شهد معرض القاهرة الدولي للكتاب تظاهرة مساء أول من أمس ضد السفير الاميركي دانيال كيرتزر اثناء حضوره ندوة اقتصر الحضور فيها على عدد محدود من المثقفين والكتاب. ولم يسمح لرواد المعرض بحضورها. وردد المتظاهرون خارج القاعة هتافات معادية لأميركا وبريطانيا بسبب الضربات الجوية للعراق في كانون الأول ديسمبر الماضي، كما نددوا بإسرائيل. وأكد كيرتزر خلال الندوة ان بلاده لا تنوي معاقبة الشعب العراقي أو تقسيم العراق، وانها تعرف حدود استخدام القوة. وقال: "إن الرئيس صدام حسين يمثل تهديداً مستمراً لجيرانه وللسلام الدولي، كما ان النظام العراقي بدد على مدى عقدين ثروات بلاده وامكاناتها في معاداة جيرانه". وذكر أن الحكم العراقي "خفض نسبة الطلبات على الأغذية والأدوية ووضع ما قيمته 300 مليون دولار من الأدوية في المخازن ولا يريد توزيعها، ويرفض طلبات لأغذية الاطفال والأمهات في العراق". ونفى ان تكون اميركا هاجمت أي مستودع للغذاء في العراق، وشدد على أن صدام "هو الذي يسعى إلى تجويع شعبه". وأورد السفير العديد من الأمثلة التي "تبرر" السياسة الأميركية في ضرب العراق، وقال إن مجلس الأمن طلب من العراق عام 1991 أن يوفر معلومات عن الأسلحة الكيماوية التي في حوزته، وان العراق اعترف بأنه انتج 70 طناً من غاز الاعصاب وأنه كان لديه مخزون من غاز الخردل بعضه محمول على رؤوس صاروخية. واضاف ان فرق التفتيش فتشت من العام 1991 إلى العام 1994، طبقاً لهذه الاعترافات، عن المواد الكيماوية لدى العراقيين. وتساءل عما سيحدث "لو ان صدام حسين تُرك مرة أخرى في ظل ما يمتلكه من هذه المواد الكيماوية". وعما يتردد عن تجسس فرق فرق التفتيش لدول أخرى خلال عملها في العراق، قال السفير أن هناك 40 دولة من أعضاء الأممالمتحدة ساعدت في توصيل المعلومات اللازمة للجنة الخاصة لتواصل عملها في العراق. وأشار كيرتزر إلى خطأ في تقدير إدارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش ل "خطر نظام صدام حسين بعد طرده من الكويت". وقال إن بوش "تخيل أن هذا النظام انتهى بعد إخراجه من الكويت، غير أن الحقيقة ان بوش ومارغريت تاتشر ذهبا وبقي صدام". وتابع انه يعلم أن هناك قلقاً متزايداً مما فعلته الولاياتالمتحدة في السودان وافغانستان في آب اغسطس الماضي. وأوضح أن الولاياتالمتحدة "لم تستيقظ بين يوم وليلة وتقرر ضرب السودان وافغانستان، بل كان لديها الدليل على أن مصنع السودان الشفاء كان ينتج أسلحة كيماوية، وأن السودان وافغانستان يؤويان الارهابيين الذين حاولوا اغتيال الرئيس حسني مبارك عام 1995 في أديس ابابا، وقتل الابرياء سواء في مصر أو اميركا". وأوضح أن الولاياتالمتحدة بصدد اتخاذ إجراءات "لتعقب هؤلاء الارهابيين، وليست نادمة على ما فعلته في السودان أو افغانستان".