} بدأت تظهر في افق العلاقات بين روسيا من جهة و"اوبك" من الجهة المقابلة بوادر "حرب اسعار" ستبدأ اعتباراً من النصف الثاني للشهر المقبل خصوصاً بعد الاجتماع المتوقع لمنظمة الدول المصدرة للنفط في فيينا في 15 آذار مارس. وبدت ادلة اولى عن ان روسيا لن تمدد خفوضات الانتاج في الربع الثاني وستلجأ الى زيادة صادراتها من المشتقات النفطية الا اذا حصلت على تنازلات وتعهدات من "اوبك" في شأن مستوى الصادرات الروسية من المشتقات مستقبلاً. لندن، موسكو - "الحياة"، رويترز - قال سماسرة ان المكاسب المبكرة التي حققها خام القياس "برنت" في التعاملات الآجلة في بورصة النفط الدولية امس الخميس افتقرت الى قوة دفع تمكنها من تجاوز مستوى دعم مهم عند سعر 20.30 دولار للبرميل. ودُعمت اسعار النفط في السوق بعد بيانات ايجابية عن مخزونات النفط الاميركية اصدرها معهد البترول الاميركي وفُتح التداول بخام "برنت" على ارتفاع 44 سنتاً مسجلاً 20.30 دولار للبرميل لكن الاسعار عادت الى التراجع بعد ظهور عمليات بيع عند هذا المستوى. وعند الثانية من بعد ظهر امس غرينيتش سجل "برنت" في عقود نيسان ابريل 20.18 دولار للبرميل. وارتفع سعر الخام الاميركي الخفيف في عقود نيسان 28 سنتاً الى 20.74 دولار. وارتفعت الاسعار بعدما خالفت بيانات معهد البترول توقعات المحللين مظهرة انخفاضاً قدره 4.47 مليون برميل في مخزونات النفط الخام في الاسبوع المنتهي في 15 شباط فبراير الجاري وهو اول انخفاض هذه السنة. وعلى رغم الانخفاض ظلت المخزونات أعلى 37.5 مليون برميل على مستواها في مثل هذا الوقت من العام الماضي. في المقابل ذكرت وكالة انباء "اوبكنا" نقلا عن الامانة العامة ل"اوبك" ان سعر "سلة اوبك" انخفض الاربعاء الى 18.47 دولار للبرميل من 18.81 دولار الثلثاء الماضي. ومنذ 24 ايلول سبتمبر الماضي ظل سعر السلة اقل من الحد الادنى الذي تستهدفه أوبك وهو 22 دولاراً للبرميل. وكانت اسعار النفط الدولية انخفضت الاربعاء وسط مخاوف من ان روسيا، ثاني اكبر مصدري النفط في العالم قد تتوقف في الربع الثاني عن التعاون في خفوضات انتاجية تقودها "اوبك". ويخشى التجار من ان ضغوط شركات النفط الروسية للتخلي عن الخفوضات وزيادة الصادرات قد تتغلب على صانعي السياسة ما يمهد الطريق امام حرب اسعار محتملة مع "اوبك". وبعد اجتماع ترأسه رئيس الوزراء الروسي ميخائيل كاسيانوف مع رؤساء شركات النفط الخاصة قال وزير الطاقة الروسي ايغور يوسفوف انه ينبغي لبلاده ان تتحول من تصدير النفط الخام الى زيادة صادراتها من المنتجات النفطية الى الحد الأقصى. وأكد خبراء ان روسيا لن توقف تنسيقها مع "اوبك" لكنها ستعمل على التوصل الى اتفاق لزيادة حصتها من الصادرات الى السوق الدولية. وشدد رئيس الوزراء الروسي على ان حكومته ستدرس حال السوق وتوقعات وكالة الطاقة الدولية قبل اتخاذ موقف من حجم الصادرات ومستواها في الربع الثاني. وقال احد سماسرة النفط "يبدو ان روسيا في طريقها الى التراجع عن موافقتها على خفض الصادرات... انهم يقولون انهم سيصدرون المزيد من النفط". وتقول الحكومة الروسية إن النفط الخام فقط هو المشمول بالخفض الذي يقلص الصادرات بنسبة خمسة في المئة لمدة ثلاثة أشهر بدأت في الاول من كانون الثاني لكن "اوبك" تقول انه يجب درس خفض كل من النفط والمنتجات المكررة. وتحض "اوبك" روسيا على مد العمل بالقيود الانتاجية لثلاثة أشهر اخرى وأعلنت انها ستُرسل وفداً على مستوى عال الى موسكو في الاسبوع الاول من آذار مارس. وتُظهر تقديرات اولية ان روسيا زادت فعليا من صادراتها من النفط والمنتجات النفطية في كانون الثاني مقارنة مع الشهر السابق لكنها كانت اقل من الخطط الاصلية.