بحث رئىس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان في ابو ظبي امس مع رئيس الحكومة الافغانية الموقتة حميد كارزاي، آخر تطورات الوضع في افغانستان والجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار للشعب الافغاني. وأذاعت وكالة انباء الامارات أن كارزاي ابدى للشيخ زايد الشكر والتقدير للدعم الذي قدمته الامارات الى الشعب الافغاني ومساهمتها في اعادة إعمار افغانستان. وفي تطور لافت، قام كارزاي برفع العلم الافغاني في ساحة فندق "انتركونتننتال" في ابو ظبي، وذلك ايذاناً بإعادة افتتاح السفارة الافغانية في العاصمة الاماراتية والتي سبق ان اخلتها بعثة تمثل حركة "طالبان" بعد سحب الاعتراف الاماراتي بها في 22 ايلول سبتمبر الماضي. وأكد كارزاي ان اعادة رفع العلم الافغاني في ابو ظبي يعد بمثابة حجر اساس لصداقة وأخوة دائمة وعلاقات بناءة بما يحقق مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين. وتخطط الامارات لاعادة فتح سفارتها في كابول، وعينت السفير علي الشامسي سفيراً غير مقيم لها في افغانستان. وقالت مصادر افغانية ان الامارات اكدت دعمها لعودة الامن والاستقرار وعمليات اعادة الإعمار في افغانستان. وأعرب كارزاي قبيل مغادرته ابو ظبي امس، عن امله في ان تتحول افغانستان الى "دولة مانحة بدلاً من ان تكون دولة متلقية للمساعدات". وقال كارزاي أمام المؤتمر السنوي السابع لمركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الذي خصصه هذا العام لبحث موضوع "تنمية الموارد البشرية في اقتصاد مبني على المعرفة" إن: "من القضايا المهمة التي تواجه افغانستان، ضعف الموارد البشرية. وطالب في هذا الصدد بعودة اللاجئين الافغان الذين يقدر عددهم في الولاياتالمتحدة بنحو 200 ألف ومثلهم في اوروبا، للمساهمة في اعادة الإعمار في افغانستان". وأضاف كارزاي الذي كان المتحدث الرئىس في اليوم الختامي للمؤتمر ان "من اهداف حكومته في المدى المنظور الارتقاء بكفاية الادارة الحكومية"، مؤكداً "ان التعليم يشكل اولوية قصوى". الى إيران قريباً ودعا كارزاي لدى وصوله الى ابو ظبي دولة الامارات ودول الخليج الى تقديم المزيد من المساعدات لأفغانستان، وكشف عن زيارة يقوم بها قريباً الى ايران ضمن جولة تقوده الى دول عدة. وأكد رغبته في تطوير علاقات بلاده مع الدول العربية وقال: "إن علاقات افغانستان مع العالم العربي لن تتأثر بسبب تصرفات بعض الاشخاص والجهات". وقال كارزاي في حديث نشرته نشرة "أخبار الساعة" التي يصدرها مركز الامارات وللدراسات والبحوث الاستراتيجية، انه سيطالب الأممالمتحدة والقوات الدولية بزيادة وجودها في افغانستان لتحقيق الأمن والاستقرار حتى يتم بناء الجيش الوطني الموحد. وحدد اولويات حكومته بتحقيق الأمن والاستقرار وتطوير الادارة الحكومية في ما يتعلق بالتعليم والصحة واعادة الإعمار. وقال إن "المشاركة السياسية حق طبيعي لكل افغاني من دون ربط تحقيقها بالحصول على مساعدات خارجية".