إن ما تمارسه إسرائيل من حصار وتهديد على الرئيس عرفات ليس الهدف منه قتل عرفات او الإطاحة به، وإنما هو جزء من مخطط شارون الرامي الى تركيع الشعب الفلسطيني وكسر إرادته. إنه عمل يتكامل مع ما تقوم به إسرائيل من حصار وقصف وقتل وتجريف. اسرائيل تريد عرفات حياً ورئيساً. لكنها تريده رئيساً محاصراً عاجزاً لتذلّ من خلاله الشعب الفلسطيني، بل لتذل العرب بأسرهم. ومع معارضتي لنهج اوسلو الذي سار فيه الرئيس عرفات فإن الأمر الآن لا يتعلق بشخصه، وإنما يتعلق بكرامة امة يحاصر رئيس فيها وكأنه مجرم، فلا يتحرك الرؤساء الآخرون، ولا يرفعون صوتاً، وهم الذين بالأمس فرشوا له البسط واستقبلوه كرئيس للسلطة الفلسطينية. انني كمواطن عربي يعصره الألم، مثل مئات الملايين من العرب، لا أطالب الرؤساء العرب ان يشنوا حرباً على إسرائيل او الولاياتالمتحدة، إنني احلم فقط بيوم يجتمع فيه هؤلاء الرؤساء اجتماعاً فورياً وطارئاً لا ليعلنوا حرباً على إسرائيل، أو الولاياتالمتحدة، ولا ليقاطعوا الولاياتالمتحدة اقتصادياً، بل ليقولوا لأميركا، وبكل صراحة ووضوح، ان سياستك في المنطقة اصبحت غير محتملة، وإن تشجيعك لإسرائيل يجعلك شريكة في الإرهاب الذي تمارسه على اهلنا، ومسؤولة بشكل مباشر عن الدم الفلسطيني المراق. ان موقفاً كهذا سيشجع المنصفين في العالم الغربي، وفي أميركا ذاتها، على ضم اصواتهم الى قضيتنا. وما لم يقف الرؤساء العرب من الولاياتالمتحدة هذا الموقف الشجاع فإن حرب الإبادة في فلسطين لن تتوقف. دمشق - الدكتور ياسر العيتي