اصبحت جدة موقعاً مفضلاً للكؤوس السعودية، بعدما كانت العاصمة الرياض معقلها في الفترة الماضية، ونجح الاتحاد ثم الاهلي بدرجة اقل بنقل الكؤوس من العاصمة الى الساحل الغربي. وشهدت السنوات الخمس الاخيرة سيطرة اتحادية مطلقة على الالقاب، وإن كسر الشباب والهلال هذا الاحتكار في كأس ولي العهد، والأهلي في كأس الأمير فيصل بن فهد. لكن هذه البطولات التي حققتها الأندية الثلاثة لم تبدل الصورة، فاستمر الاتحاد "صاحب القدح المعلى" في سجل البطولات المحلية، كونه حقق الثلاثية وهي بطولة كأس الأمير فيصل وكأس ولي العهد ومسابقة دوري خادم الحرمين الشريفين في عام 1997، ثم الرباعية في عام 1999، وظل محافظاً على بطولة الدوري، الأهم في السعودية في السنوات الأربع الماضية، وسيخوض نهائي كأس ولي العهد مع غريمه الاهلي، اضافة الى احتلاله المرتبة الثانية في قائمة الدوري. ويعيش الاتحاد ظروفاً ممتازة، فالدعم المادي متوافر في شكل كبير ويعتبره كثيرون اغنى الاندية المحلية، خصوصاً انه انفق نحو مئة مليون ريال في السنوات الاخيرة للتعاقد مع مدربين ولاعبين اجانب، واستقطب محليين بارزين امثال مرزوق العتيبي 9 ملايين ريال، وخميس العويران 5،1 مليون... ويحاول مدرب "العميد" البرازيلي اوسكار ان يحرز لقبه الرابع مع الفريق، علماً انه حقق ثلاث بطولات في غضون شهرين العام الماضي. وينتظر ان يفتقد الفريق عدداً من عناصره الذين سينضمون الى صفوف المنتخب، وفي مقدمهم الحارس مبروك زايد وهو موضع ثقة الاتحاديين، ولم يستطع بديله الخبير حسين الصادق ان يقنع مناصري الفريق بإمكاناته، كما سيغيب الظهير صالح الصقري والمدافع حمد المنتشري ولاعبا الوسط خميس العويران ومحمد نور والمهاجم الحسن اليامي. لكن الاتحاد لن يكترث كثيراً الى غياب هؤلاء لأن وجود البديل يجعل انصاره في مأمن من الهفوات وسيتعزز وضعه مع عودة المهاجم البرازيلي سيرجيو بعد ابلاله من الاصابة. وكان الاتحاد تجاوز الانصار 4-2 في الدور نصف النهائي لكأس ولي العهد. ويعتقد كثيرون ان الاتحاد لم يقابل في طريقه الى النهائي فرقاً مزعجة على رغم فوزه على الشعلة بالهدف الذهبي اثر تعادلهما في الوقت الاصلي 3-3. لكن انصار "العميد" يؤكدون ان فريقهم اعتاد خوض النهائيات، ويتحصن لاعبوه بخبرتهم الكبيرة في الاوقات الصعبة. في المقابل، يبدو الاهلي عاقد العزم على العودة الى حمل الكؤوس بعدما حقق بطولتين هذا الموسم هما: دورة الصداقة وكأس الامير فيصل بن فهد. وسيخوض النهائي الثالث، ويحتل حالياً المركز الثالث في الدوري، ويبدو ان بقاءه في المربع الذهبي امر مفروغ منه. ويسعى ل"يكوّش" على البطولات المحلية ويسترجع شيئاً من الهيبة التي طبعت اداءه قبل نحو 20 عاماً، عندما كان يطلق عليه لقب "قلعة الكؤوس". وعلى رغم هذا التألق إلا ان الاهلاويين يرون ان مدربهم البلجيكي لوكا بيروزفيتش لا يتناغم والقدرات الفنية التي يمتلكها اللاعبون، وطالب كثيرون منهم وفي مقدمهم المشرف السابق على كرة القدم الامير محمد العبدالله بإقالة لوكا، لكن الادارة جددت ثقتها به، علماً ان رئيس النادي الأمير نواف بن تركي انتقده بعد المباراة مع النصر، لكنه اعتبر ان الاختلاف في وجهات النظر امر طبيعي "ويبقى القرار الفني النهائي للمدرب". ويخشى الاهلاويون ان يتم استدعاء لاعبيهم الدوليين قبل مواجهة الاتحاد في نهائي كأس ولي العهد، خصوصاً لاعب الوسط صالح المحمدي والمهاجم طلال المشعل، وهما الورقتان الرابحتان في صفوفه. وكان تجاوز النصر 2-1 في نصف النهائي، وتنتظره كأس الاندية الخليجية. واكتملت صفوفه بعودة المهاجم عبيد الدوسري الذي غاب في الفترة الماضية بسبب خلافه مع المدرب، واكتملت جهوزية خالد القهوجي. ويبرز في التشكيلة تيسير آل نتيف والمدافعان نايف فلاته وفوزي الشهري الذي سجل هدفي الفوز في مرمى النصر، ولاعب الوسط فهد الزهراني اضافة الى الشنيف والمصري سيكا والجيزاني، ومن الدوليين سمح ان يشاركه المشعل والمحمدي في البطولة الخليجية.