يطلق "مهرجان دبي للتسوق 2002" أسلوباً جديداً من استعراضات الفن التراثي الشرقي من خلال استعادة حكايات شهرزاد في "ألفا ليلة وليلة"، وهو استعراض مسرحي عالمي تقدمه "فرقة كركلا اللبنانية" وتنتجه "مدينة دبي للإعلام". ويعد العمل الفني الجديد الذي تم انتاجه خصيصاً ل "مهرجان دبي للتسوق 2002"، العمل الأضخم للفرقة، وهو يلقي الضوء على جانب رئيسي من ذاكرة تراثية تتوارثها الأجيال من خلال حكايات ألف ليلة وليلة. ويتميز هذا العمل بمواصفاته العالمية وتكامل عناصره من الديكور والموسيقى والأزياء والاخراج. وتشارك فيه مجموعة كبيرة من الفنانين والممثلين والتقنيين اللبنانيين والعالميين، يتجاوز عددها ال 300 شخص. وقال سعيد حسين المنتفق، المدير التنفيذي لمدينة دبي للإعلام: "تفخز مدينة دبي للاعلام بأن تنتج مثل هذا العمل الفني الراقي الذي يستند إلى تراث شرقي أصيل، وهي التي تحتضن مختلف أشكال الثقافة والاعلام التي تحقق التواصل بين الشعوب والحضارات". وأكد ان العمل الفني الكبير لفرقة كركلا، سيتم انتاجه وفقا لمواصفات عالمية، حيث سيتم بناء مسرح خاص به يتيح تبيدل اللوحات الفنية الاستعراضية الضخمة خلال فترة العرض، كما أنه سيزود بأحدث التجهيزات الصوتية والبصرية التي تجعل منه عملاً متكاملاً. من جهته قال حسين علي لوتاه، المنسق العام لمهرجان دبي للتسوق: "أخذ مهرجان دبي للتسوق على عاتقه مهمة التركيز على الجوانب الثقافية التي تبرز الوجه الحضاري لمدينة دبي، وانطلاقاً من هذه المسؤولية نحرص سنوياً على احتضان الأعمال الفنية المميزة ذات المستوى العالمي". أضاف: "العام الماضي قدمنا مسرحية أبو الطيب المتنبي لمنصور الرحباني. ولاقت الصدى الكبير بدءاً في دولة الامارات، ثم في العواصم الأخرى التي عرضت فيها بعد ذلك، ويقدم مهرجان دبي للتسوق 2002 مسرحية "ألفا ليلة وليلة" لفرقة كركلا، بكل ما تتضمنه من لوحات ومشاهد تراثية، تعكس جزءاً من ثقافة سحرت الشرق والغرب على السواء". وأكد لوتاه ان هذا العمل الفني الجديد لكركلا سيبهر زوار "مهرجان دبي للتسوق 2002"، بضخامته التي تبدأ من عالمية اسم الفرقة وتجربتها، وتتواصل بالمواصفات الفنية الراقية التي يتم تنفيذ عناصر العمل على أساسها. ولفت الى ان "ألفا ليلة وليلة" ستكون علامة فارقة تميز المهرجان، وتسّطر لدبي التزامها بالأعمال الثقافية. وقال عبدالحليم كركلا، المشرف العام على العمل: "سحر التراث العربي تحول الى ملحمة مسرحية عالمية تطير بنا الى دبي حيث يتدرج التاريخ الحديث بأنواع من العطاء الحضاري والتجليات، التي تجعل من دبي منارة للعالم". وأشار الى ان اختيار "ألفا ليلة وليلة" موضوعاً للمسرحية الجديدة جاء بعد دراسة عميقة لما يحمله هذا الكتاب من ثراء، يستعرض في صورة بانورامية العادات والتقاليد والمعتقدات الشعبية التي كانت سائدة في ذلك الزمان. وأضاف: "حكايات ألف ليلة وليلة التي ترويها شهرزاد تحمل أبعاداً انسانية وخيالية جمالية يمكن التعبير عنها من خلال اللوحات الفنية، لا سيما وان شهرزاد قد تحولت الى رمز للمرأة التي توجت جمالها بالتضحية". وأشار كركلا الى ان شعوب العالم عرفت هذه التحفة الأدبية من خلال الترجمات التي نقلتها الى لغات كثيرة على أيدي كبار الأدباء في العالم. ووصف ايفان كركلا، مخرج العمل، الاستعراض الفني الجديد الذي ستقدمه الفرقة خلال "مهرجان دبي للتسوق 2002"، ب"الضخم"، مشيراً إلى أنه سيتم بناء مسرح خاص داخل "مدينة دبي للاعلام"، وسيتم تبديل ستة ديكورات خلال العرض الذي يستمر أكثر من ساعتين، وهي ديكورات تم تنفيذها في أحد أهم مختبرات الديكور في ايطاليا. وجميعها مستوحى من فكرة العمل المستندة إلى التراث الشرقي الحقيقي، ويشرف عليها مصمم الديكور العالمي لوتشيانو انتوييتي، فيما يتولى الاضاءة الايطالي فينيتشيو كيلي، أحد أهم مهندسي الاضاءة في العالم. ويضع سينوغرافيا العمل كارلو شينتولافينيا، والكورغرافيا أليسار كركلا. وأشار الى ان حكايات ألف ليلة وليلة أعيدت كتابتها لتلائم العمل الاستعراضي، وبمشاركة كل من عبدالحليم كركلا والمسرحي الكبير ريمون جبارة والدكتور فيصل مطر. كما شارك الشاعر اللبناني الكبير سعيد عقل ب"ألفا ليلة وليلة" من خلال قصائد جديدة. ولفت إيفان الى ان العمل الجديد يضم أسماء فنية لبنانية كبيرة، مثل انطوان كرباج وايلي شويري ورفعت طربيه وسيمون عبيد وداني عطوي. وأضاف: "تشارك مجموعة من كبار الموسيقيين في تأليف الموسيقى وتوزيعها. والموسيقى تستند في شكل رئيسي الى مقطوعات للموسيقاريين العالميين موريس رافيل وريمسكي كورساكوف، والتي أعيد توزيعها بما يتلاءم مع روح الشرق التي يحملها العمل، إذ تمتزج موسيقى العود والسنطور والسيتار والربابة مع القالب الاوركسترالي السيمفوني". يذكر ان مكان عرض "ألفا ليلة وليلة" في "مدينة دبي للاعلام" سيتمتع بديكور خاص يوحد المسرح والمدرجات ويُستوحى من التراث الشرقي، بحيث يشعر الزائر انه يدخل إلى مدينة شرقية حقيقية ببواباتها وأسوارها، مدينة تذكر بالزمن القديم الذي كانت تعيش فيه شخصيات "ألف ليلة وليلة". وسينطلق هذا العمل الفني الضخم من دبي من خلال أربعة عروض يقدمها خلال مهرجان دبي للتسوق 2002 في 20 و21 و22 و24 آذار مارس، وينتقل بعدها ليشارك في المهرجانات العربية.