حاشى لصرحكَ ان يرقى له كلمي فأنت أشهر من نارٍ على علمِ يا ثورة الشعرِ قد غصّ الزمانُ بها جديدةً جذرُها قد غاص في القدمِ يا ثورةً عصفتْ بالجورِ فارتعدتْ فرائصُ الظلم هدّتْ جائر النّظمِ يا ابنَ الفراتين كمْ غنّيتَ قافيةً بها بلغتَ سمواً قمّة القممِ ناغيتَ دجلة فاهتزتْ شواطِئُها والموجُ يرقص للإيقاع والنغمِ وكم شدوتَ لسامرّاء أغنيةً وأنت تعرفُ سامرّا كذي سلمِ وأمُّ عوفٍ بما غنّيتَ خالدةٌ جعَلت خيمتها اعلى من الهرمِ وقد بَنَيتَ لشمرانات شامخةً واختالَ دربندُ بينَ العُربِ والعجمِ ولم يزَلْ هاشم الوتريُّ مقرعةً على رؤوسٍ خَلَتْ قِدماً من الشِّيمِ وفوق كوفتِكَ الحمراءِ كم طُنُبٍ مددته علَماً للعزّ والكرمِ ومن أبي الطيب الجبار كم مددٍ أتاكَ مُنْهَمراً ينهلُّ كالدِّيمِ ديوان شعركَ تاريخُ العراق ومنْ تلاهُ يقرأُ تاريخاً من الألمِ وأنتَ بُركانُ شعرٍ تحت جاحِمِهِ تَغلي وتُلقي على الباغينَ بالحُممِ قد ابتلوا بكَ دهراً وابتُليتَ بهم روَّضتَهم كابتلاءِ الخيلِ باللُّجمِ بل كنتَ أنتَ الشَّجى في الحلقِ مُعترضاً بل كنتَ مخلبَ ليث شقّ ألف فمِ ضريبةُ الفكْرِ أن تبقى بلا وطنٍ وتعبثُ البومُ والغِربَانُ بالنّعمِ تحطُّ في كلِّ أسبوعٍ على جبلٍ مثل العُقاب الذي ينأى الى العصمِ بقيت وحدك مثل السيف منجرداً من غير غِمدٍ ولكن غير مُنثلِمِ أنتَ العزيزُ ولا دارٌ ولا وطنٌ وهم أذلاءُ محفوفين بالحَشَمِ ويحشدون عليك الجوع من ضعةٍ وأنت تشمخُ منْ زهوٍ ومن شَمَمِ وأنت ليث يهابُ الليثُ صولته وهم حرامٌ إذا قلنا من النّعمِ لأنت تخدمك الأشراف من كرمٍ وهم الى الآن ما زالوا من الخدمِ يا ابنَ الفراتين يا صنّاجةَ العرب مُبَرّأ أنت من عيٍّ ومن صممِ فيم السُّكوتُ وهذا الشعب قد نزفت دماؤه؟ إنّه شِلوٌ على وضمِ يخشى من الموت فينا شاعرٌ ذَرِبٌ وقدمتْ أنبياءُ اللهِ ألف دمِ أخرُج من الصمت فالأسماعُ مصغيةٌ واصدعْ- سَلِمتَ - بأمر الشِّعر والقلمِ من كلِّ بيتٍ زففنا جعفراً وعلى جسر الشهيد كتبنا منهج الأممِ لو كنتَ تشهد في شعبانَ ثورتنا وصولةَ الشعبِ كالآسادِ في الأجَمِ همٌّ وشيخٌ وكهلٌ والشَّبَابُ ومنْ لمْ يبلُغُوا بعدُ حتّى مبلَغَ الحُلُمِ تسابقوا كليوثِ الغابِ غاضبةً والحربُ أقومُ من ساق على قدمِ إذن لأنشدتَ تنزيلاً يُردِّدُهُ فمُ الزمانِ وسمعُ الناسِ في نهمِ وردّد الدهر مزهوّاً مقاطِعَهُ وسار في الناس مسرى النورِ في الظُّلَمِ لا لم يمتْ شعبُكَ الجبارُ وهو كما عهدتَهُ وهو لم يهدأ ولمْ ينمِ يبقى سُيُوفاً على الباغينَ مُشرعةً فأحسِن الظنّ بالهندية الخُذُمِ لا بد ظالمنا يصحُو على فزعٍ ويقرع السِّنَّ مرعوباً من الندمِ نوزنبرغ ألمانيا - الدكتور حازم الحلي