اشتهر داود حسين نجم الكوميديا الخليجية في مسرحية "باي باي لندن" وانصرف الى تقليد شخصيات شهيرة وحقق نجاحاً كبيراً. من اعماله سلسلة غنائيات "الداوديات" وآخرها "ارهابيات" التي قلّد فيها رئىس وزراء العدو الاسرائىلي آرييل شارون، وكانت بمثابة قنبلة اثارت اسرائىل التي شنت حملة واسعة على البرنامج وصاحبه. بدأ حسين حياته الفنية في فترة ازدهار المسرح الكويتي في السبعينات، وكان عضواً في فرقة المسرح العربي بقيادة الفنان فؤاد الشطي، وهو خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، وقدم الكثير من الاعمال المسرحية الكلاسيكية ومعظمها مع الفنان فؤاد الشطي الذي يعتبره من اهم أساتذته، وبعد تجارب عدة في المسرح الجاد حيث قدم "باي باي لندن" و"فرص المناخ" و"باي باي عرب" انتقل الى المسرح الكوميدي وقدم مسرحية "الصبوحة" التي تنقلت بين لندن وبعض الدول العربية. وهو يعتبر ان الكوميديا اقرب الى محاكاة الناس. ويعتبرالفنان حسين ان الكوميديا تمكن الممثل اذا اتقنها من الانطلاق اكثر لأن فيها مجالاً اوسع للصراحة خصوصاً في زمن صارت الكلمة فيه سلاحاً ولها تأثير كبير على الحياة. وأخيراً اتخذ حسين لنفسه خطاً في التمثيل عبر الكوميديا الهادفة معالجاً عبرها قضايا الناس، فقدم اعمالاً لم تخل من التوجيه والنقد اللاذع، اعتمد فيها على الحسّ الفكاهي مقلداً الشخصيات الفنية الغنائية عبر برنامج "غنائيات" وبعدها قدم "داوديات" الى ان قدم مسلسل "ارهابيات" الذي عرض في شهر رمضان المبارك الفائت. وتجاوزت شهرة البرنامج النقدي الساخر حدود الوطن العربي الكثير من التجاذبات واستفز اليهود واسرائىل. عن فكرة البرنامج قال داود حسين ل"الحياة": اثناء وجودي في مهرجان جرش شاركت الممثل يحيى الفخراني مؤتمراً صحافياً وطرح عليّ احد الصحافيين سؤالاً اعتبره مفتاحاً للبرنامج اذ قال: "ماذا قدمتم كفنانين عرب للانتفاضة؟"، وكان ردي انني ممثل كوميدي والانتفاضة عمل كبير ولا يمكن ان امثل دوراً ارمي فيه حجراً قد يفهم في شكل عكسي لأنني لا اريد ان اقلل من شأن هذا الجهاد العظيم للدفاع عن الارض والمقدسات، ولكنني يمكن ان اقدم برنامجاً اسخر فيه من الصهاينة، فبادرني الفخراني "لماذا لا تقدم شارون في ثلاثين حلقة؟"، أعجبتني الفكرة وجمعت افكاري، وبعد المؤتمر توجهت الى الفندق وكتبت بعض الافكار واتفقنا ان يكتب هذه الافكار كاتب مميز، وكان الكاتب المصري يوسف المعاطي الذي التقيته في ابو ظبي ورأيت عنده الافكار نفسها. فوضعنا النقاط وكتب النصوص وأرسلها لي وكان "ارهابيات" بالشكل الذي شاهده الناس. وعن تقليده شخصية شارون يقول: "ما قدمته فعلاً كان استهزاء، ولكنني حاولت ان اقدم عملاً كوميدياً، فخلال اربع سنوات قدمت اعمالاً كوميدية ووجدت نفسي ملزماً امام الكثير من المشاهدين العرب بما سأقدمه. واذا لم استهزئ بعدوّي فبمن سأستهزئ. اما الغاية الاساس من برنامج "ارهابيات" فكان تقديم الحقائق من خلال بعض المشاهد الحقيقية