أعلن زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن في مقابلة بثّت أجزاء منها ليل الخميس - الجمعة محطة التلفزيون الأميركية "سي. ان. ان."، ان الحرب انتقلت الى داخل الولاياتالمتحدة. واعتبر ان هزيمة الأميركيين في أفغانستان ستكون أسهل من تلك التي مُني بها السوفيات. وأجرى المقابلة مع بن لادن مندوب قناة "الجزيرة" في كابول الزميل تيسير علوني. وهي تمت قبل اسبوعين من سقوط العاصمة الأفغانية في يدي المعارضة في تشرين الأول اكتوبر الماضي. وأثار بث "سي. ان. ان" المقابلة جدلاً مع "الجزيرة" التي هددت بمقاضاة المحطة الأميركية والجهات التي وزّعت الشريط. وكرر بن لادن في المقابلة التي تستمر ساعة، موقفه من جواز قتل المدنيين الأميركيين الذين وصفهم ب"الكفار". وقال ان قتلهم جائز "شرعاً ومنطقاً" بسبب قتل الأميركيين المسلمين في أنحاء عدة من العالم. وتفادى زعيم "القاعدة" الذي لا يُعرف مكانه حالياً ولا يُعرف إن كان حيّاً أم ميتاً، الإجابة مباشرة عن الاتهامات الموجهة اليه بالمسؤولية عن التفجيرات التي استهدفت نيويورك وواشنطن يوم 11 أيلول سبتمبر الماضي. واكتفى بالقول ان دوره في الأعمال التي تستهدف الأميركيين كان دور "المحرّض". وقال: "اذا كان حض الناس على عمل ذلك ارهاباً واذا كان قتل اولئك الذين يقتلون ابناءنا ارهابا فليشهد التاريخ اننا ارهابيون". وكان بن لادن استخدم العبارة نفسها في رده على الاتهامات الأميركية له بالتورط في تفجير سفارتيها في شرق افريقيا في اب اغسطس 1998. ودانت محكمة أميركية أعضاء في "القاعدة" بالتورط في تفجير السفارتين. ويبدو ان بن لادن لم يكن يتوقع السقوط السريع لحركة "طالبان" في أفغانستان. إذ كان متفائلاً بأن الأميركيين سيمنون بهزيمة في معركتهم الأفغانية. وانهارت "طالبان" بعد اسبوعين فقط من إجراء المقابلة. وفكك الأميركيون لاحقاً معاقل "القاعدة" في جبال تورا بورا، وأسروا المئات من عناصر التنظيم ودمّروا معسكرات تدريبهم في شرق افغانستان. وأدى بث "سي. ان. ان" المقابلة مع بن لادن الى جدل مع "الجزيرة" التي اعلنت امس عزمها على ملاحقة "سي.ان.ان." امام القضاء. وقال مدير المحطة القطرية السيد محمد جاسم العلي لوكالة "فرانس برس" ان مجلس ادارة "الجزيرة" مستاء لما قامت به القناة الأميركية. الا انه اشار الى ان "الجزيرة" لا تنوي قطع علاقاتها مع "سي.ان.ان". واضاف ان الشريط "ملكية الجزيرة ولا يحق لاي طرف بثه من دون اذنها"، وان "سي. ان. ان" لم تحصل على حق بثه و"حصلت عليه بطريقة غير شرعية". وهدد بيان باسم القناة القطرية بمقاضاة المحطة الأميركية والجهات التي توزّع الشريط. ورفضت "الجزيرة" تبرير قرارها عدم بث الشريط على رغم انه كان في حوزتها طوال هذه الفترة. وقال صحافي ل"رويترز": "قررنا في ظل الظروف السائدة حينئذ ان بث المقابلة سيعزز الاعتقاد بأننا نتحدث باسم بن لادن. قررنا عدم بث المقابلة". واضاف: "المقابلة لم تكن تستحق من الناحية الاخبارية. كانت حافلة بالخطابة وبدت مثل خطبة الجمعة". ونقلت "رويترز" عن "مصادر عربية في الخليج" ان الجزيرة ربما قررت عدم اذاعة المقابلة لان بن لادن هاجم فيها قطر لمساندتها الحملة التي قادتها الولاياتالمتحدة في افغانستان. وافاد مسؤولون في "الجزيرة" انهم حذفوا مقاطع من اشرطة اخرى لبيانات بن لادن كانت تتضمن تصريحات شن فيها هجوماً شديداً على الزعماء العرب والاسلاميين الموالين للغرب. وقالت "سي.ان.ان." أنها حصلت على المقابلة من "مصدر غير حكومي". ولفتت الى ان "الجزيرة" نفت في البدء ان يكون مثل هذه الشريط في حوزتها. وقالت ان عقدها الموقع مع "الجزيرة" يعطيها حق الاطلاع على ما في حوزتها في تسجيلات لزعيم "القاعدة".