صعدت اسرائيل هجماتها العدوانية على الفلسطينيين امس وليل الاثنين -الثلثاء بقصفها مواقع للسلطة الفلسطينية و"حركة المقاومة الاسلامية" حماس بطائرات "اف 16" ومروحيات "اباتشي" وعمليات قصف مدفعي في خان يونس وتوغل في منطقة نابلس ما اسفر عن استشهاد ثمانية فلسطينيين. وفجر انتحاري فلسطيني نفسه مساء امس بعد فشله في الصعود الى حافلة اسرائيلية على مدخل مستوطنة "محولا" في شمال غور الاردن بسبب تنبه السائق والركاب الذين دفعوه الى خارج الباص واغلقوا الابواب. وقالت الاذاعة العامة الاسرائيلية مساء امس ان اربعة صواريخ من نوع "القسام" سقطت في حقل داخل اسرائيل بالقرب من حدود قطاع غزة. وتوالت امس ردود الفعل من جانب مسؤولين عرب واسرائيليين على "خطاب" الأمير عبدالله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي. وفيما عبرت مصر عن تقديرها للمبادرة واعلنت دولة الامارات تأييدها الكامل لها، وصفها وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز بأنها "مهمة وايجابية". راجع ص 4 و5. وقال الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية ل"الحياة" امس ان دولة الامارات تعبر عن تأييدها الكامل لمواقف المملكة العربية السعودية من القضية الفلسطينية والتطورات الراهنة في الشرق الأوسط التي عبر عنها الأمير عبدالله بن عبدالعزيز. واكد الشيخ حمدان بن زايد ان "اعلان الأمير عبدالله في شأن السلام في المنطقة وانعكاساته على مستقبل العلاقات بين كافة الدول فيها، وخصوصاً بالنسبة الى تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية واسرائيل، في حال الوصول الى سلام شامل بين الفلسطينيين واسرائيل يضمن الانسحاب الكامل الى خط الرابع من حزيران عام 1967 واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، انما يؤكد التزام الأمة العربية بمجملها بالسلام العادل والشامل كخيار استراتيجي". وأكد وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية ان مبادرة الأمير عبدالله "تضع حداً للتسويف الاسرائيلي لعملية السلام". وأعلنت مصر "تقديرها" لتصريحات ولي العهد السعودي وقال وزير خارجيتها احمد ماهر أن القاهرة ترحب بهذه التصريحات ووصفها بأنها تأتي "ضمن الجهود السعودية الخيرة من أجل استتباب الأمن والعدل والسلام والاستقرار في المنطقة وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه وتحرير اراضيه وبقية الاراضي العربية التي ما زالت محتلة". كما أعلن الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن ما طرحه ولي العهد السعودي هو"تعبير عن سياسة عربية واضحة". وكان كل من ماهر وموسى استقبلا المبعوث الروسي لعملية السلام السيد اندريه فودفين وجرى البحث في الوضع المتفجر في المنطقة والجهود المبذولة لتجاوزه. بيريز وسريد ومن جهة اخرى، وصف وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز امس في بيان للوزارة "مبادرة" السلام السعودية المشروطة ب"المهمة والايجابية"، وذلك في تصريح لمحطة "اوربيت" التلفزيونية. وقال البيان ان بيريز اعلن ان "تصريح ولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبدالعزيز هو اعلان مهم وايجابي يعكس رغبة في التقدم نحو السلام وحل الصراع في المنطقة". واضاف بيريز حسب بيان وزارة الخارجية الاسرائيلية ان "التهديد الاكبر للسلام هو الارهاب ووقف جميع الاعمال الارهابية هو الاساس لاي تقدم نحو السلام". واعتبر زعيم المعارضة الاسرائيلية رئيس حزب "ميريتس" اليساري يوسي ساريد في تصريح للاذاعة العامة الاسرائيلية تصريحات ولي العهد السعودي "مبادرة جريئة"، ودعا الحكومة الاسرائيلية الى اعلان موقف رسمي منها. وكان الأمير عبدالله قال انه كان سيقترح على القمة العربية المقبلة في بيروت "انسحاباً كاملاً لاسرائيل من كل الاراضي المحتلة طبقاً لقرارات الاممالمتحدة وبما في ذلك القدس مقابل قيام علاقات عربية طبيعية معها". واضاف ولي العهد السعودي في المبادرة التي تحدثت عنها صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية انه "غيّر رأيه عندما رفع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون اعمال العنف والقمع الى مستوى لا سابق له".