انتقلت مبادرة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز إلى أروقة مجلس الأمن، حيث لاقت دعماً واسعاً، وأعلنت الناطقة باسم الممثل الأعلى للسياسة الأوروبية خافيير سولانا ان الأمير عبدالله يرغب في تقديم المبادرة إلى القمة العربية في بيروت. وأعلن وزير الخارجية الاسباني جوزيف بيكيه ان الاتحاد الأوروبي سيناقشها خلال اجتماعه مع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي. راجع ص 3 و4 وعلمت "الحياة" من مصادر ديبلوماسية في القاهرة أن الرئيس حسني مبارك سيطلب خلال زيارته واشنطن ضمانات أميركية بحضور الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات القمة العربية. وفيما أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون بتوسيع الحدود البلدية لمدينة القدس بضم عدد من القرى العربية المحيطة بها، نشط الفلسطينيون على مختلف الصعد لضمان مشاركة عرفات في القمة واعتبروها "حتمية". في نيويورك، عقد مجلس الأمن جلسة علنية أول من أمس تحدث خلالها 30 مندوباً، أيد معظمهم مبادرة الأمير عبدالله، لكن العضو العربي الوحيد في المجلس، مندوب سورية ميخائيل وهبة تجنب ذكرها، مؤكداً أن "منطلقات مؤتمر مدريد مبادرة كافية جداً". وقال ل"الحياة" إنه لم يتلق "موقفاً واضحاً من حكومته" في شأنها. ورحب ممثلا الأردن ومصر السفير زيد بن رعد والسفير أحمد أبو الغيط بالمبادرة، وشددا على ضرورة "الاعتراف المتبادل والتعاون البناء بين شعوب المنطقة". وتحدث السفير الأميركي جان نغروبويتي عن "المساهمة الايجابية لتصريحات ولي العهد السعودي"، وقال إن "دعم عدد من الدول العربية لهذه الأفكار مهم أيضاً". في جدة، أعلنت كريستينا غالاش، الناطقة باسم سولانا، الذي التقى الأمير عبدالله أمس، أن ولي العهد السعودي طلب "دعماً كاملاً من الاتحاد الأوروبي، وأنه يرغب في طرح مبادرته أمام القمة العربية في بيروت نهاية آذار مارس المقبل. وفي رام الله، أكدت مصادر فلسطينية ل"الحياة" أن اجتماعاً بين شارون ومسؤولين في السلطة سيعقد قريباً، في ضوء التطورات السياسية التي تشهدها المنطقة والنقاش المستفيض لمبادرة الأمير عبدالله. وعلى رغم أن مقربين إلى عرفات أكدوا عدم حصوله على ضمانات أميركية لترتيب حضوره قمة بيروت، فانهم اعتبروا ان مشاركته باتت "مطلباً دولياً لا يستطيع شارون ولا الحكومة الإسرائيلية رفضه". وعلمت "الحياة" من مصادر ديبلوماسية في القاهرة ان اتصالات تجري الآن بين مصر والسعودية وسورية والأردن للإعداد لاجتماعات القمة، وأضافت ان مبارك "سيجري مشاورات مكثفة مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز والرئيس السوري بشار الأسد والملك عبدالله الثاني فور عودته من واشنطن باطلاعهم على نتائج لقاءاته مع أركان الإدارة الأميركية". وكشفت المصادر نفسها أن محادثات مبارك مع الرئيس جورج بوش ستركز على عملية السلام وتأمين مغادرة عرفات لحضور قمة بيروت وضمان عودته، كما تشمل المحادثات المبادرة السعودية وادراجها بنداً أساسياً على جدول أعمال قمة بيروت.