أدى خلاف بين الوفدين الأميركي والسوري على نص بيان لرئيس مجلس الأمن الى موافقة سورية على صيغة عبر فيها اعضاء المجلس عن "القلق من استمرار العنف في المنطقة"، ومشاركة الأمين العام تعابير "خيبة الأمل" من "الهجوم على السلطة الفلسطينية في غزة في 10 شباط فبراير الذي سبب جرح اثنين من موظفي الأممالمتحدة وألحق الضرر الكبير بمكاتبها". ولفتت مصادر المجلس الى انضمام سورية الى اجماع المجلس على انتقاد الهجمات الاسرائيلية على السلطة الفلسطينية، في حين ان خطاب السفير السوري داخل الجلسة المغلقة تجاهل تماماً السلطة الفلسطينية وتجنب ذكرها. وسعت سورية، العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن، الى استصدار "ادانة" المجلس للقصف الاسرائيلي للشعب الفلسطيني وللأمم المتحدة. ورفض الوفد الأميركي استخدام تعبير "الادانة"، وتم الاتفاق في النهاية على مشروع البيان الذي قدمه رئيس المجلس للشهر الجاري، سفير المكسيك. وفي خطابه داخل الجلسة المغلقة، قال السفير الأميركي جون نغروبونتي ان الولاياتالمتحدة تود عودة الجنرال انتوني زيني الى المنطقة لتثبيت وقف النار وحض الطرفين، الفلسطيني والاسرائيلي، على تطبيق "تفاهمات تينيت" و"توصيات ميتشل". وقال ان ذلك يتطلب تعاون السلطة الفلسطينية والرئيس ياسر عرفات في "اتخاذ اجراءات حازمة ووقف تهريب الأسلحة". وشدد نغروبونتي على التزام الولاياتالمتحدة "رؤية باول"، ووضعها موضوع الشرق الأوسط في صدارة جدول أعمال الادارة الأميركية. وأكد ان التحرك السياسي يحتاج الى دعم اقتصادي وأمني، وأن التقدم "لن يتحقق في غياب تعاون أمني حقيقي ومستمر". ولفت الانتباه خلال الجلسة المغلقة ان مندوب سورية السفير ميخائيل وهبه لم يأت على ذكر السلطة الفلسطينية عندما تحدث عن عدوانية اسرائيل، فذكر "تدميرها شبه الكامل للبنية التحتية الفلسطينية" و"القصف والتدمير المنظم لما تبقى من منشآت فلسطينية" وممارستها "بكل صلف سياسة اغتيال الناشطين الفلسطينيين والقيادات الفلسطينية". وقال: "يجب ألا يُسمح لاسرائيل بمواصلة تخطي الشرعية الدولية وبعيداً عن المحاسبة. فلا شيء على الاطلاق يمكن أن يبرر ارتكاب مثل هذه الاعتداءات الصارخة على حقوق الشعب الفلسطيني وعلى المؤسسات الدولية، ومن العجب ان تصنَّف ممارسات اسرائيل الوحشية في خانة الدفاع عن النفس". ولفت وهبه الى "خرق اسرائيل المتزايد للأجواء اللبنانية ورد المقاومة اللبنانية عليها". وقال: "وبهذا نعتقد ان من حق لبنان الدفاع عن أرضه وأجوائه وسيادته". وزاد وهبه ان "القتل لن يؤدي إلا الى القتل، والعنف لن يجلب سوى العنف، والدمار لن يولد سوى الدمار والاحتلال يولد المقاومة. إذن لا سلام مع استمرار الاحتلال". وأضاف: "ان ما نعاني منه في المنطقة ان اسرائيل زادت من أعمال القتل والتدمير في أعقاب 11 أيلول سبتمبر بشكل لا سابق له، مسوغة ذلك بأنه دفاع عن النفس"، واعتبر ان ما تقوم به ينطلق من "ازدراء القرارات الدولية والقيم الانسانية.