عبر الفنان الكويتي داود حسين عن سعادته بما أحدثه برنامجه التلفزيوني "ارهابيات" الذي أنتجه تلفزيون أبو ظبي وعرضه مع تلفزيون الكويت في شهر رمضان الماضي من ازعاج لرئيس وزراء اسرائيل آرييل شارون وقال: "أنا فخور بأنني أزعجت شارون من خلال عمل فني كشف زيف الديموقراطية في اسرائيل وبيّن ان النقد كان لاذعاً". وأضاف حسين في حديث مع "الحياة": "هذا البرنامج وجّه صفعة قوية للنظام الاسرائيلي وكشف أن شارون يتلذذ في قتل الكبار والصغار وهو سفاح من الدرجة الأولى، ومن أبسط ردود الفعل عرض هذا البرنامج الذي أثار رد فعل واسعاً وغاضباً من قبل الكيان الاسرائيلي". وكان حسين قدم الكثير من المسلسلات والأعمال الكوميدية وشارك في برامج للأطفال آخرها كان "قطعة 13". أما على صعيد المسرح فهو يعرض الآن على مسرح حولي في الكويت مسرحية "الشرطية الحسناء"، من بطولته ومشاركة عدد من نجوم المسرح في الكويت اضافة الى الفنانة البحرينية زهرة عرفات. أين أنت الآن بعد الضجة التي أثيرت على برنامج "ارهابيات"؟ - مشغول في مسرحية "الشرطية الحسناء" وهي من الأعمال الكوميدية التي لاقت نجاحاً جماهيرياً كبيراً، وأحاول أن أحصل على فترة راحة بعد الانتهاء من هذا العمل. كيف ترى الى الضجة التي أثيرت من قبل الاسرائيليين على "شارونيات"؟ - أنا فخور جداً والى أبعد الحدود بأن تحدث كل هذه الضجة، وهذا يؤكد أن العمل الفني من الممكن أن يهز الكيان الاسرائيلي الذي يمارس أعمال البطش والابادة صباحاً ومساء، وأنا فخور أيضاً بأنني أزعجت رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون ذاته ببرنامج "ارهابيات" الذي أشعره بالخزي والعار أمام الرأي العام العربي والدولي عندما سلطت الأضواء عليه وأظهرته كما هو في الواقع سفاحاً يتلذذ في تعذيب الكبار والصغار. يأخذ عليك البعض أن "ارهابيات" لم يكن في المستوى المطلوب، ماذا تقول؟ - أنا أطرح في "ارهابيات" قضية هادفة ولا أريد أن أجعل من شخصية شارون محببة، أي انني أعرضها كما هي، أو كما نراها نحن في الواقع نظراً الى أنها من الشخصيات التي تسفك الدماء، لذلك قمت بالتقليل من الجرعات الكوميدية والتركيز على فضائح هذا الشخص المنبوذ في العالم العربي والاسلامي. ألا تخشى الاغتيال... ألا ينتابك الخوف من التصعيد الاسرائيلي؟ - لا أخشى أحداً ولا أخشى الاغتيال، فالرأس "ما أحد يقدر يشيلها إلا اللي ركّبها" وبالعكس أعطاني رد الفعل الاسرائيلي عزيمة على التحدي. ما شعورك بعد هذه الضجة؟ - الشعور الجميل هو انني لم أستخدم اي سلاح ناري، بل استخدمت سلاح الكوميديا الذي كان تأثيره أقوى من أي سلاح، بل يوازي أقوى الأسلحة المدمرة، فالصدى الذي تحقق لم أكن أتوقعه. ولو كنت أدري أن هذا الشيء سيقلب الدنيا في اسرائيل لقمت بعمل هذا البرنامج منذ سنوات لأنني بذلك عبرت عن شعور كل العرب والمسلمين الذين يتأثرون يومياً بمشاهد المذابح التي يرتكبها أزلام شارون في الأراضي الفلسطينية. العمل كان مباشراً وربما لهذا السبب كان رد الفعل عنيفاً؟ - العمل بالفعل كان مباشراً ويقول للمجرم شارون أنت مجرم، وهذا ما جعل اسرائيل تستنفر، فهي لن تتوقف عن ارتكاب المجازر ما لم نتصد لها بكل ما نملك من قوة ومن فن وثقافة. هل تنوي انجاز جزء ثان من "ارهابيات"؟ - اذا طلبت مني محطة أبو ظبي الفضائية فلن أتردد. وأنا سعيد بأن موقف المحطة كان حازماً وهذا ما كنت أتوقعه بالطبع، كما ان موقف تلفزيون الكويت كان واضحاً وجاء الرد ايجابياً. بماذا تفسر انزعاج اسرائيل؟ - يدل ذلك الى ان النظام فيها يروّج كذبة كبيرة وهي أنه نظام ديموقراطي، وتبين لنا أنه يعتمد القمع نهجاً في حياته وفي سياساته، فالقادة الاسرائيليون يسمحون لإعلامهم بأن ينتقد القادة العرب بكل حرية وفي المقابل يعبرون عن امتعاضهم من النقد العربي لهم ولأعمالهم الوحشية والاجرامية، انه أمر غريب بالفعل. هناك شخصيات يهودية لم تتطرق اليها وركزت على شارون، لماذا؟ - سأسلط الأضواء على شخصيات يهودية لا تقل دموية عن شارون، منها بيغن وموشي ديان واسحق شامير، وهذه الشخصيات لها سجل حافل بالاجرام والمذابح. ولا بد من أن أركز عليها لتكتمل حلقة المجرمين في الكيان الصهيوني. هل تعتقد ان "ارهابيات" أعاد اليك اعتبارك بعد أن سحب منك برنامج "وزنك ذهب" وقام أيمن زيدان بتقديمه؟ - برنامج "وزنك ذهب" لم يسحب مني والمفاضلة التي تحدثت عنها الصحافة لم أسمع بها، عموماً بعد أن شاهدت العمل حمدت الله على انني لم أقدمه.