احتجت الجامعة العربية رسمياً لدى تشيخيا امس على التصريحات التي نسبتها جريدة "هآرتس" الاسرائيلية الى رئيس وزراء تشيخيا ميلوس زيمان بشأن اتهاماته للشعب الفلسطيني بالإرهاب ومقارنته الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بأدولف هتلر، داعياً الى طرد الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة إذا لم يقبلوا "اقتراحات السلام" الاسرائيلية، واعتبر الأمين العام للجامعة عمرو موسى ان "تكذيب رئيس الوزراء لهذه التصريحات غير كافٍ". وكان موسى استدعى سفيرة جمهورية تشيخيا في القاهرة وأبلغها قرار مجلس الجامعة أمس الأول بالاحتجاج على هذه التصريحات، وقال: "ما صدر من تكذيب من رئيس وزراء تشيخيا بشأن هذه التصريحات غير كافٍ"، وأضاف "من الواضح وجود اساس لهذه التصريحات، ربما بعض الجمل لم تنقل بالضبط، لكن روح التصريحات واضحة في عدائها للعرب وفي خروجها عن الاطار الأوروبي للسياسة وعن الاطار المعقول لدولة بعيدة عن النزاع". وكان رئيس وزراء تشيخيا حاول أمس نفي التصريحات التي نسبتها اليه جريدة "هآرتس" الاسرائيلية، وتلقى مكتب "الحياة" ثلاثة بيانات من سفارة تشيخيا في بيروت، أحدها من الرئيس فاسلاف هافل والآخران من زيمان نفسه ومن وزارة خارجية تشيخيا لتوضيح أسس السياسة الخارجية لتشيخيا، خصوصاً في ما يتصل بالصراع العربي - الاسرائيلي. وجاء في بيان زيمان تأكيده: "انني لم أقارن أبداً عرفات بهتلر. لقد أجبت على السؤال المتعلق بإمكان مثل هذه المقارنة بالطريقة الآتية: طبعاً ليس من واجبي ان أحكم على السيد عرفات". غير أنه عاد وأكد تنديده الصريح "ليس فقط بالارهاب نفسه، وانما ايضاً بأي شكل من أشكال دعمه" من دون أي اشارة الى ممارسات الاحتلال الاسرائيلي ضد الفلسطينيين. يذكر ان رئيس وزراء تشيخيا لم يزر الأراضي الفلسطينية واكتفى بزيارة اسرائيل والإعراب عن دعمه سياسات رئيس وزرائها ارييل شارون. لكن زيمان اشار في بيانه، مثلما فعل الرئيس هافل وبيان الخارجية التشيخية، الى ان السياسة الخارجية التشيخية تجاه الشرق الأوسط تسير دائماً بتنسيق وثيق مع السياسة الخارجية والأمنية العامة للاتحاد الأوروبي. وعبر هافل عن عميق قلقه من تصريحات رئيس وزرائه "كما نشرت في صحيفة هآرتس"، ورأى ان "من غير المقبول اخراج تجارب تاريخية مختلفة من سياقها من أجل تطبيق المسؤولية الجماعية بهذه الطريقة".