المغاربية كانت "متباعدة في الماضي، وانها اقتربت الآن بفعل العولمة". وزاد ان المشكلات بين المغرب والجزائر كانت مطروحة قبل انشاء اتحاد المغرب العربي العام 1989 في مراكش، "لكن هدف الاتحاد يظل مقدساً واستراتيجياً". وقال الطيب الفاسي الفهري، كاتب الدولة المغربي في وزارة الخارجية، ل"الحياة" انه "لا يمكن التفكير في تعزيز التعاون في نطاق اتحاد المغرب العربي في ظل تناقض الموقف الجزائري ومطالبة الساسة في الجزائر تقسيم الصحراء والقبائل الصحراوية". واعتبر ان عدم تسوية "هذا التناقض سيظل عائقاً أمام اي جهود لحلحلة جمود الاتحاد المغاربي".