جاكارتا، مانيلا - رويترز - أفادت مصادر مطلعة في أندونيسيا أن وزير الدفاع قرر تشكيل مجموعة خاصة لوضع الاقتراحات التي يمكن الدولة تبنيها في حربها على الارهاب، بعدما أقنعتها سنغافورة بضرورة ذلك. وأضافت أن هذه المجموعة سترفع الاقتراحات الى الرئيسة ميغاواتي سوكارنو بوتري، في خطوة هي الاولى للحكومة الاندونيسية للحد من التهديد الذي يشكله الارهاب الاقليمي والدولي. وقالت المصادر إن وزير الدفاع السنغافوري غوه شوغ تونغ مارس ضغوطاً كثيرة على نظيره الاندونيسي ماتوري عبدالجليل ليتخذ قراره. ولكن مصادر أخرى أكدت أن غوه حاول فقط اقناع ماتوري بأهمية اضطلاع جاكارتا بدور في محاربة الارهاب الاقليمي، الذي تعتبر سنغافورةوماليزيا أن عددًا من رجال الدين الاندونيسيين منخرطون فيه. وأضافت المصادر أن "الاجتماع كان ودياً بذلت فيه جهود للاقناع وليس للاجبار". وأكدت جاكارتا هذا القول بنفيها أن تكون تعرضت لاي ضغوط. وقال الناطق باسم رئيس الوزراء السنغافوري غوه "لم يكن بين الرئيسين أي تباين في وجهات النظر". وأفادت مصادر أمنية أندونيسية أن اللجنة التي قرر ماتوري تشكيلها ستضم كبار المسؤولين العسكريين ووزير الامن، ورئيس الاستخبارات. وقال الاخيران إن أي اقتراح تقدمه اللجنة سيشدد على الطريقة التي ستتعامل بها أندونيسيا مع المشكلة على النطاق المحلي. ولم تعلق الرئيسة ميغاواتي كثيرًا على الموضوع، ما جعل البعض يتهمها بالخوف من اتخاذ إجراءات ضد المتشددين تحسباً لاي رد فعل قد يصدر من السياسيين المسلمين. وقال مستشار أمني غربي إن ماليزيا والفيليبين لم تمارسا أي ضغط على جاكارتا، مضيفاً أنه لا يوجد أي إطار زمني لتقديم الاقتراحات الى ميغاواتي. وعن عدم وضع الثقل الكافي في محاربة الارهاب، قالت حكومة جاكارتا إنها قامت بتبادل معلومات، وراقبت عن كثب من له علاقة بجماعات تقوم بأعمال عنف، ولكنها لم تطبق قانونًا يسمح لها باعتقال أي مشتبه به من دون توجيه التهم له على غرار ماليزياوسنغافورة. الى ذلك، تم توقيع مذكرة تفاهم بين كل من اندونيسيا وأستراليا لمحاربة الارهاب، وذلك بحضور رئيس الوزراء الاسترالي جون هوارد الذي يزور جاكرتا حالياً والذي وصف الاتفاق بأنه خطوة ايجابية جداً، وتعبير مهم عن التعاون في مسألة تهم العالم أجمع والدولتين. الفيليبين ومن جهة أخرى، اعتقلت الشرطة الفيليبينية ماليزياً وجدت في حوزته 100 جواز سفر مزوّر، ربما أعدّها لاعضاء تنظيم "القاعدة" الفارين. ولكن السفير الماليزي في مانيلا قال إن الرجل ليس محارباً، وهذه الجوازات تخص الحجاج المتوجهين الى مكةالمكرمة. وقالت الشرطة الفيليبينية إن الماليزي مشتبه في أن يكون أحد قادة "الجماعة الاسلامية" التي تتهمها السلطات بتنسيق نشاط الثوار في جنوب شرقي آسيا. وقال رئيس الشرطة مارسيلو إلي إن المشتبه به أوقف في مطار مانيلا الدولي وفي حوزته 100 جواز سفر وأكثر من 50 ألف دولار. وقال الرجل إنه وكيل سفريات يعيش في كوالالمبور، وكان ينوي التوجه الى بانكوك على متن رحلة تابعة للخطوط الجوية الكويتية. وأضاف إلي أن جوازات السفر معدّة ليستخدمها أعضاء شبكة "القاعدة" الذين غادروا أفغانستان بعد الحملة الاميركية عليهم. ولكن السفير الماليزي محمد توفيق أكد للصحافيين أن جوازات السفر تخصّ حجاجاً ماليزيين كانوا تقدموا بطلب تأشيرات دخول من السفارة السعودية في مانيلا، وأن الرجل لجأ الى هذه الحيلة ليتفادى العدد الذي حددته الحكومة السعودية لكل دولة.