"اذا تواجد أمامي طيلة اليوم فإنه سيكون مزعجاً، وإذا بقي وقتاً طويلاً في المنزل فإنه سيقف في طريقي"، بهذه الكلمات وصفت كاثي فيرغسون وضع زوجها أليكس عندما يتقاعد من تدريب مانشستر يونايتد في نهاية الموسم. وأيضاً من هذه الكلمات عدل أنجح مدرب في تاريخ الدوري الانكليزي لكرة القدم عن قراره وأعلن أنه سيمدد عقده لثلاثة مواسم إضافية متفادياً "المشكلات المنزلية". وبما أن فيرغسون الزوج اشتهر بقوة شخصيته وصرامته بالتعامل مع لاعبيه، فان زوجته لا تقل عنه صلابة وربما ينطبق المثل القائل: "وراء كل رجل عظيم امرأة"، فكاثي تعلم أن الرجل الذي تعلّق بعمله سنوات طويلة وعصيبة من الصعب أن يتواجد في المنزل من دون مضايقات لربة البيت وتقول: "أعرف صديقات كثيرات يغيب أزواجهن عنهن أسبوعاً بسبب أعمالهم وعندما يعودون يدوي صراخهن لايام". ويقول صديق للعائلة: "ترغب كاثي في أن يكون أليكس متواجداً طيلة الوقت في المنزل ولكنها ستتضايق في هذه الفترة لانها تعلم أنه ترك عمله وهو في عز عطائه، فأقنعته بالاستمرار لانها تعلم أن رغبته في البقاء مع النادي لا تزال كبيرة". وعلى رغم أن ولع أليكس بكرة القدم امتد طيلة سنواته الستين والتي وفرت له ولعائلته حياة مترفة، إلا أنه يعلم أن الحديث عن اللعبة يتوقف فور دخوله الى المنزل. وبما أن شهرته ذاع صيتها حول العالم وبات له ملايين المعجبين، فإنه يبقى لكاثي الزوج والاب لاولادهما الثلاثة مارك 32 عاماً والتوأمين دارن وجايسون 30 عاماً، والجد لاحفادهما الثلاثة جايك وايلا وصوفي. المديرة الاولى وبسبب قوة شخصيتها، فرضت كاثي نفسها المديرة الاولى لشؤون المنزل وربما صاحبة القرارات الحاسمة في ما يتعلق بشؤون العائلة، وعندما يعود أليكس الى المنزل حزيناً بعد خسارة مفاجئة أو مذلة أمام خصم سهل وهي نادراً ما تحدث يبادر الى القول: "لا تبدأي"، فتعلم كاثي حاله وتقول: "هي كرة القدم فقط لعبة سخيفة لا تستحق هذا الحزن". فهي وضعت القوانين المنزلية وهو لا يستطيع كسرها، وعلق في إحدى المناسبات: "أذهب الى المنزل وأقول شيئاً عن المباراة فترد فوراً: غسالتي لا تعمل أليكس... ،إذا كان همّك ذاك اللاعب او ذلك الهدف فإن يومي كان مزعجاً، فدارن عمل هذا ومارك فعل ذلك... وفي النهاية يكون رأسي امتلأ خصوصاً بعد يوم من الصراخ على اللاعبين". وخلال 35 عاماً من الزواج كانت كاثي صاحبة اليد الطولى في صنع أهم القرارات، ومنها اختيار اسم ابنهما البكر، فأليكس كان مصمماً على تسميته "أليكس"، معللاً السبب بأن الذكور جميعهم المولودين أولاً في عائلته سمّوا "أليكس"، إلا أنها لم تخضع لطلبه، وعندما زارهما والده سألته كاثي عن اسم والده جد اليكس فأجابها "جون"، وهكذا سمي الابن الاكبر "مارك". وكان أليكس يستمد قوته من قوة كاثي، فحين جاء موعد انجابها للتوأمين رافقها الى المستشفى وجانب سريرها، لكنه سرعان ما شعر بالغثيان فطلبت الممرضة إخراجه من الغرفة فوراً، فقال: "كاثي هل ستكونين على ما يرام؟"، فأجابته "نعم... هل أنت؟". وعلى رغم أن علاقتهما مملوءة بالمودة والاحترام المتبادل إلا أنها تعلم متى تجعله يشعر بعدم رضاها، ووصفته في إحدى المناسبات ب "قليل الذوق"، عندما نسي تهنئتها بيوم ميلادها وهو في إحدى الرحلات التدريبية مع الفريق، كما مزّقت شيكاً أرفقه مع بطاقة تهنئة لمناسبة أعياد الميلاد بعدما فشل بشراء هدية لها في الوقت المناسب. ولم يتجرأ على عدم حضور حفلة زفاف ابنهما مارك في جنوب أفريقيا قبل أكثر من عام على رغم تزامن موعدها مع مباراة "دربي" مهمة ضد مانشستر سيتي، خصوصاً أنه اعترف لصديق "لن أتجرأ على المخاطرة بأن أطلب من كاثي أن أبقى هنا للاشراف على المباراة". وجرأة كاثي لا تقف عائقاً في واجباتها تجاه زوجها، فهي تسانده في أوقات محنته، مثلما قالت له عندما اعتدى النجم الفرنسي إريك كانتونا على أحد المتفرجين في عام 1995: "لا تغض الطرف عما حدث... عليك ألا تترك مجالاً لأحد للقول إنك من ذلك النوع من المدربين الذين لا يهمهم شيء سوى الفوز بأي ثمن. من الافضل أن توضح للجميع أن لديك مبادئ اسمى من تحقيق النتائج"، وبعد ذلك أوقف كانتونا عن اللعب فوراً. ويقول أصدقاء لهما إن تكريس كل وقتها وجهدها لمنزلها وعائلتها أحد أهم أسباب نجاح أليكس في حياته المهنية، ولم يخف أليكس ذلك عندما منح لقب "سير" من الملكة اليزابيث الثانية تكريماً لخدماته، فأهداه بدوره الى زوجته تقديراً لجهودها. وخصص أكثر من صفحة في كتابه "إدارة حياتي" لكاثي تكريماً لها وقال في إحداها: "أنا بفخر أنسب كل نجاح حققته الى دورها به، ومن دون جهودها وعقلانية تصرفاتها في حياتنا اليومية ودعمها المستمر لي لما حققت أياً من هذه النجاحات".