أسدلت مسقط الستار على مهرجانها السينمائي الثاني الذي استمر ثمانية أيام وعرض فيه 25 فيلماً من 12 دولة، وسط حضور فني لافت كرم فيه نور الشريف وحضر محمود عبدالعزيز عرض فيلمه "الساحر" الذي أعيد عرضه مرة أخرى بناء على رغبة الجمهور. "الساحر" قدم مفاجأة لجمهور العرض بعدما امتنع عنه مقص الرقيب، وهو احتوى مشاهد ساخنة. وقال مدير المهرجان خالد الزدجالي بحضور مدير الرقابة في وزارة التراث القومي والثقافة أن الاتفاق تم مع الرقيب على عدم قطع أي مشهد في جميع أفلام المهرجان، وتحقق ذلك، لكن في العرض الثاني اختفت اللقطة الساخنة وراء ستارة وبقي الصوت بحجة ان العرض لم يكن ضمن عروض المهرجان وانما للجمهور. جوائز المهرجان ذهبت إلى الفيلم التايواني "كوميديا انسانية" الذي نال الخنجر الذهبي. وحصل الفرنسي "حب الطفولة" للمخرج ايف كومار على الخنجر الفضي بينما حظي الفيلم اللبناني "أشباح بيروت" بجائزة الخنجر البرونزي. وذهبت جائزة لجنة التحكيم الاخراج لمخرج الفيلم السوري "قمران وزيتونة" عبداللطيف عبدالحميد وجائزة لجنة التحكيم التمثيل للفنان محمود عبدالعزيز. اما جائزة الجمهور فذهبت ل"الساحر"، وجائزة النقاد والصحافيين لفيلم "قمران وزيتونة". وتبين ان اعلان هذه الجائزة احدث فوضى بين المنظمين اذ ان الفائز هو فيلم "الساحر" الا ان خطأ من مذيعة الحفلة جعل الجائزة تذهب للفيلم السوري ولم يتم التراجع عن الخطأ. وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده الزدجالي سئل عن عدم وجود فيلم عماني في مهرجان محلي للسينما فأوضح أن السينما الفرنسية لا تنتج سوى ستة أفلام في السنة ولديها 24 مهرجاناً، وكذلك الأمر في إيطاليا وغيرها، مشيراً الى أن عدم وجود إنتاج لا يمنع من الانفتاح على صناعة الفن السابع، مؤكداً "إذا لم ننتج أفلاماً فهل نهمل مثل هذا الفن الراقي". وكشف الزدجالي عن وجود اتفاق مع منتج وكاتب سيناريو لانتاج فيلم عماني سيتكلف ما يقارب 450 ألف ريال عماني، أي اكثر من مليون وربع مليون دولار أميركي، و"هذه المغامرة الإنتاجية ربما تكون مدعومة كما هو المهرجان لابراز وجود فني عماني في المستقبل يتعلق بصناعة جديدة تحقق أهدافاً إعلامية وربما سياحية على الصعيد الخارجي". وقال الزدجالي: "ان المهرجان الثاني حقق نجاحاً نوعياً على صعيد المشاهدة فزاد عدد الأفلام التي عرضت عن المهرجان الأول وأيضاً عدد الحضور الذي بلغ في الأول ما يقارب 1300 مشاهد وارتفع الى 4200 مشاهد في المهرجان الثاني". ضمت لجنة التحكيم الناقد محمد رضا رئيساً والبريطاني نويل وت والمخرج والمنتج خالد صديق والفنانة منى واصف ورئيس مهرجان نانت السينمائي فيليب غلادوه ومدكور ثابت والعماني زاهر الغافري. أما الدول التي شاركت فهي فرنسا بأربعة أفلام هي: "حب الطفولة" و"فارس على السطح" و"شكراً لقطعة الشيكولاته" و"سيرانو"، ومصر بفيلم "الساحر"، والهند بفيلم "ديكا"، وإيران بأربعة أفلام هي: "رأي مخفي" و"الدائرة" و"الرياح ستحملنا" و"غابة"، وألمانيا بفيلمين هما: "اركضي لولا اركضي" و"بنكشن وانطوان"، وتايوان بفيلم "كوميديا إنسانية"، وهولندا بفيلم "شارلوت صوفيا"، والمغرب بفيلم "علي زاوا"، وتونس بفيملين هما: "قوايل الرمان" و"فاطمة"، واليابان بفيلم "بعد الحياة"، وسورية بفيلم "قمران وزيتونة"، وتركيا بفيلمين هما: "هارم سكوير" و"دار الاندكيس"، ولبنان بفيلم "أشباح بيروت"، وكان من المقرر ان يعرض فيلمان للمكرم نور الشريف هما "ناجي العلي" و"العاشقان" إلا أن تأخر وصولهما حال دون عرضهما. والى جانب العروض نظم القائمون على المهرجان الذي رعته دائرة السياحة في وزارة التجارة والصناعة العمانية ندوات ومؤتمرات صحافية جذبت إليها الإعلام العماني الذي تحدث بإسهاب عن المهرجان الذي استقطب من خلال تحضير سريع نجوماً يزورون عمان للمرة الأولى، ومن بينهم المخرج المعروف مصطفى العقاد إضافة إلى أعضاء جمعية السينما الخليجية. ويأمل المنظمون ان يشهد المهرجان الثالث نقلة اخرى ليس اقلها تنظيم جمعية السينمائيين العمانيين المهرجان بعد اعلان تأسيسها رسمياً وبعد ان جاء المهرجان الثاني تحت مظلة "مسرح فناني مجان" ومجان هو اسم عمان القديم الذي يترأسه أيضاً خالد الزدجالي. والأمل الأكبر في إقناع شريحة كبيرة من المتابعين الذين تساءلوا ويتساءلون: ما جدوى ان نكتفي بالفرجة على مهرجان ليس لنا فيه سوى دفع ثمن التذاكر والفنادق والخناجر. لكن الأهم هو تحريك الساكن الثقافي بفن راق يثير كوامن المدينة لتذهب نحو تقليد لم تعهده بحضور اكبر، وتأسيس علاقة اجتماعية بين دور العرض والجمهور الذي ما يزال لا يحمل ضمن اهتماماته ما يسمى بالفن السابع. وفي حفلة الختام الأنيقة والمستحقة، وقعت إدارة المهرجان اتفاق التوأمة مع مهرجان نانت السينمائي للقارات الثلاث وهذا ما سيفسح لمهرجان مسقط السينمائي فرصة الحضور داخلياً وخارجياً بقوة اكبر.