أول الكلام: "أعرف أنني سأمرُّ في لمح الوطن وأذوب في الغزوات، والغزوات، والغزوات لكنِّي سأبكي مثلما تبكي النساءُ العاملات... رجالهن على الرمال"!!
هذا هو "الدم" الذي يعشق تراب الوطن: يدخل عام نضاله "اللاعدد"... بعد عبور الخمسين: ذكرى احتلال، وتذكُّر: ضعف يفتقد المقاومة للمحتلين! الدم الذي قدمه "الشعب" الفلسطيني، فداء للوطن، والأرض، والحرية... ما زال يسفكه المحتل/ العدو البغيض، السفاح: إمعاناً في ادخال كل العرب الى سرمدية عصر القهر والظلم والظلام... وذلك بدعم ومؤازرة "إصرارية" من سيدة القوة والبغي/ أميركا "الكوبرا"!! الدم الذي سال من سيقان "الزهور" وأعناقها وصدورها... وتدفق فوق أرض فلسطين المغتصبة برصاص القتلة المحترفين من صهاينة العصر: هو دم التاريخ، ودم الحرية!
فهل نربط تاريخ الدم الذي يعشق... بعصر: ثورة الحجارة؟!! وكيف هو "حال" الحجارة اليوم... ولماذا لم تعد تثور؟! ها هي حجارة "فلسطين" و"الجولان": تئنّ مثل انسان الأرض تحت مجنزرات العدو، ودبّاباته... وهي تمتص دماء الشهداء كل يوم! و... ذات يوم: ثارت الحجارة في يد "فتى" فلسطيني ضاق بالعذاب، وبالهوان... والعدو يسعى حثيثاً لكي يفقد الرجال العرب: ذاكرتهم الوطنية، وذاكرة الحرية. وثارت الحجارة في يد "فتاة" فلسطينية: فقدت طعم الحياة ومسراتها في مرارة وعلقمية اغتصاب الصهاينة للأرض، ومصادرة حرية الإنسان عليها. وثارت الحجارة في يد "أطفال الحجارة"/ أبطالها... الذين أنطقوا المحللين السياسيين، ليقولوا: - "إن مشكلة الصهيونية الأساسية تكمن في: رفضها فكرة التعادل في العيش... حتى اضطرت أخيراً الى قبول فكرة: التعادل في الموت!!
وها هو: جيل صغير... يكبر، بكل حقده الدفين على اليهودي/ الصهيوني: محتل أرضه... وعلى الأميركي العنصري المضطهد للعرب. ها هو: جيل صاعد... يُعلّم الجيل المُنْهك المتعَب: كيفية صناعة الكفاح، وصناعة النصر... وكيفية: تغذية المقاومة بمثل تلك "الانتفاضة" التي بدت محدودة حين اندلاعها، ثم ما لبثت ان أقضّت مضجع العدو وأفزعته! واكتشف العالم: ان جنود الصهاينة الأشاوس!، المدجّجين بأحدث أسلحة أميركا... أخذوا "يتبوّلون" على أنفسهم وثيابهم خوفاً من أطفال الحجارة... من رجال فلسطين/ الغد! فلا أقل من تصدير "طبعة جديدة" من هذا الجيل المناضل الصاعد في تعنُّت العدو، وفي انحياز أميركا لعدوانه. لنحتذِ - اذن - إيمان الفتيان والفتيات، عندما تقدمت صدورهم نحو رصاص العدو المتغطرس، وليس في أيديهم سوى الحجارة... التقطوها من تراب أرضهم، وكل حجر يقذفون به العدو... هو: قلب فلسطيني مؤمن!! وهذه هي "الثورة" الحقيقية التي تُعبِّر عن فعل النضال الذي أزعج أمن العدو... وليس أدلّ على هذه "الثورة" الصامدة من سقوط الشهداء كل يوم... حتى النصر!!