ومنها مجزرة الاطفال التي حصلت عام 1944، وقد ذكر الكاتب التاريخ وسجلناه على الشاشة وكنت اتمنى لو كان معنا الوقت الكافي ليترجم العمل الى لغات اجنبية كي يعرف الاوروبيون ايضاً من هو شارون". اما عن شعوره اثناء تأديته دور شارون فقال: "للأمانة كنت اكره نفسي لأن الدور كبلني، وكان كثيرون يقولون لي انهم لم يضحكوا كما اعتادوا في معظم برامجي الكوميدية، ووضعني هذا الدور امام مسؤولية كبيرة، لأن هناك جمهوراً من الاطفال يتابعني وأحبني بهذه الشخصية فوقعت في المحظور". وقال: "ان بعض العبارات التي وردت في العمل لم يكن مكتوباً في النص بل قلته من كرهي لهذه الشخصية الناتج من مشاهداتي اليومية للمجازر". وأضاف: "عادة اضع خطوطاً حمر للشخصيات التي امثلها ولا اتعداها، ولكن في هذه الشخصية تحديداً، انا وضعت هذه الخطوط وتعديتها. أتألم عندما ارى الوضع في القدس وألتمس معاناة اخواننا الذين يعيشون بين الحديد والنار. وخلال عرض البرنامج ثارت موجة اعتراضات من بعض اليهود في العالم ووصل بهم الامر الى رفع اعتراضهم الى مجلس الأمن". يقول حسين: "حتى الآن لا توجد دعوى ضدي ولكنني سمعت وفق ما قالته بعض الصحف ان هناك توصية رفعت الى مجلس الأمن من خلال وزير خارجية العدو شيمون بيريز وفيها ان اليهود رفعوا قضية وسجلوا بعض الحلقات وترجموها الى اللغة الأجنبية ووزعوها على بعض سفارات دول اجنبية باعتبار ان هذا العمل يمس او يطعن بالسامية". وأوضح: "نحن لم نطعن بالسامية لأننا اساساً ساميون، وبالتالي ديننا الاسلامي الحنيف علّمنا وهذّبنا ألا نطعن في اي ديانة اخرى ونحن نحترم كل الديانات، وهم احرار في ما يقولون". اما عن خوفه من ردود الفعل فقال: "سأقدم دائماً اعمالاً مماثلة فمسألة الخوف عندي محسومة. لا اخاف من تمثيل هذه الادوار فإن انا خفت وغيري خاف ايضاً فلن نصل الى نتيجة. برأيي اسرائىل شر مطلق فهل اذا خفت منها اكون بسلام؟ هل انا افضل من الذين استشهدوا؟ ابداً، لا. انا اصغر بكثير من أنامل طفل صغير يحمل حجراً ويقاوم العدو المحتل، انا احارب بالكلمة فما بالكم بالناس الذين يحاربون بأرواحهم". ورداً على ما ذكرته بعض وسائل الاعلام من انه رشح لتقديم برنامج "وزنك ذهب" قبل الفنان ايمن زيدان، لم ينكر الأمر ولكنه اوضح: "عرض عليّ تقديم برنامج "وزنك ذهب" في البداية وشعرت بأنهم في محطة "ابو ظبي" تحدثوا في الموضوع مع الفنان ايمن زيدان، وهذا احد الاسباب التي دفعتني للتردد، وللأمانة خفت ان تتم المقارنة بيني وبين نجاح جورج قرداحي الذي يمتلك كاريزما جيدة، وفكرت بطريقة اخرى ايضاً، وهي انني فنان وهذا البرنامج قد يمتد الى شهر رمضان ولدي مسلسل فكيف سأوفق بين برنامج مسابقات يبث مرتين في الاسبوع، ومسلسل يومي، فبدأت دراسة الموضوع. وعندما وصل الى مسامعي ان التلفزيون يتباحث مع ايمن زيدان على ان يصور هو حلقة وأنا اصور حلقة ويرون من منا الأفضل. رأيت انه من الأفضل لي ان اصارحهم وأقول لهم "ابقوا على ايمن زيدان".