دفعة جديدة من الكتّاب والشعراء والمفكرين العرب توّجتها امس جائزة سلطان العويس في دورتها السابعة ليبلغ عدد الفائزين بها خمسة وأربعين، علاوة على مجلة "العربي" التي حصدت هذه السنة "جائزة الانجاز الثقافي والعلمي" بعدما عجزت اللجنة عن تسمية شخصية عربية لتفوز بها على غرار نزار قباني ومحمد مهدي الجواهري وادوارد سعيد الذين حازوها سابقاً. والجائزة التي باتت تثير فضول الكثر من أهل الأدب والفكر في العالم العربي منحت أمس في حقولها المختلفة لأسماء خمسة: البحرين قاسم حداد الشعر، السوري زكريا تامر القصة، المصري محمد البساطي الرواية، العراقي محسن جاسم الموسوي النقد، المصري عبدالوهاب المسيري الدراسات الانسانية. وتسلّم الكاتب الكويتي الدكتور سليمان العسكري جائزة مجلة "العربي" كونه يترأس تحريرها. وبدت جائزة "العربي" تتويجاً لهذه المجلة الرائدة التي ما برحت منذ اكثر من أربعين سنة تخاطب القراء العرب وترافقهم على اختلاف أجيالهم وميولهم. وأصدرت مؤسسة العويس في المناسبة كتاباً عن هذه المجلة ضمّ شهادات فيها ونصوصاً مختارة منها ورافق حفلة الافتتاح. وإن كانت بعض الدول لا تزال غائبة عن الجائزة من أمثال المغرب وتونس والجزائر فإن حفلة توزيع الجوائز غدت أشبه باللقاء الأدبي العربي إذ اجتمع فيها كتّاب ومفكرون من المغرب والمشرق. وكان الحضور البحريني لافتاً وكذلك الكويتي نظراً الى فوز قاسم حداد ومجلة "العربي". على ان الفائزين من مصر يظلون هم الأكثرية 15 ويليهم العراقيون 7 ثم السوريون 6 والفلسطينيون 4... وفاز من السعودية ثلاثة ومن الأردن ثلاثة ومن لبنان إثنان ومن البحرين إثنان والكويت إثنان وقطر واحد واليمن واحد... واللائحة ستطول حتماً. وجائزة العويس لا تخضع لأي اعتبارات أو احكام مسبقة لكنها تفترض ترشيحاً مسبقاً سواء من الكاتب نفسه أو عبر مؤسسة تسمي المرشحين. وتكفي قراءة اسماء الفائزين بها حتى الآن لترتسم لها صورة واضحة. فمعظم الذين فازوا بها ينتمون إما الى الثقافة الطليعية او الى "الهامش" الفكري والأدبي عطفاً على اسماء كبيرة مكرسة من مثل فدوى طوقان وجبرا ابراهيم جبرا وعبدالرحمن منيف وإحسان عباس وعبدالوهاب البياتي وسواهم. وتملك لجان التحكيم التي تختارها المؤسسة من الدول العربية كافة الحرية التامة في الاختيار ويظل النقاش مفتوحاً في جلسات التحكيم حتى تكتمل اللائحة او تحجب بعض الجوائز في بعض الحقول. وهذه السنة كاد أحد المرشحين المغربيين يفوز ولو فاز لكان تجاوز مسألة غياب المغرب العربي عموماً عن الجائزة. وقيل أيضاً ان اسم محمد الماغوط كان مطروحاً بقوة في حقل الشعر لكن الرأي اجمع على الشاعر قاسم حداد. وكعادة الاحتفال كل عامين حضر جمع كبير من أهل الفكر والأدب والثقافة والاعلام. وتحدث الكاتب عبدالغفار حسين رئيس المؤسسة والباحث عبدالوهاب المسيري عن الفائزين، وتلا الكاتب عبدالإله عبدالقادر بيان لجنة التحكيم.