حصد الفيلم المصري «واحد - صفر» جائزة الخنجر الذهبي وتسلمتها مخرجته كاملة أبو ذكري في مهرجان مسقط السينمائي الذي اختتم فعالياته مساء السبت الماضي في دورته السادسة وسط حضور كبير امتلأت بهم قاعة قصر البستان. وشهد الختام تكريم الفائزين في مسابقات المهرجان للأفلام الروائية (عربية وأجنبية) والقصيرة والتسجيلية (عمانية وخليجية) ومسابقة النصوص العمانية التي أرادها المهرجان محفزة للخروج من أزمة نصوص تعاني منها السينما العربية بعامة. وكان واضحاً أن المأمول من هذا أن يدفع صناعة السينما في عمان بقوة تبدأ من نصوص جيدة صالحة للإنتاج السينمائي. في يومه الأخير كرم المهرجان الذي رعاه وزير ديوان البلاط السلطاني علي بن حمود البوسعيدي ثلاثة أسماء أخرى تضاف إلى أسماء كرمها في الافتتاح وكانت للهندي أميتاب باتشن والمصري مدكور ثابت والعماني صالح زعل. أما حفل الختام فشهد تكريم الهندي سنجاي دت والمصري عزت العلايلي والكويتي عبدالحسين عبدالرضا، وقدمت فرقة إنانا السورية مشاهد مسرحية من أهم الأعمال التي قدمها الثلاثة المكرمون. وكان لافتاً غياب الهام شاهين عن حفل الختام مع أنباء عن عدم فوزها بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم «واحد - صفر»، وهي جائزة نالتها بطلة فيلم «المر والرمان» ياسمين المصري «لما اظهرته من قدرة على ابراز التمزق الذي تعيشه المرأة الفلسطينية بين التزاماتها النضالية ومشاعرها الإنسانية». وقدم مجموعة من الفنانين العمانيين أسماء الفائزين بجوائز المهرجان في تكريم للممثل العماني. ورأت اللجنة أن فيلم «واحد - صفر» يستحق جائزة أفضل فيلم لبراعته «في تقديم أهم القضايا الاجتماعية في قالب فني سلس متماسك شكلاً ومضموناً». فيما حاز جائزة الخنجر الفضي الفيلم العراقي «ضربة البداية» للمخرج شوكت امين كركي «لدفاعه عن حق الشعب العراقي في عيش حياة افضل وأكثر أمناً وإنسانية». ونال الفيلم السوري «الليل الطويل» للمخرج حاتم علي الخنجر البرونزي «لمعالجته موضوعاً في غاية الحساسية بروح فنية عالية»، ومنحت جائزة لجنة التحكيم الخاصة الى الفيلم المغربي «كازانغرا» للمخرج نور الدين الخماري «لمقدرته على تقديم صورة واقعية عن مدينة الدارالبيضاء وأحلام شبابها وأوهامهم». وحصل أنس الباز بطل الفيلم المغربي «كازانغرا» على جائزة أفضل ممثل لما أبداه من صدق في اظهار هموم الشباب وتطلعاتهم ومسؤولياتهم تجاه اسرهم والمجتمع. وحصل على جائزة افضل مخرج السوري حاتم علي صانع فيلم «الليل الطويل» لما أبداه في هذا الفيلم من «قدرات ابداعية متميزة». بينما حاز افضل سيناريو الفيلم التونسي «سينى شتا» للمخرج التونسي ابراهيم اللطيف لمقدرته في تحويل السيناريو الى قضية اساسية في السينما العربية. بينما حاز جائزة افضل تصوير الفيلم الفلسطيني «المر والرمان» للمخرجة الفلسطينية نجوى النجار لنقله صوراً واضحة ومعبرة عن الأرض المحتلة، كما حصل فيلم «موسم المشاوشة» للمخرج المغربي محمد بن سودة على إشادة من لجنة التحكيم بالنظر إلى اشتغاله على مجالات تاريخية وجغرافية وثقافية غير مطروقة سينمائياً بما يخدم تراثنا العربي الإسلامي. شيء من المتخيل وفي مسابقة الأفلام الأجنبية منحت اللجنة جائزة لجنة التحكيم الخاصة الى الفيلم الهندي «الشبح الحي» لمخرجه برشاتا نندا بريجا لأنه يمثل حالة اجتماعية بدائية تطلق لنا شيئاً من التخيل لما كانت عليه المجتمعات المعاصرة قبل دخول الحداثة. بينما حصل على جائزة الخنجر الذهبي فيلم الروسي البولندي (ليس