تعقد الحكومة الاسرائيلية اجتماعاً اليوم لمناقشة رفع الحصار عن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، ورجحت مصادر في مكتب رئيس الوزراء ارييل شارون انه سيحيل هذه القضية على المجلس الوزاري المصغر، ليكسب مزيداً من الوقت، في انتظار اتضاح ردود الفعل على مبادرة ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، واستخدام ورقة الحصار للضغط على القمة العربية المقرر عقدها في بيروت، نهاية الشهر المقبل. وأعلن وزير الخارجية الأميركية كولن باول ان مبادرة الأمير عبدالله يمكن أن تشكل بداية لحل النزاع، فيما تستعد الولاياتالمتحدة لتحرك جديد لوقف العنف في المنطقة، وتوقعت مصادر أميركية ان تكون المبادرة محور محادثات الرئيس جورج بوش والرئيس حسني مبارك خلال لقائهما في واشنطن الاسبوع المقبل. كما اجتمع مساعد وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز أ ب مع ممثل الأمير عبدالله في واشنطن عادل ايجبير لمناقشة الأفكار السعودية التي اعتبرها وزير الخارجية الأردني مروان معشر في حديث الى "الحياة" تعطي الفلسطينيين أملاً، واقترح تبنيها في القمة العربية المقبلة. راجع ص 4 وتثير مسألة رفع الحصار الاسرائيلي عن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات سجالاً بين وزراء حزب العمل بزعامة وزيري الدفاع والخارجية بنيامين بن اليعيزر وشمعون بيريز المؤيدين للسماح لعرفات بمغادرة رام الله "كخطوة أولى تمهد لعودة المفاوضات" ووزراء اليمين في الحكومة، فيما تجنب شارون اعلان موقف واضح. وهدد وزير البنى التحتية أفيغدور ليبيرمان بالانسحاب من الحكومة إذا قررت رفع الحصار عن الرئيس الفلسطيني. وبثت الاذاعة العبرية مساء أمس ان شارون يتخبط في اتخاذ القرار فبعدما لمح في المؤتمر الصحافي عقب "خطابه الى الأمة" الخميس الماضي الى إمكان رفع الحصار في حال تبين ان السلطة الفلسطينية اعتقلت حقاً قتلة وزير السياحة رحبعام زئيفي، أبلغ وزير دفاعه بن اليعيزر ان عرفات لم ينفذ الشروط الاسرائيلية كافة، وعليه قرر أن يكون الحسم في المسألة في يد اللجنة الوزارية الأمنية التي تلتئم اليوم لهذا الغرض. وقال مراسل الاذاعة ان معارضي تخفيف الحصار عن عرفات يسوغون ذلك بضرورة مواصلة الضغط عليه "لمحاربة الارهاب"، وان السماح له بمغادرة رام الله سينتشله من حال اليأس والانكسار التي يعيشها في الفترة الأخيرة "وعندها سيستقبله العالم استقبال الملوك وكبطل هزم رئيس الحكومة". وتوقع المراسل أن يجد شارون معادلة توفيقية بين المؤيدين والمعارضين فيطالب عرفات باعتقال من تعتبره اسرائيل أحد المخططين لعملية القتل مجدي ريماوي وفؤاد الشوبكي المتهم الرئيسي بمحاولة تهريب سفينة الأسلحة "كارين ايه"، اضافة الى "اعتقال جدي" لزعيم الجبهة الشعبية احمد سعدات. واستبعدت الاذاعة ان تطالب اسرائيل بتسليم المعتقلين وهذا ما اشترطه الوزير المتطرف افيغدور ليبرمان لبقاء حزبه "الاتحاد القومي" في الائتلاف الحكومي. الى تزامن الحديث عن رفع الحصار عن الرئيس الفلسطيني مع تصريحات متبادلة لمسؤولين في الطرفين تحدثت عن اتفاقات أولية لخفض المواجهات في أيام عيد الأضحى وعيد المساخر اليهودي، على أن يلتقي مسؤولون أمنيون ثانية اليوم بعدما حقق الاجتماع الأول، الخميس الماضي، نتائج ايجابية تمثلت بتعهد فلسطيني منع عمليات ضد أهداف اسرائيلية في مقابل قيام اسرائيل بتقديم تسهيلات للمواطنين الفلسطينيين. وبث التليفزيون الاسرائيلي أمس انه تم التوصل الى اتفاق غير رسمي لوقف النار سبعة أيام، بناء على طلب فلسطيني. لكن على رغم ذلك أصيب عشرة فلسطينيين بجروح أمس بينهم ثلاثة في حال الخطر، وقتل طفل في الحادية عشرة.