مع تراجع المعارك في جبال غارديز، شرق أفغانستان، بدا أمس اهتمام الأميركيين مُنصبّاً على تلافي حصول كارثة أخرى مماثلة لما حصل في 11 ايلول سبتمبر الماضي. راجع ص 7 إذ أفادت مصادر أميركية ان الولاياتالمتحدة رصدت عمليات تحويل أموال تشير الى ان تنظيم "القاعدة" يستعد لضربة جديدة مماثلة لما حصل في عمليات التفجير الانتحارية التي استهدفت واشنطن ونيويورك. وجاءت المعلومات عن التحويلات المالية، مع أنباء في برلين أفادت ان الاستخبارات الأميركية حذّرت المانيا وبريطانيا من عمل إرهابي وشيك. وذكرت هذه الأنباء ان الاستخبارات الأميركية عرفت ان عنصرين في "القاعدة" قالا في لقاء سري مع أشخاص عرب انهم سيسمعون "أخباراً طيبة" عن عمليات تفجير قنابل في المانيا وبريطانيا. وذكرت مجلة "فوكوس" الألمانية، في عددها الذي يصدر غداً الإثنين، ان "سي. اي. ايه" تعتقد ان احد هذين الشخصين مسؤول عن "اعتداءات انتحارية غير محددة في الخارج". ونقلت معلوماتها عن مذكرة سرية من الشرطة الجنائية الفيديرالية الالمانية "بي كي ايه" الى كل الاجهزة الامنية الالمانية وتحمل تاريخ 8 آذار مارس 2002. الى ذلك، أعلن مسؤولون أميركيون أمس استمرار عمليات تمشيط الكهوف في شاهي كوت، جنوب غارديز ولاية باكتيا، بعدما سيطرت قوات التحالف على هذه المنطقة في شرق أفغانستان. وقالوا ان "مناوشات" متفرقة وقعت في الساعات الماضية بين جنود كنديين وأميركيين وعناصر من تنظيم "القاعدة" أو حركة "طالبان" كانوا لا يزالون مختبئين في بعض المغاور الجبلية التي تكسوها الثلوج. وقال مسؤولون في عملية "أناكوندا"، وهو الإسم الذي أطلقه الأميركيون على عملية تطهير منطقة غارديز، ان قوات كندية قتلت عنصراً من "طالبان" أو "القاعدة" كان يدفن زميلاً له قُتل في المعارك. وقُتل أربعة مسلحين آخرين لدى محاولتهم الفرار في المنطقة بعدما رصدتهم طائرة تجسس أميركية. وقال ضابط أميركي يشارك في عمليات تفتيش كهوف "القاعدة" في غارديز انه رأى في البدء حفرة كأنها "جحر العنكبوت" فتقدم اليها فوجد انها مركز كان يخرج منه مقاتلو "القاعدة" لإطلاق النار ثم الإختباء فيه. وتابع انه دخل الحفرة فوجدها توصل الى كهف ضخم يضم كميات هائلة من الاسلحة والطعام والأدوية. وقال: "لم أرَ مخبأ تحت الأرض بهذا النظام. إنه أفضل مخبأ رأيته في حياتي". ونفى مسؤولون أميركيون أول من أمس معلومات تُروّجها مصادر حركة "طالبان" في أفغانستان عن أسر جنود أميركيين في معارك غارديز. ولا تزال مصادر الحركة مُصرّة على زعمها. وفي اديس ابابا ا ف ب أفادت مصادر ديبلوماسية أمس ان قائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال تومي فرانكس وصل الى العاصمة الاثيوبية الجمعة، آتياً من نيروبي، لاجراء محادثات مع المسؤولين تتمحور خصوصاً حول الوضع في الصومال.