أصبح عيد العشاق فالنتين مناسبة يحتفى بها في شكل واسع في دمشق بعد أن كان في الأعوام القليلة الماضية بالنسبة للكثيرين "ظاهرة مستحدثة ومستوردة من الغرب". وقبل العيد بأيام، بدأت شوارع المدينة تزدان بالاعلانات الحمراء التي تدعو الى حضور معارض لهدايا عيد الحب في الفنادق الكبرى أو الى الذهاب الى مطاعم تنظم برامج خاصة لقضاء يوم الحب. كما أطل المطرب المصري عمرو دياب في اعلانات حمراء ضخمة تشير الى إحيائه حفلاً في يوم "فالنتاين" في صالة الفيحاء، و تراوح أسعار البطاقات بين 300 ليرة سورية ست دولارات وألف وخمسمئة ليرة 30 دولاراً. واغتنمت الشركات ومنها شركة "سيرياتل" للهواتف الخلوية المناسبة للتشجيع على شراء خطوطها عن طريق تقديم هدايا 2002 هدية في سحوبات تجرى في يوم العيد للمشتركين حصراً. ومن بين هذه الهدايا سيارات حديثة قامت الشركة بلف بعضها بشرائط حريرية حمراء، ووضعها في الساحات الكبيرة في شوارع دمشق. وسعى أصحاب المتاجر الى تزيين واجهات محلاتهم بالقلوب البلاستيكية والزجاجية والشمعدانات والشموع الحمراء والأضواء. ولم يعد الدب الاحمر والابيض فقط هو رمز هدية عيد الحب، بل اصبحت اللعب الصوفية الاخرى بجميع اشكالها رمزاً لها: الكلب "سنوبي" والقطط الحمراء التي كُتب عليها كلمة "أحبك" بالانكليزية، بالاضافة الى الهدايا التقليدية كالرسائل التي كتب عليها كلمة "احبك" بكل اللغات والشموع الحمراء ذات الروائح الجميلة بجميع اشكالها والمناشف والوسائد الحمراء. ونظراً لتنافس التجار على تقديم الجديد والافضل، أقبل الكثير من الشبان والشابات على محلات بيع الهدايا والبطاقات لانتقاء ما يناسب موازناتهم واهواءهم. وقد ساعدهم في ذلك وجود الخفوضات على البضائع والالبسة والهدايا والتي راوحت بين 20 و50 في المئة. ولم تنس محلات بيع الورود هذه المناسبة التي تجني منها الكثير من المال. فتسابقت بدورها على تزيين واجهاتها والأرصفة المجاورة لها بالبالونات الحمراء على شكل قلوب والشرائط المخملية الكبيرة. وسارعت الى طلب كميات كبيرة من الورود من المشاتل وبدأت بوضع تصاميم وتنسيقات مبتكرة على أبوابها. وقام الشبان بشكل مسبق بتسجيل طلباتهم من الورود الحمراء التي تلقى رواجاً كبيراً في هذا اليوم خوفاً من نفاذها. ويذكر ان ثمن الوردة الحمراء الواحدة وصل في العام الفائت الى 500 ليرة سورية 10 دولارات. ودخلت محلات بيع أجهزة الخلوي وخطوطها في التنافس، فوضعت على واجهاتها اضواء حمراء منسقة بشكل قلوب وزينات لجذب المشترين. وقدمت عروضاً مغرية لشراء خط جديد أو جهاز عن طريق تقديم هدايا ثمينة معه. ولم تترك محلات بيع الشوكولا المناسبة من دون الاستفادة منها. حتى النشاطات الثقافية تأثرت بأجواء عيد الحب. وأقيم معرض تشكيلي تحت عنوان "المرأة والحب" للفنانة هناء العطار في صالة السيد. والجديد في هذا العام أنه اصبح باستطاعة المشترك بالخلوي ان يتلقى رسائل الحب على جهازه من الخارج. لكنه لا يستطيع ان يتلقاها من داخل سورية لأن هذه الخدمة لم تطبق بعد. وفيما يرى البعض في عيد الحب ارهاقاً للجيوب وابتعاداً عن المعنى الحقيقي والرومانسي للحب، يجد الآخرون فيه تجديداً للمشاعر واحياء لها وتغييراً للروتين اليومي الذي كثيراً ما يخيم على حياة المحبين.