كيف ينظر اللاعبون المصنفون في دورة دبي الدولية لكرة المضرب الى التغيير الكبير الذي شهدته مواقع الترتيب والتصنيف العام الماضي، والبداية "المشتعلة" لبعضهم في مستهل الموسم الحالي الذي اجريت منه 12 دورة ضمن برنامج رابطة اللاعبين المحترفين. وتقام حالياً ثلاث منها في وقت واحد، فإضافة الى دورة دبي، يخوض اللاعبون الدوليون منافسات اكابولكو وممفيس. وقد صب الإجماع في الرأي على ان حيوية جديدة "نفحت" السباق على التصنيف العالمي، وبات "الحرس القديم" مهدداً من وجوه طامحة مثل السويدي توماس يوهانسون والأميركي اندي روديك 20 عاماً الفائز بثلاثة ألقاب العام الماضي والبقية تأتي... اما في دبي، فإن اولى "افرازات" الدور الثاني ابعدت الفرنسي سباستيان غروجان المصنف رابعاً في الدورة وكان سبقه الى الخروج الكرواتي غوران ايفانيسيفيتش في الدور الأول. التغيير الكبير الذي طرأ على الترتيب العام للاعبي كرة المضرب في نهاية موسم 2001 اسعد عدداً كبيراً منهم، اذ جعل الفرصة سانحة لاختراق "نادي العشرة الأوائل" في نهاية الموسم الحالي. هذا ما أوضحه ابرز المشاركين في دورة دبي الدولية البالغة جوائزها مليون دولار والمستمرة حتى بعد غد الأحد، فقد اجمعوا في تصريحاتهم عن عزمهم المضي قدماً ليشاركوا في بطولة الأساتذة "الماسترز" من خلال التصنيف الذي يحققونه في ضوء مجمل نتائج مشاركاتهم. اللافت ان الموسم الماضي شهد اختلافاً في المقاييس الفنية عموماً، فقد خاض ثمانية لاعبين مختلفين نهائيات البطولات الأربع الكبرى في استراليا وفرنسا وإنكلترا والولاياتالمتحدة، واستمر هذا التغيير في مطلع الموسم الحالي الذي دشنه السويدي توماس يوهانسون بالفوز في استراليا ولا يزال متشبثاً بصدارة السباق الى التصنيف العالمي. وكان الأميركي اندريه اغاسي الذي يشارك في دورة سان خوسيه الأميركية أحرز اللقب الأسترالي العام المنصرم، ثم فاز البرازيلي غوستافو كويرتن للمرة الثالثة بدورة رولان غاروس، وحمل الكرواتي غوران ايفانيسيفيتش كأس ويمبلدون بعد طول انتظار، ثم فرض الأسترالي الصاعد لايتون هويت ايقاعه على بطولة فلاشينغ ميدوز وبعدها بطولة الماسترز. وإذا أضفنا صعود نجم اكثر من لاعب واعد مثل الإسباني خوان كارلوس فيريرو حامل لقب دورة دبي 2001، والأميركي اندي روديك وتطور عروض السويسري روجيه فيديرر، يمكن التأكيد ان دماء جديدة ضخت في "دورة" البطولات الكبرى وحركت المياه الراكدة. وجاء هذا التطور بعد "ضمور" شهية آغاسي ومواطنه بيت سامبراس، وتراجع السرعة الأخيرة او ما يوصف ب"السبرنت" في نهاية الموسم عند كويرتن والروسي مارات سافين، الذي حل ثانياً في دبي العام الماضي، وفي استراليا خلف يوهانسون في الشهر الماضي. وكان الملاحظ ان كويرتن لم يفز إلا في مباراة واحدة من اصل عشر خاضها في نهاية الموسم الماضي. ووسط هذا التغيير يبقي الروسي يفغيني كافلنيكوف "فرس الرهان" بين افضل المصنفين العالميين، فقد أنهى العام الماضي في المركز الرابع، وتخطى مجموع جوائزه خلاله الثلاثة ملايين دولار، ولعله من القلائل الذين سجلوا حضوراً شبه ثابت في نادي الأوائل اذ حجز موقعاً له بين العشرة الأفضل في ستة من المواسم السبعة الأخيرة. وفي دبي، يتوقع كثيرون من خبراء اللعبة والإعلاميين المتابعين الميدانيين لدوراتها في مختلف انحاء العالم ان يكون كافلنيكوف 28 عاماً "الحصان الأسود" فيفرض وجوده وإيقاعه ويخطف اللقب والجائزة الأولى البالغة قيمتها 162 ألف دولار. وكان كافلنيكوف تجاوز اليوناني فاسيليس مازاراكيس في الدور الأول 6-4 و7-5، وفاز على الهولندي سينج شالكن في الثاني 6-1 و7-6، وأعلن ان مستواه يرتفع باضطراد ملحوظ على رغم الأداء الجيد لشالكن "كان الوضع عصيباً