اتهمت اندونيسيا تنظيم "القاعدة" بالوقوف وراء الانفجارات التي شهدتها جزيرة بالي الشهر الماضي لقتل "أكبر" عدد ممكن من الأميركيين". وأعلنت ان محتجزا اعترف بالمشاركة في التفجيرات هو عضو في "الجماعة الاسلامية"، وان نحو عشرة اخرين شاركوا في التفجيرات تعرف الشرطة اسماءهم وتبحث عنهم في انحاء البلاد. جاكرتا - رويترز- أعلنت أندونيسيا أمس أن تنظيم "القاعدة" بزعامة أسامة بن لادن يقف وراء الانفجارات التي شهدتها جزيرة بالي وأن المهاجمين، أرادوا قتل أكبر عدد ممكن من الاميركيين. وقال وزير الدفاع الاندونيسي ماتور عبد الجليل للصحافيين إن رجلاً محتجزًا يُعرف بعمروسي اعترف بالمشاركة في التفجيرات، وهو عضو في "الجماعة الاسلامية" الشبكة الاصولية الاقليمية المرتبطة بشبكة "القاعدة" بحسب اتهامات واشنطن. وسأل صحافيون عبد الجليل في جاكرتا عما إذا كانت الانفجارات التي وقعت في منتجع بالي في 12 تشرين الاول أكتوبر الماضي من تنفيذ "القاعدة" فرد "نعم إنني على يقين من ذلك. وهذا ليس استنادًا إلى الاعتراف، وإنما لانني اطلعت على معلومات عدة نقلتها الشرطة ضبطتها مع عمروسي". واعترف عمروسي وهو أندونيسي يملك الشاحنة التي استخدمت كسيارة ملغومة بأنه عضو في الجماعة المنفذة للهجوم الذي أسفر عن سقوط أكثر من 180 قتيلاً غالبيتهم من السياح الاستراليين. واعتبر القبض عليه بادرة الانفراج الاولى في التحقيق في تفجيرات بالي التي اعتبرت أكبر هجوم مدمر في العالم منذ هجمات 11 أيلول سبتمبر عام 2001 على نيويوركوواشنطن. إلا أن عبد الجليل لم يذكر مزيدًا من التفاصيل بشأن ما عثرت عليه الشرطة مع الموقوف. وقال ميد مانجوكو باستيكا كبير المحققين في فريق من الشرطة متعدد الجنسيات للصحافيين في العاصمة الفيليبينية مانيلا في وقت سابق من أن عمروسي أراد قتل أكبر عدد ممكن من الاميركيين. وأضاف على هامش مؤتمر عن تأثير الارهاب على السياحة الاقليمية "طبقًا للمشتبه به نفسه فإن هذا الهجوم جاء انتقامًا مما فعله الاميركيون للمسلمين". وأشار باستيكا إلى أن ما يقارب من عشرة آخرين شاركوا في التفجيرات. وأضاف أن الشرطة عرفت أسماءهم وأنها تبحث عنهم في أنحاء أندونيسيا. وتابع: "قالوا إنهم أرادوا قتل أكبر عدد ممكن من الاميركيين ومن ثم حاولوا العثور على أماكن تجمع الاميركيين. وكانت تلك في بالي". وأضاف أن المهاجمين أخطأوا "الهدف" لان كثيرًا من الاستراليين يسافرون إلى المنتجع. "القاعدة" تعلن مسؤوليتها؟ ولم يعلن أحد مسؤوليته عن تفجيرات بالي لكن بول وولفويتز نائب وزير الدفاع الاميركي قال لشبكة "سي أن أن" التلفزيونية الاميركية إن تنظيم "القاعدة" تباهى من خلال مواقعه على شبكة الانترنت بهذه التفجيرات وبهجمات أخرى في الكويت وتونس. وقال: "رأيت ترجمة لمقالات تفاخرت بذلك علانية". وكانت شبكة "سي أن أن" نشرت رسالة مترجمة قالت إنها حصلت عليها من موقع مقرب من "القاعدة" على الانترنت جاء فيها إن التنظيم تبنى الهجوم "على مراقص وأوكار الدعارة في أندونيسيا". وقال نائب الناطق باسم الشرطة الاندونيسية إدوارد أريتونانغ في مؤتمر صحافي في بالي إن أندونيسيا ستشرع في تنفيذ القوانين الجديدة لمكافحة للارهاب للمرة الاولى على عمروسي. وتتضمن هذه الاجراءات التي وقعتها الرئيسة الاندونيسية ميغاواتي سوكارنو بوتري في اليوم التالي للتفجيرات تكريس صلاحيات الشرطة في ما يتعلق بتعقب المشتبه بهم في جرائم إرهابية وتطبيق عقوبة الاعدام. وقال باستيكا إنه أبلغ بأن المحققين عثروا على المكان الذي صنعت فيه المتفجرات. وقال: "عثروا على بقية المواد المستخدمة في القنبلة في المنزل" وهي تحتوي مادة نترات الامونيوم التي تباع في الاسواق كأسمدة. وأوضح مدير الشرطة الاندونيسية خلال مؤتمر صحافي أن "عمروسي اشترى هذه المادة من أحد المتاجر في سورابايا"، مضيفًا أن المحققين حددوا المكان الذي صنع فيه الارهابيون القنبلة لكنه لم يكشف عنه. وأوضح باستيكا أن عمروسي اعترف أيضًا أنه التقى الاسلامي الاندونيسي أبو بكر باعشير الذي يشتبه في ضلوعه في الارهاب ورضوان عصام الدين المعروف باسم الحنبلي، ولم يوضح ما إذا كان المحققون أقاموا رابطًا مباشرًا بين باعشير والحنبلي والاعتداء. وقال باستيكا إن المجموعة التي صنعت القنبلة في بالي اجتمعت في ماليزيا للاعداد للاعتداء، وأضاف أن السيارة المستخدمة في التفجيرات اشتريت من جاوة أكثر جزر أندونيسيا اكتظاظًا بالسكان والمجاورة لبالي، مستعملين "في شرائها عملات ماليزية وسنغافورية".