أول الكلام: للشاعر المصري المبدع/ فاروق جويده: - ما أسوأ أن نملك وطناً من غير رجال ما أسوأ أن نغرس شجراً من غير ظلال ما أسوأ أن نحمل جرحاً... والبُرْء: محالْ!! حتى وإن حجروا على الكفاح به... ما زال الحجر الفلسطيني هو: المقاومة، وهو "فتح"، وهو النضال الحقيقي الذي واجه - وحيداً - دبابات ومدافع وقنابل العدو الصهيوني... حتى تحوَّل هذا "الحجر" إلى: ملحمة نضالية، وإلى "فعل" لا بد أن يُثمر في نتائجه: تكريس الرفض للذل والخنوع، إن لم يحقق الانتصار المؤزر على العدو! ها هو الحجر الفلسطيني: يرفع الشعب المرابط الصابر داخل أرض فلسطينالمحتلة من واقع "الصبر" على الظلم، والإفناء، والقتل اليومي... إلى: مقاومة، وهدير، وجنائز لن يفرح بمشهدها اليومي: العدو الصهيوني القاتل... فلا بد أن تميد الأرض تحت قدمي السفاح/ شارون، ولا بد أن يلتفت "طاقم بوش" الموسوم بالخبرة العسكرية، والمفتقر للخبرة السياسية... فتأتي التفاتة هذا الطاقم إلى ما يصنعه انحياز أميركا المتحدى إلى عدوان الصهاينة: مرتبطة بمصالح أميركا في هذه المنطقة التي لن تبقى شعوبها: هامدة، خانعة، خرساء إلى الأبد، وحتى يتم تركيع الشعب الفلسطيني والسوري واللبناني بما يطمع فيه هذا العدو الصهيوني. ها هو الحجر الفلسطيني: لا يحبطه واقع العالم من حوله وهو يضع في أذنه طيناً وفي الأخرى عجيناً... فالحجر: قادر أن يفتح نافذة على نور الجهاد الحقيقي، ولو استشهد المئات، حتى ينقشع ظلام استبداد الأعداء ولو بعد حين... فهو "حجر": الإرادة الشعبية النابعة من كثافة القهر والظلم... وهو "حجر": لا يغريه أن يصطفَّ حرس الشرف لتحيَّته برغم أنه اليوم هو الرئىس الحقيقي لفلسطين/ الوطن المعاصر... وهو "حجر": لم يكن أبداً من فعل المؤسسات السياسية، ولا حتى المنظمات التي أخذت تراوح سنوات مملة: تتغنَّى بالمقاومة ولا تمارسها، وتُزايد على القتال ولا تنطلق به، وتُحوِّل خطواتها إلى مكوك يعود في أكثر الأحوال إلى الخطوة الأولى!! ها هو الحجر الفلسطيني اليوم: يصير هو المدافع عن حرمة المسجد الأقصى وأمان الصلاة وخشوع المصلّين، وهو المنتقم لكل شجرة جرفتها آلات الاقتلاع الصهيونية، ولكل بيت هدّمته أحقاد الصهاينة! لقد تلفَّت هؤلاء الشباب، والفتيان، والأطفال/ الغرسة لجيل جديد في فلسطين المطوَّقة بنيران العدو... فوجدوا: أن قضية تحرير وطنهم كاد أن يبتلعها فك مفترس اسمه: مباحثات السلام المزعوم، أو السلام الذي أريد أن يكون كيكة للكيان الصهيوني، ومنذ "أوسلو" وحتى أول قذيفة يطلقها العدو الصهيوني على مقرات السلطة الفلسطينية في الأرض المحررة من فلسطين: كان الصهاينة يراوغون، ويسوّفون، ويمحون حتى توقيعاتهم على ما التزموا به عالمياً... والعالم يتفرَّج، لا أحد يعاقب هؤلاء المدلّسين، لا أحد يُقرعهم... ذلك لأن سيدة القوة/ شرطي العالم الذي يهمه فقط ضمان أمن الكيان الصهيوني: تذود عن عدوانية الصهاينة! وعلى رغم محاولات تحميل الانتفاضة اعباء تفوق طاقتها في هذه المرحلة، بغرض المزايدة بالقضية الفلسطينية... فإن هذا الفدائي الأعزل/ إلاّ من حجر: قد أوجع عدوه، وخلخل جبروته ودكّه للأرض، وكلَّفه خسائر مادية جسيمة بسلاحه الوحيد/ الحجر... وها نحن في انتظار أن يتهاوى هذا الكرتون المنتفخ/ شارون، بكل التحديات التي اقتحم بها مجال السياسة وهو مجرد عسكري جزار، وسيكون هو: "البقرة الفاقع لونها التي سيسقطها حجر فلسطيني فوق أرض فلسطين!! أما الحجر... فلن يقدر أحد أن يحظر انطلاقته من يد جيل المستقبل الفلسطيني إلى صدور وعيون أعداء فلسطين والعرب... فلن تقدر الضغوط السياسية أن تئد المقاومة في واقع العدوان الدائم، والاحتلال المقيم الظالم!!