في المجموعة الثانية إذ تقدم شالكن في بدايتها 4-1 خانني ارسالي مراراً قبل ان اتغلب على نفسي بالدرجة الأولى". وأكد انه ماضٍ نحو اللقب وسيبذل كل جهد ممكن ليكون بين افضل خمسة مصنفين عالمياً في نهاية 2002. ويواجه كافلنيكوف اليوم التشيخي ييري نوفاك الفائز على الألماني اكس بريتسيتش 7-5 و6- صفر. وكان نوفاك احتل الموقع الثالث في السباق الى التصنيف العالمي مطلع الأسبوع الجاري خلف يوهانسون وسافين. وفي المواجهة الثانية اليوم التي ستكمل عقد الدور ربع النهائي، يلتقي الفرنسي فابريس سانتورو مع الكرواتي ايفان ليوبيسيتش. وجاء تأهل سانتورو على حساب مواطنه سباستيان غروجان المصنف اول على الصعيد الفرنسي وصاحب افضل مسيرة في الموسم الفائت، ومن سوء حظ الأخير انه التقى ثلاثة من ابناء جلدته في غضون اسبوعين. وعلى رغم ان تصنيفه افضل من سانتورو، إلا انه خسر تسع مرات في مقابل فوزين فقط في لقاءاتهما. وهو قاوم بشدة في المجموعة الأولى، لكن سانتورو المخضرم الذي بلغ نهائي الدورة الأولى في دبي عام 1993، باغته بضربات وتسديدات سريعة على الأطراف كانت كفيلة بتجيير الموقف في مصلحته. وفي حين شد غروجان امتعته وانتقل الى الولاياتالمتحدة استعداداً لدورتي انديانا ويلز وميامي، اكد سانتورو انه استعاد قابلية المنافسة "وربما اعتمادي السفر مع عائلتي ومجموعة من الأصدقاء لخوضي الدورات اشعل حماستي وجعلني اكثر ارتياحاً وولّد عندي حافزاً افتقدته منذ سنوات". عبور سريع وفي الطرف الثاني من جدول التصنيف، عبر يوهانسون بسرعة الى ربع النهائي على حساب الإسباني الكس كالاترافا 6-3 و2-1، إذ لم يكمل الإسباني المباراة وفضّل الانسحاب بسبب معاناته من الألم في ظهره. واللافت ان يوهانسون بلغ الدور الثاني على حساب اسباني آخر هو ألبرتو كوستا العائد من اصابة 6-3 و6- صفر وأعرب السويدي عن سعادته بالتأهل الى ربع النهائي "غير انني آسف لإصابة كالاترافا، لم أتوقع ان تبلغ المباراة هذا المنحى، علماً ان ضرباتي الخلفية كانت افضل هذه المرة، وتراجع ايقاع ارسالاتي...". معسكر على صعيد آخر، يتحضر اللاعب الإماراتي عمر بهروزيان 21 عاماً الذي شارك ببطاقة دعوة في الدورة وخسر امام البريطاني تيم هنمان في الدور الأول 1-6 وصفر-6، ليخوض ومواطنيه محمد عبدالعزيز النعيمي ومحمود نادر بطولة كأس الخليج للفرق في الدوحة من 7 الى 14 آذار مارس المقبل، ومباريات المجموعة الثالثة لكأس ديفيس التي تجمع الإمارات وقطر وإيران في طهران من 8 الى 15 نيسان ابريل المقبل. ويشرف البرتغالي جوزيه ويز على تدريب بهروزيان، الذي اشاد هنمان بصموده في احيان كثيرة ومبادلته الضربات والكرات الصعبة على رغم قلة خبرته، خصوصاً انه لم يشارك في بطولة من الفئة الأولى إلا مرتين، وكانتا في دبي، وهو خسر العام الماضي امام الروماني اندريه بافيل في الدور الأول ايضاً. وسيدخل بهروزيان معسكراً تدريبياً طويلاً في الولاياتالمتحدة في ايلول سبتمبر المقبل. وسيواجه يوهانسون في ربع النهائي البريطاني تيم هنمان المصنف سابعاً عالمياً والخامس في الدورة، والذي أقصى امس البيلاروسي ماكس ميريني 6-4 و6-4 في غضون ساعة و30 دقيقة، وتمكن البريطاني ثاني دورة روتردام في الأسبوع الماضي ان يكسر ارسال منافسه ثلاث مرات في مقابل مرة واحدة لميريني الذي تسرّع احياناً عدة في تسديده الكرات، بينما كان اداء هنمان اكثر استقراراً وثباتاً. وأكد هنمان ان المباراة كانت صعبة عموماً "علماً أني افضل ان ألعب في النهار، وسأكون حذراً جداً خلال لقائي يوهانسون في ربع النهائي. نحن نعرف بعضنا جيداً، وسبق ان تواجهنا مراراً خصوصاً في كأس ديفيس. سأكون منزعجاً بعض الشيء من المواجهة المقبلة ولا سيما انها ستجرى مساء".