دان مؤتمر مكةالمكرمة الذي نظمته رابطة العالم الاسلامي "ما حدث في 11 ايلول سبتمبر من اعمال ارهابية"، منبهاً الى ضرورة "عدم الخلط بين الارهاب وحق الشعوب في الدفاع عن وجودها، والنضال من أجل نيل حريتها". وشدد المؤتمر الذي اختتم اعماله امس على ان "ارهاب الدولة من أشد أنواع الارهاب خطراً على الأمن والسلام في العالم"، معتبراً ان مواجهته "من قبيل الدفاع عن النفس والجهاد في سبيل الله". وذكّر بأن القرار 1640 الصادر عن الجمعية العامة للامم المتحدة "فرّق بين الارهاب الاجرامي وبين الكفاح ضد الاستعمار والعنصرية والاحتلال الاجنبي". واعرب المشاركون في المؤتمر عن "قلقهم البالغ من تصاعد موجات العداء والكراهية للاسلام والمسلمين، ومحاولة بعض وسائل الاعلام الغربية استغلال أحداث 11 ايلول لشن حملات اعلامية ظالمة ضد الاسلام والمسلمين، وضد عدد من الدول الاسلامية، بخاصة المملكة العربية السعودية، وإلصاق الارهاب بالاسلام والمسلمين". واكدوا ان الارهاب ظاهرة عالمية تستوجب جهوداً دولية لاحتوائها والتصدي لها من خلال عمل دولي يتفق عليه في اطار الاممالمتحدة. ودان المشاركون في مؤتمر مكةالمكرمة "تعرض بعض المسلمين ومقدساتهم ومؤسساتهم في اميركا والدول الغربية الى الاعتداءات الاجرامية وحملات الكراهية والعنصرية المقيتة، التي تجعل المسلمين موضع الشبهة والاتهام، وهدفاً لإعلام منحاز بتحريض من الصهيونية العالمية". واستنكر المؤتمر بشدة "ان يعاقب البريء بجريمة الظالم، وان تمتد أي يد بالأذى والملاحقة لأي انسان، اذا لم تثبت جريمته وفق محاكمات عادلة". ولفت الى ضرورة "ضبط المعايير وتحديد المفاهيم والمصطلحات عن الارهاب والعنف" من أجل اقرار "نظام عالمي انساني تسود فيه قيم العدل والحق والمساواة". واذ دعا الى التواصل بين الشعوب، اكد أهمية "عدم التفريط بالمسائل المرتبطة بعقيدة الاسلام أو شريعته". وأصدر المؤتمر 12 توصية ابرزها "التمسك بالكتاب والسنة وتطبيق أحكام الشريعة الاسلامية"، ودعوة المجتمع الدولي الى إزالة "كل صور التفرقة العنصرية"، وأيد ما توصل اليه المجمع الفقهي الاسلامي في رابطة العالم الاسلامي، خصوصاً دعوة الرابطة الى اقامة اتحاد عالمي لعلماء المسلمين. كما حض الرابطة على انشاء موقع على شبكة الانترنت لتعزيز التواصل الحضاري، وانشاء قناة فضائية تبث مبادئ الاسلام بلغات عالمية. وأوصى المؤتمر الرابطة بتنظيم ندوات ومؤتمرات للحوار مع العلماء والخبراء غير المسلمين، من أجل تصحيح المفاهيم وتشجيع الحوار بين الحضارات. كما شدد على اهمية تقديم الدعم للجاليات المسلمة في الغرب، باعتبارها جسراً للتواصل والحوار بين المسلمين وغيرهم. ونبه الى ان المهمة الملحة الآن هي الدفاع عن الاسلام في الوقت الذي "استغلت الصهيونية الاحداث المؤلمة لتشويه صورة الاسلام والنيل منه". ودان "قتل الأبرياء والشيوخ والأطفال" بوصفه ارهاباً، وكذلك "ملاحقة المستسلمين وتعذيب الأسرى وتخريب الممتلكات العامة والخاصة، واشاعة الخوف والإفساد في الأرض". وأوصى المؤسسات الدعوية والاعلامية والمؤسسات الاسلامية والدعاة بتبني "منهج الوسطية والبعد عن الغلو والتفريط"، مشيداً بمواقف السعودية في "الدفاع عن الاسلام والمسلمين، ومواجهة ما يتعرض له الاسلام من حملات ثقافية واعلامية ظالمة". وتطرق المؤتمر الى "الحملة المعادية ضد هيئات الاغاثة والعمل الخيري الاسلامي لتعطيل عملها الفعال بين فقراء المسلمين"، لافتاً الى ان هدف تلك الحملة هو "الافساح في المجال لحملات التنصير بين المسلمين". ودان مؤتمر مكةالمكرمة "ما يقوم به بعض الجهات المعادية من ضغوط للتأثير في مسيرة التعليم الديني في الأمة الاسلامية، تحت حجج ومزاعم مختلفة، ودعا الدول الاسلامية الى "وقفة حازمة امام هذه المحاولات".