تفقد عسكريون اميركيون ونروجيون مناطق تسيطر عليها الحكومة السودانية وأخرى خاضعة ل"الحركة الشعبية لتحرير السودان" في جبال النوبة وذلك للمرة الاولى منذ بدء النزاع بين الجانبين، فيما اعلن زعيم حزب الأمة السوداني المعارض السيد الصادق المهدي امس وقف مفاوضاته مع الحكومة، مدافعاً عن اتفاق حزبه مع الحركة التي يتزعمها جون قرنق. وأكد أنه باشر اتصالات واسعة مع القوى السياسية للضغط على الحكومة من اجل إجراء انتخابات عامة. وكان حزب الأمة وقع اتفاقاً مع الحكومة السودانية في جيبوتي عام 1999، وانسلخ عن "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض. وعاد قادة الحزب الى الداخل واعلنوا حل الجناح العسكري ل"الامة" وشكلوا لجاناً مشتركة للحوار مع الحكومة في شأن قضايا الديموقراطية وشكل الحكم والسلام. لكن الحزب رفض المشاركة في السلطة في شباط فبراير 2001. وعاد المهدي امس الى الخرطوم إثر جولة في الخارج استمرت شهراً، وقال امام حشد من مؤيديه في مسجد طائفة الانصار الدينية التي يستند اليها حزبه، انه اوقف مفاوضاته مع الحكومة. وزاد: "لمسنا انها غير مستعدة لاستكمال المشوار الديموقراطي". واشترط لاستئناف الحوار "إقرار دستور ديموقراطي وإلغاء القوانين المقيدة للحريات... والانتقال من دولة الحزب الى دولة الوطن". وذكر ان "الأمة" باشر اتصالات واسعة مع القوى السياسية من اجل الضغط على الحكومة "للقبول بخيار الديموقراطية واحترام حقوق الانسان". مؤكداً ان حزبه "لن يشارك في اي تعديل وزاري مرتقب، ولن يكون طرفاً في اي مشروع شمولي او بنية حزبية. ان احداً لن يستطيع ان يقودنا وعيوننا مغمضة ... سنطلق مزيداً من المبادرات السودانية لتحقيق السلام والديموقراطية". ودافع المهدي عن اتفاق حزبه اخيراً مع "الحركة الشعبية"، وقال انه جاء تلبية لدعوة من قرنق "بعدما بدأت حركته تتخلى عن اجندتها الحربية". واوضح ان حزبه واجه السياسة الاميركية عندما كانت منحازة الى الحركة. في غضون ذلك، تفقد وفد اللجنة العسكرية المشتركة لمراقبة وقف النار في جبال النوبة وسط السودان مناطق تسيطر عليها "الحركة الشعبية"، والتقى مسؤولين في حكومة ولاية جنوب كردفان. وضم الوفد العسكري ستة اميركيين ونروجيين برئاسة الكولونيل الاميركي سيسل دنيس غبدينز، بينما رأس وفد المراقبين الدوليين الجنرال النروجي جان إيرك ويلسمان يرافقه مسؤول الاستخبارات في الجيش السوداني العميد محمد الحسن الفاضل، وقائد المنطقة العسكرية الوسطى اللواء محمد توم يوسف. واعتبرت زيارة وفد اللجنة وفريق المراقبين "استطلاعية" للتعرف الى المنطقة. واطلع اعضاء الوفدين على الترتيبات اللوجستية في المناطق التي سيتمركز فيها المراقبون، كما اجتمعوا مع كل من قائد "الحركة الشعبية" في جبال النوبة عبدالعزيز الحلو، وحاكم ولاية جنوب كردفان بالوكالة باقر ابراهيم.