علمت "الحياة" أن السلطات السويدية طردت القائم بأعمال السفارة العراقية في ستوكهولم محسن الحيدري والملحق في السفارة عبدالقادر حسين، متهمة اياهما ب"التجسس". وأفادت معلومات أن الحيدري ربما طلب اللجوء في دولة غربية، علماً أنه وحسين كانا يمثلان وحدهما البعثة الديبلوماسية العراقية في العاصمة السويدية. واتخذت الحكومة السويدية قرارها في الثاني من الشهر الجاري، مبررة اياه بقيام الحيدري وحسين بنشاطات "غير ديبلوماسية". وقال مصدر أمني سويدي ل"الحياة" إن هذا التبرير يعني "ممارسة التجسس". وأوضح أن القائم بالأعمال والملحق "كانا حاولا التقرب إلى شخصيات عراقية مقيمة في السويد للحصول على معلومات عن الجالية العراقية" التي تعد أكبر الجاليات العربية في البلد. وذكر مصدر مطلع أن الحيدري لم يعد إلى بغداد، مرجحاً أن يكون طلب اللجوء في دولة غربية. لكن مصدراً ديبلوماسياً عراقياً أكد أن القائم بالأعمال وصل وزوجته إلى العاصمة الأردنية قبل أسبوعين، ولم يؤكد هل عاد إلى بلاده. وزاد ان بغداد أبلغت الحيدري وحسين قبل شهرين أن فترة خدمتهما في ستوكهولم انتهت، وطلبت منهما أن يرتبا أمورهما للعودة، وذلك قبل أن تتخذ الحكومة السويدية قرارها طردهما. ونفى ناطق باسم جهاز الاستخبارات السويدية سابو أن يكون الديبلوماسيان قدما طلباً للجوء السياسي في السويد. لكنه لم يستبعد أن يفعلا ذلك في دولة أخرى أوروبية. وأوضح المصدر الديبلوماسي العراقي أن بغداد كانت أعربت مرات عن "استيائها من الحيدري وحسين لأنهما قصّرا في حق الجالية العراقية ولم يلبيا حاجاتها في السويد". وأشار إلى أن ذلك هو سبب "اختيار القائم بالأعمال الجديد قاسم حافظ الذي سيباشر مهماته في غضون أيام". وكانت تسربت معلومات تفيد أن الحيدري باع عدداً من جوازات السفر لعراقيين اسقطت عنهم الجنسية العراقية. ومعروف أن هناك عدداً كبيراً من العراقيين الذين اسقطت عنهم هذه الجنسية بعدما حصلوا على الجنسية السويدية. وترتبط بغدادوستوكهولم بعلاقات تجارية وثيقة، لكن العراق أعرب أخيراً عن استيائه من ايفاد منظمات سويدية غير حكومية ممثلين عنها إلى كردستان لمقابلة أكراد، من دون الحصول على موافقة بغداد.