نقلت صحيفة "يوترني" الصادرة في سكوبيا أمس، تصريحاً أدلى به الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش من معتقله في لاهاي الى وسائل اعلام دولية. وذكرت الصحيفة ان ميلوشيفيتش سرّب هذا التصريح "بأساليب جيمس بوند" على رغم الحراسة المشددة عليه، وانتقد فيه موقف روسيا منه التي تناست وعود وزير خارجيتها ايغور ايفانوف له عندما أقنعه بالتخلي عن السلطة. وقال: "ادارت الصديقة التقليدية موسكو ظهرها لي، وأصبحت تجامل مواقف دولية معينة في شأني". ووصف وضعه الحالي بأن "مسيرة الوقت ليست معه"، لذا فهو لا يرى ما يستدعي الدفاع عن نفسه أمام محكمة غير عادلة لا يعترف بوجودها أصلاً. وقال: "يهمني فقط ان أبقى دائماً مع الشعب الصربي وأدافع عن موقفي أمام مواطني بلدي". واعتبر ميلوشيفيتش ان ما تعرضه محطات التلفزيون عن قضيته يتم بأساليب "انتقائية وبما يناسب القيمين على المحكمة الذين يقولون ما يشاؤون ضده، في حين لا يسمحون له التحدث عن موقفه". وأشار الى أمثلة كثيرة لذلك منها، انه عندما أراد ان "يدحض افتراءات" الادعاء العام في شأن قيامه بالتطهير العرقي في كوسوفو، فإنهم لم يسمحوا له بذلك". ولم ينف ميلوشيفيتش وقوع انتهاكات صربية في كوسوفو، لكنه وصفها بأنها حصلت بسبب دفاع أشخاص عاديين عن أنفسهم تجاه "اعتداءات الألبان". لكن المحكمة نسبت كل ذلك اليه "على رغم ان هؤلاء الأشخاص كانوا خارج السلطة". ومعلوم ان دعاوى كوسوفو والبوسنة وكرواتيا ضد ميلوشيفيتش 60 عاماً ستتم في محاكمة واحدة بتهم ارتكاب "جرائم حرب وابادة جماعية" وذلك بعدما قبلت المحكمة الطلب الذي تقدم به الادعاء العام حول ذلك. وقررت المحكمة بدء جلسات محاكمته في 12 الشهر الجاري، وان يدلي الشهود بافاداتهم في قضايا كوسوفو والبوسنة وكرواتيا مرة واحدة. المجلس الأوروبي ومن جهة أخرى، وافق المجلس الأوروبي، على فتح مناقشة في شأن "اختطاف ميلوشيفيتش بطريقة تشكل اهانة للدستور اليوغوسلافي" منتصف الشهر الجاري. وجاءت الموافقة بناء على اقتراح قدمه النائب الروسي في المجلس غينادي زيوغانوف الأمين العام للحزب الشيوعي الروسي وأيده 14 نائباً آخر من روسيا وأوكرانيا وأرمينيا ومولدافيا وبلغاريا واليونان وقبرص والبرتغال. فشل "سفور" وعلى صعيد آخر، فشلت وحدات خاصة من قوات حفظ السلام الدولية سفور التي يقودها حلف شمال الأطلسي والشرطة الدولية في البوسنة، في محاولتها لاعتقال الجنرال السابق في جيش صرب البوسنة فينكو باندوريفيتش المطلوب من محكمة جرائم الحرب في لاهاي "لعلاقته بمقتل ثمانية آلاف مدني مسلم أثناء اقتحام قوات صرب البوسنة لمدينة سريبرينيتسا" في آب أغسطس 1995. واستخدمت وحدات سفور طائرات مروحية في محاولتها واقتحمت منزل باندوريفيتش في قرية بازيك شمال شرقي ساراييفو، لكنها وجدت في المنزل عائلته فقط، فسلمت والده يوفان طلباً بوجوب تسليم نفسه في غضون 20 يوماً.