الآن) لمخرجه (فاليري بيندراكوفسكي ويوري) لمقدرته على تقديم لوحة انسانية مملوءة بالحب في إطار شديد التعقيد زمنياً ومكانياً. وتكونت عضوية لجنة تحكيم الأفلام العربية والأجنبية الروائية الطويلة برئاسة جومانا مراد من سورية وعضوية كل من الفنان منصور المنصور من الكويت وخالد شوكت من تونس، وأندريه كورتريك من بلجيكا، وصادق اللواتي من السلطنة، وأنتوني نو من ايطاليا، وعادل يحيى من مصر. وفي مسابقة الأفلام التسجيلية والقصيرة أستحدثت لجنة التحكيم بموافقة ادارة المهرجان جائزة للتمثيل للأفلام القصيرة ومنحتها للفنانة البحرينية فاطمة عبدالرحيم عن دورها في فيلم «رحيل»، بينما حصل ناصر العبيداني على جائزة الخنجر الذهبي لأفضل تصوير عن فيلم «هكذا سنعود». وحصل المخرج جاسم البطاشي جائزة الخنجر الذهبي لأفضل مخرج عن فيلمه «رحيل»، بينما حصلت «سدا» على جائزة الخنجر الذهبي لأفضل سيناريو عن فيلم هو «الاتصال»، اما جائزة لجنة التحكيم الخاصة فذهب لفيلم «أولادنا» من اخراج طه ميرزا بينما حاز جائزة الخنجر الذهبي لأفضل فيلم عماني «الاتصال» من اخراج سدا. وحاز جائزة الخنجر الفضي لأفضل فيلم العماني «حياة رتيبة» من اخراج ليلى الحمدون، بينما حصل على جائزة الخنجر البرونزي لأفضل فيلم العماني «الحلم» من اخراج ربا بنت جمعة الزدجالي. الأفلام التسجيلية ومنحت «الأفلام التسجيلية» جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم «الحياة البرية» للتصوير لحمد بن خلفان الوردي، بينما حاز جائزة الخنجر الذهبي لأفضل تصوير فيلم «عيون مائية» للمصورين عبدالباسط البلوشي وجمعة بن سعيد البلوشي. اما جائزة الخنجر الذهبي لأفضل سيناريو فكانت للمخرج مال الله درويش عن فيلم «النقود في عمان»، ونال جائزة الخنجر الذهبي لأفضل مخرج المخرج مال الله درويش عن فيلم «النقود في عمان» والذي حصل أيضاً على جائزة الخنجر البرونزي لأفضل فيلم. ونال المخرج نفسه جائزة الخنجر الفضي لأفضل فيلم عن فيلمه «الجبل الأخضر»، وانتزع جائزة الخنجر الذهبي لأفضل فيلم «الجرز» للمخرج أحمد الحضري، كما منحت لجنة التحكيم تلفزيون سلطنة عمان شهادة تقدير لجرأته في انتاج فيلم «الحياة البرية». أما جوائز الأفلام التسجيلية والقصيرة الخليجية فقد منحت لجنة التحكيم شهادة تقدير في التصوير للفيلم «مريمي» وجائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم تسجيلي أو قصير خليجي مشارك فيلم «بنت مريم» من اخراج سعيد سالمين من دولة الإمارات وذهبت جائزة الخنجر الذهبي لأفضل فيلم تسجيلي أو قصير خليجي مشارك فيلم «الصمت» من اخراج توفيق الزيدي من السعودية. وحصل فيلم «عصافير النيل» للمخرج مجدي علي محمد على جائزة الجمهور، وترأس لجنة تحكيم الأفلام التسجيلية والقصيرة العمانية والخليجية شوقي محمد علي وعضوية كل من فجر يعقوب وممدوح سالم وسعود الدرمكي. ومنحت لجنة تحكيم النصوص العمانية المركز الأول والجائزة الذهبية لنص «ملائكة الصحراء» للسيناريو الذي كتبه سماء عيسى، والمركز الثاني لنص «اللص» لكاتب السيناريو خلفان الراشدي، والمركز الثالث لنص «سيجارة واحدة» لصاحب القصة والسيناريو سليمان الخليلي. واختتم المهرجان بتأكيد رسمي عالي المستوى على دعم الحركة السينمائية في السلطنة والإصرار على إدخال البلاد في دورة إنتاج سينمائية لن يستمر انتظارها طويلاً خصوصاً مع أوامر من السلطان قابوس بتشكيل لجنة وزارية عليا لتطوير الدراما والمسرح في السلطنة، ومن المقرر أن تقدم توصياتها إلى السلطان قابوس قريباً.