} تذبذبت اسعار خام القياس "برنت" عند مستوى 19 دولاراً للبرميل وتراجع سعر "سلة اوبك" الى نحو 18 دولاراً في وقت بدأت فيه المصافي الآسيوية تستعيض عن النفط الشرق الاوسطي بنفط روسي او افريقي لتعويض النقص بعد خفض انتاج دول "اوبك". وتوقع وزير النفط السعودي السابق احمد زكي يماني "ان يفقد النفط الخليجي اهميته للولايات المتحدة بعدما تسيطر على نفط بحر قزوين". لندن، القاهرة - "الحياة"، رويترز - فتح التداول في خام القياس "برنت" على ارتفاع في التعاملات الآجلة في بورصة النفط الدولية في لندن امس الخميس وعزا المتعاملون الارتفاع الى امتداد عمليات شراء بدأت في اواخر الجلسة السابقة الى امس مع ظهور مزيد من المشترين لتعويض الخسائر الكبيرة التي تسببت فيها بيانات محبطة للسوق عن المخزونات الاميركية. وجرى تداول "برنت" في حدود 19 دولاراً للبرميل بارتفاع من 18.79 دولار عند الاغلاق اول من امس. ودعمت عمليات جني ارباح على مراكز مكشوفة الاربعاء السوق بعد تجاوز مستوى دعم رئيسي عند مستوى 18.80 دولار. وذكرت وكالة أنباء "أوبكنا" نقلاً عن أمانة المنظمة قولها ان سعر "سلة أوبك" انخفض الاربعاء الى 18.03 دولار للبرميل من 18.38 دولار الثلثاء الماضي. ومنذ 24 ايلول سبتمبر الماضي ظل سعر السلة اقل من الحد الادنى الذي تستهدفه "أوبك" وهو 22 دولاراً للبرميل. نفط بديل وقال متعاملون ان مصافي تكرير النفط الآسيوية قد تستورد ما يصل الى 1.4 مليون برميل يومياً من غرب افريقيا وبحر الشمال وروسيا لسد نقص في المعروض من نفط الشرق الاوسط نتج عن خفوضات الانتاج التي تطبقها منظمة "أوبك". لكن هذه الصفقات قد لا تستمر طويلاً بسبب انخفاض حجم عمليات التكرير في المصافي الآسيوية على رغم انها تمثل دفعة مطلوبة بشدة لاسواق اوروبا وغرب أفريقيا. وأتاح تقارب شديد في الفارق السعري بين خام القياس "برنت" وخام دبي في أوروبا وآسيا فرصة كبيرة للاستفادة من عمليات مفاضلة اجتذبت النفط من غرب افريقيا ومن بحر الشمال بل وشحنة لم يسبق لها مثيل من البحر الاسود في روسيا. لكن المتعاملين يتوقعون ان تنخفض الاسعار في آسيا بشدة في آذار مارس ونيسان ابريل عندما يتضح المدى الحقيقي لهذه الحركة. وقال متعامل متخصص في الاسواق الآسيوية: "من المؤكد ان الفارق بين برنت ودبي سيتسع في الشهرين المقبلين". وقال تجار وسماسرة شحن ان من المتوقع ان ترسل شركة "سيمبرا" الاميركية ثمانية ملايين برميل من "برنت" الى الصين. وكانت الشركة حققت ارباحاً كبيرة في كانون الثاني يناير من معاملات غير مسبوقة على مشتقات "برنت". واضاف التجار "ان سيمبرا قد تشحن كميات أكبر للصين لانها حجزت ناقلات تتسع لعشرة ملايين برميل من خام بحر الشمال". وكانت الاسعار في آسيا ارتفعت بعدما نفذ منتجو النفط من اعضاء "أوبك" في الشرق الاوسط خفوضات انتاجية الشهر الماضي. وتستورد آسيا نحو 12 مليون برميل من النفط يومياً يورد منتجو الشرق الاوسط أكثر من نصفها. وتستورد من غرب افريقيا بانتظام لكن حجم هذه الواردات تراجع في الشهور القليلة الماضية الى 300 الف برميل فقط يومياً. وقال متعاملون ان آسيا ستستورد الشهر الجاري 800 الف برميل يومياً من غرب افريقيا. وأوضح متعاملون انه لولا ان المنتجين الاوروبيين لا يجدون تحسناً في الطلب في أسواقهم المحلية لما كانت الكميات المتجهة الى آسيا بهذه الضخامة. الاهمية الاستراتيجية لنفط الخليج وقال وزير النفط السعودي الاسبق احمد زكي يماني ان الاهمية الاستراتيجية لنفط الخليج ستنهار بعد احكام الولاياتالمتحدة سيطرتها على نفط بحر قزوين. وتوقع انخفاضاً كبيراً لاسعار النفط مستبعداً استخدامه كسلاح يخدم القضايا العربية بسبب مشاكل اقتصادية تواجه الدول النفطية. وقال يماني: "ان لاميركا هدفاً استراتيجياً وهو السيطرة على نفط بحر قزوين وانهاء الاعتماد على نفط الخليج العربي". واضاف يماني، في ندوة بمعرض القاهرة للكتاب، رداً على سؤال ل"رويترز" عن العلاقة بين الحرب في افغانستان والتنافس على ثروات بحر قزوين: "للاسف نحن نساعد اميركا على تحقيق هذا الهدف وسينتهي دور النفط العربي نهائياً". وقال الوزير السعودي السابق ان ثروات بحر قزوين كانت تشكل هدفاً استراتيجياً لواشنطن قبل بدء الحرب في افغانستان وان مسؤولين اميركيين كباراً في الادارة السابقة تحدثوا عن ذلك صراحة مثل مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الاميركية السابقة.