صدر عددان جديدان من مجلة "الكتابة الاخرى" في مجلد واحد يضم ثلاثة محاور، الاول في عنوان "الصورة والسلطة" أعده الفنان التشكيلي عادل السيوي، والثاني عنوانه "سأم باريس" أعده المترجم بشير السباعي، والثالث أعده الشاعر عبد المنعم رمضان في عنوان "ملف الشعر السوري". افتتاحية المجلد اختتمها المحرر العام للمجلة الشاعر هشام قشطة بدعوة المثقفين المصريين والعرب الى الاسهام بدفع اشتراكات خاصة حتى تكون عوناً في انتظام صدور "الكتابة الاخرى" التي صدر منها حتى الآن 24 عدداً خلال 11 سنة، وتعد إحدى أهم الاصدارات الثقافية العربية في الوقت الراهن. وعلى رغم أن العدد الأول من "الكتابة الاخرى" صدر منذ نحو أحد عشر عاماً، إلا أنها لم تتمكن حتى الآن من الصدور في شكل دوري. ويرى قشطة ان ذلك لن يتحقق "من دون دعم المثقفين الذين يرون أن ما نقدمه يستحق وقوفهم الى جانبنا". في المحور الاول في العدد المزدوج من "الكتابة الاخرى" يقدم عادل السيوي قراءة أولى لعلاقة بالغة التعقيد بين صورة السلطة وسلطة الصورة مروراً بسلطة الفنان وسلطة السوق وصولاً الى مأزق هذه الصور جميعاً. ومما يطرحه السيوي في هذا المحور أنه "إذا كانت السلطة تنمو بمتوالياتها وفقاً لنمو ظواهر تتطلب التحكم والقيادة فإن الصورة تتحالف معها في جانب جوهري، وهو احتواء الواقع، ولذا فإن ما نحلم به، وهو ما لن يتحقق، هو الخروج، بمعنى التخلص من علاقة الردع بالواقع". في المحور الثاني يقدم بشير السباعي ترجمة كاملة للديوان النثري "سأم باريس" للشاعر الفرنسي الشهير شارل بودلير. وفي تقديمه هذا المحور يتوقف قشطة عند ما قاله بودلير في مقدمة هذا الديوان مخاطباً صديقة أرسين هوساي: "من منا الذي لم يحلم في أيام طموحه، بمعجزة نثر شعري، موسيقى من دون وزن ومن دون قافية، بالغ السلاسة والمرونة ليمكنه التكيف مع الحركات الغنائية للروح ومع تموجات الهواجس وانتفاضات الوجدان؟ هذا المثل الاعلى الآسر الملح إنما يولد خصوصاً من ارتياد المدن الضخمة، من تقاطع علاقاتها التي تفوق الحصر". ويرى قشطة أن "هذا النظر الشعري، وذلك الطموح الذي سعى اليه بودلير وترجمه في هذا الديوان يثير فينا هواجس كثيرة، عن واقعنا الثقافي ومعاركه الصغيرة، التي تستهلك طاقتنا وتعبر عن خوائنا وجهلنا، خصوصاً بعض كتاب الاعمدة في صحافتنا اليومية وسخريتهم المتكررة من الكتابة الجديدة". في المحور الثالث يقدم عبد المنعم رمضان "ملف الشعر السوري" ويعلق قشطة على ذلك بقوله: "قد يكون هذا الملف رداً من ناحيتنا على اتهامات الشعراء السوريين لنا بأننا في مصر لا نلتفت إلى إنتاجهم وإبداعاتهم". والمحاور الثلاثة تتسم - كما يقول قشطة: "بالمغامرة، فبودلير حين كتب "سأم باريس" كان يغامر بطرح شعري جديد، وعادل السيوي غامر بالخوض في علاقة معقدة بين الصورة والسلطة، والشعراء السوريون أعلنت نصوصهم عن مغامراتهم الشعرية الجديدة". إلى ذلك تضمن العدد المزدوج من "الكتابة الاخرى" أربعة مقالات، الاول في عنوان "تفاوت التطور في الفنون اللغوية" لأحمد طه و"ست شخصيات لا تبحث عن مؤلف" لحلمي سالم و"الروح الهائمة" لعلاء خالد و"بعد غياب الشعرية الرسولية" لمحمود قرني. وتضمن العدد نصوصاً لثمانية وعشرين شاعراً وقاصاًَ من مصر بينهم ادوار الخراط وابراهيم فرغلي واسامة الدناصوري وزهرة يسري وحسن خضر وهدى حسين وعبد الحكيم حيدر ومنتصر القفاش ومنى برنس وفاطمة عنون ومحمود سليمان ورنا عباس. أما ملف الشعر السوري فتضمن نصوصاً لعدد كبير من الشعراء السوريين بينهم هالا محمد ونوري الجراح ولينا الطيبي ومرام المصري وعادل محمود وعارف حمزة وسليم بركات وسنية صالح وأمل جراح ورياض الصالح حسين ونزيه ابو عفش ولقمان ديركي ومنذر المصري ومها بيرقدار.