"الصوت القوي ليس شرطاً وحيداً ليكون صاحبه فناناً كبيراً، بل الأداء السليم في الغناء والإحساس والصدق والخصوصية والتواضع هي السلاح الأقوى، وحب الناس هو الاستمرار". كلمات للفنان الكبير وديع الصافي طبعتها سهام عازوري الصافي في ذاكرتها، وشقت طريقها محققة حضوراً لافتاً في عالم الأغنية العربية. وكان باكورة انتاجها وألبومها الغنائي الأول "مظلومين" الذي أطلقته في حفلة ساهرة في بيت مري في رعاية حميها الفنان وديع الصافي وحضور حشد من اهل الفن والفكر والمجتمع والإعلام، وأدهشت الحضور بتألقها وعذوبة صوتها وغنائها. سهام الصافي ام وديع حملت موهبتها منذ الصغر وتربت على اغنيات وديع وحفظت الكثير منها في حفلات القرية والأمسيات الخاصة، ورددت مواويل لم تكن تفقه معانيها مثل "نورك يا قمر مر بخيالي" وأغنيات لنجاة الصغيرة وأسمهان. وشاء "النصيب" ان يكتب لها الزواج من فادي وديع الصافي، فاكتشف "عمها" وديع فيها خامة صوتية جعلته يتعهدها بالرعاية والتدريب والتشجيع وينصحها بالمثابرة على التمارين اليومية ويختار لها افضل اساتذة الموسيقى والغناء لإنماء موهبتها وصقلها. وأثبتت سهام جدارتها في عالم الغناء واللحن والتحقت بكورال عائلة الصافي يشجعها "عمها" وزوجها المخرج فادي الذي اشرف على اعداد ألبومها وشريطها المصور وأخرجه. وبدأت محطات التلفزة في لبنان عرضه على الشاشة، من خلال اغنية "لا تقل يا حبيبي" التي مزجت بين التراث والأصالة والتطور الشبابي المعاصر. وتروي سهام الصافي بداية رحلتها في عالم الغناء والصعوبات التي واجهتها وتقول: "تغاضيت عن القيود التي تحد من انطلاقة الفنان الأصيل واستمددت الثقة والدعم من استاذي وديع الصافي الذي شجعني وأعطاني فرصة الغناء الى جانبه في الحفلات، وكانت انطلاقتي العلنية الأولى في احتفال تأسيس تلفزيون لبنان عندما اديت اغنية "حبي اللي تركني وراح"، ثم أنشدت من تراث السيدة ام كلثوم "دارت الأيام" وقدمت لحني الأول "أنت وأنا" من كلمات الشاعر رياض نجمة، ولقيت تشجيعاً وبخاصة من عمي الذي وضع عليه بعض اللمسات. وكانت لي جولة برفقته الى بعض الولايات الأميركية والدول العربية وغنيت في دار الأوبرا في القاهرة وشاركت في مهرجانات بعلبك العام الفائت، وكان حضوري لافتاً وناجحاً وبرعاية كاملة من الأستاذ وديع الذي بفضله صرت اعرف قدسية العمل الفني". وعن اختيارها غناء القصيدة وهي لا تزال في بداية المشوار، ومدى تقبل الجيل الجديد لها قالت: "عندما قررت خوض غمار العمل الفني، رغبت في البحث عن كل ما يناسب صوتي، ولي الآن اكثر من 14 اغنية خاصة من ضمنها قصيدة للشاعر عصام العريضي "الحب في عينيك" وأغنيات اخرى من النوع الطربي الشعبي، وأعتقد ان جيل الشباب اليوم مدرك وواع وبإمكانه ان يميز ويحسن الاختيار، وأغنية "لا تقل يا حبيبي" تم تصويرها على الطريقة الشبابية وهي من كلماتي". كم اغنية يتضمن ألبومك الغنائي الأول؟ - الألبوم يتضمن 7 اغنيات، وهو بمثابة ولادة طفل رابع لي بعد وديع وميريام وميلودي. هل أتممت دراسة فنية تمكنك من الانطلاق السريع والمدروس؟ - انا لا أزال طالبة في مدرسة وديع الصافي الذي جهد في تعليمي الأداء ومخارج الحروف منذ ثلاث سنوات، كما انني أدرس العزف على العود وأتابع أصول الغناء في معهد خاص، وأتمنى أن أترك بصمة في اذهان المستمعين من خلال اغنياتي الخاصة. انا ابحث عن الكلمة التي تستمر وتعيش مع السنوات وأشكر المولى إذ منحني الحلم والموهبة في الكلمة واللحن والأداء، فلن أخيب الظن وسأكون على قدر المسؤولية. كيف ترين نفسك وسط الأجواء الفنية السائدة؟ - الأصالة لا تزال موجودة، ولدينا الكثير من متذوقي الفن الذين يميزون بين الأغنية الجيدة والأغنية الهابطة. ولا أخفي ان الأجواء الفنية السائدة شدتني الى الوراء بداية، إلا ان عمي وديع الصافي قال لي ان الفن هو اسمى ما خلقه الله، وهو نعمة علينا المحافظة عليها، والإنسان هو الذي يرفع نفسه أو يخفضها من خلال فنه الذي يؤديه، والهبوط اصاب الدخلاء على الفن، ولم يصب الفن بحد ذاته. وتروي سهام الصافي: "الأغنية هي التي جمعتني بفادي وديع الصافي، إذ سمعني في احدى الأمسيات الخاصة فأعجب بالصوت وتم التعارف ومن ثم الزواج، وذات يوم كنت أغني صدفة مقطعاً من اغنية لوديع الصافي فلفته صوتي وطلب مني ان اعيد المقطع نفسه مرتين مبدياً إعجابه بطريقة الأداء ودعاني لمشاركته مع الكورال. والطريف ان الأستاذ وديع الصافي كان كلما اشتاق الى العود يدعوني الى الدراسة والعمل ويطلعني على الكلام واللحن ونتعاون معاً ويسألني رأيي في اللحن ولاحظت مدى الشفافية والانسجام لديه وهذا مهم للفنان. وتشير سهام الى اهمية الموسيقى التي تهذب النفس وتصقلها وتمنح ارتياحاً للأعصاب المتوترة. اما الزوج المشارك في اخراج العمل الفني الجديد المخرج فادي وديع الصافي فدرس تقنيات اخراج البرامج الحية Live في اميركا. وساهم في اخراج بعض اعمال والده الفنان وديع الصافي.