حض رئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني على الامتناع عن ضرب العراق "من اجل مصلحة اميركا والمنطقة والعالم"، داعياً الى وضع حد ل"العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني". واقترح مشاركة "حكماء" عرب وغربيين في جهود الولاياتالمتحدة لاقرار سلام عادل وشامل في الشرق الاوسط. كما جدد دعم الامارات الجهود الدولية لمحاربة ظاهرة الارهاب. واذ اعتبرت موسكو ان الجهود السياسية لتسوية مسألة العراق "لم تستنفد بعد" تحدث خبراء روس عن احتمال حصول تحول في الموقف الروسي المعارض لضرب العراق في حال أصرّت بغداد على رفضها عودة المفتشين. اكد رئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لنائب الرئيس الاميركي ديك تشيني رفض الامارات توجيه اي ضربة عسكرية الى العراق، داعياً الادارة الاميركية الى التروي وعدم الاقدام على هذه الخطوة "من اجل مصلحة اميركا والمنطقة والعالم". وفي اطار جولته على المنطقة زار تشيني الامارات امس لمدة اربع ساعات بعدما زار مسقط، وهو يهدف الى حشد التأييد الدولي للحملة التي تقودها واشنطن على "الارهاب". وعقب جلسة محادثات بين الشيخ زايد وتشيني في قصر البحر في ابوظبي، صرح الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية بأن الشيخ زايد دعا الولاياتالمتحدة الى القيام بدور اكثر فاعلية والسعي الى احلال السلام في الشرق الاوسط، و"وضع حد للعدوان الاسرائيلي الخطير على الشعب الفلسطيني". واكد رئيس دولة الامارات ان على اميركا بوصفها الراعية الرئيسية لعملية السلام "ان تقف الى جانب الحق والعدل اذ لا يجوز مساواة الفلسطينيين العزل بمن يقصفهم بالطائرات والدبابات". واقترح الشيخ زايد تعزيزاً للجهود الاميركية مشاركة حكماء من دول الغرب والدول العربية ليتحملوا مسؤولياتهم الى جانب اميركا في اقرار السلام العادل والشامل، مؤكداً ان الطريق الوحيد للسلام هو "تطبيق قرارات الشرعية الدولية بكل حزم وانصاف، وردع الظالم ورفع الظلم عن المظلوم". وعلى رغم ذلك، لفت الشيخ زايد الى ان الآمال معقودة على الادارة الاميركية كي "تتصدى للظالم وتنصر المظلوم الذي يواجه الطائرات والدبابات بالحجر". وقال ان العرب "جادون ازاء السلام وتحقيق الاستقرار والامن في المنطقة، مشيراً الى ان الامارات كانت اول دولة عربية تؤكد تأييدها الكامل مبادرة ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبدالعزيز في شأن القضية الفلسطينية والسلام في الشرق الاوسط. وعن محاربة الارهاب قال الشيخ حمدان ان الشيخ زايد اوضح خلال لقائه تشيني ان "اسباب الارهاب في العالم العربي هي المجاعة والفقر واغتصاب حقوق الغير" وان "كل مغتصب يأخذ حق الغير هو ارهابي وعدو للانسانية كلها". واكد دعم الامارات وتعاونها الكامل مع الجهود الدولية لمحاربة ظاهرة الارهاب في العالم، من منطلق المبادئ الاسلامية "من اجل المساهمة في تجنيب البشرية والحضارة الانسانية الضرر الناجم عن انتشار الظاهرة". وحضر لقاء الشيخ زايد ونائب الرئيس الاميركي ولي عهد ابوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة الشيخ خليفة بن زايد وولي عهد دبي وزير الدفاع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ونائب رئيس الوزراء الشيخ سلطان بن زايد ورئيس الاركان الفريق الشيخ محمد بن زايد. وانتقل تشيني في وقت لاحق الى جدة. تحول روسي؟ الى ذلك جددت موسكو رفضها توجيه ضربة عسكرية الى العراق داعية الى بذل مزيد من الجهود السياسية لمحاصرة الازمة، فيما اشار خبراء روس الى احتمال حدوث تحول في الموقف الروسي في حال اصرت بغداد على تجاهل النداءات الدولية في شأن عودة مفتشي الاسلحة. وشدد وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف على معارضة بلاده تنفيذ الولاياتالمتحدة عملية عسكرية ضد العراق، ونفى ان يكون طرأ تغيير على الموقف الروسي، مؤكداً ان موسكو تعارض اي "سيناريو عسكري" ومشيراً الى ان الجهود السياسية لتسوية الوضع حول العراق "لم تستنفد بعد". وكانت صحيفة "تايمز" اللندنية نقلت عن ايفانوف ان موسكو لن تنسحب من التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد الارهاب في حال تعرض العراق لهجوم عسكري. واوضح الوزير امس في حديث الى اذاعة "ماياك" ان انخراط موسكو في ذلك التحالف لا يتعارض مع موقفها من العراق، مشيراً الى انها ستستمر في التعاون مع حلفائها كون "الارهاب الدولي ما زال خطراً يهدد مصالحها". ونقلت وكالة "فرانس برس" عن الناطق باسم الخارجية الروسية سيرغي ياكاوفنكو ان ايفانوف أبدى في حديثه الى "التايمز" معارضته "من دون أي لبس أي عمل مسلح من جانب واحد ضد العراق". ونسب الناطق الى وزير الخارجية قوله ان ضرب هذا البلد "لن يجعل تسوية المسألة العراقية أكثر صعوبة فحسب، بل كذلك تسوية الوضع الاقليمي برمته". لكن خبراء في موسكو لم يستبعدوا تغيراً في الموقف الروسي، في حال اصرار بغداد على رفض استقبال المفتشين. وقال مدير معهد الدراسات السياسية سيرغي ماركوف ان بلاده لن تتخلى عن مصالحها ضمن التحالف الدولي المعادي للارهاب، مشيراً الى ان واشنطن اتخذت قرارها بتوجيه ضربة الى العراق ولافتاً الى تجاهل بغداد نداءات المجتمع الدولي يزيد تعقيد الموقف الروسي. واعتبر رئيس صندوق "السياسة" للدراسات الاستراتيجية فيتشلاف نيكونوف ان عدم انسحاب روسيا من التحالف الدولي "لا يعد تنازلاً للولايات المتحدة". ونبه الى ضرورة تعزيز التعاون مع الولاياتالمتحدة في حال اصرار بغداد على رفض المفتشين من اجل "ضمان مصالح روسيا في العراق خلال العملية العسكرية الاميركية المتوقعة".