أكد وزير المال والاقتصاد السعودي إبراهيم بن عبدالعزيز العساف أن المملكة ستواصل "دورها الريادي" في مساعدة أفغانستان اقتصادياً وسياسياً في ظل الإدارة الأفغانية الجديدة الموقتة برئاسة حميد كارزاي، وستقدم لأفغانستان 220 مليون دولار لمشاريع تنموية. وقال ل"الحياة" في طوكيو: "لا جديد على هذا الدور السعودي الذي كان رائداً في مساعدة الأفغان عندما لم تكن سوى دول قليلة مهتمة بتلك المنطقة. وبالتأكيد سنواصل دورنا وفاعليتنا بالطريقة نفسها التي نحن فاعلون فيها لمساعدة جميع الدول الإسلامية". وكان العساف ألقى كلمة افتتاحية للدول الرئيسة لمؤتمر إعادة إعمار أفغانستان في فعاليات اليوم الأول منه في طوكيو، قال فيها إن السعودية "أكثر من يدرك احتياجات الشعب الأفغاني، اذ ساهمت بعشرة ملايين دولار لمساعدة اللاجئين على الحدود الباكستانية". وتعهدت ثلاثون دولة في اليوم الأول للمؤتمر تقديم 6.3 بليون دولار لأفغانستان. وتترأس المؤتمر مع المملكة كل من اليابان والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وتشارك فيه 61 دولة و22 منظمة دولية. وقال العساف ل"الحياة" إنه توجد لجنة شعبية في السعودية لدعم وتقديم المساعدات للشعب الأفغاني، وهي جمعت ورصدت ما يزيد على أربعين مليون دولار، ونوه بأن حكومة خادم الحرمين الشريفين ستقدم المساعدات بشكل مشاريع تنموية بقروض ميسرة من الصندوق السعودي للتنمية. وأضاف ان المملكة تأمل باستمرار الزخم الذي بدأ في مؤتمر طوكيو، نظراً الى المعاناة الهائلة للشعب الأفغاني "وقد حان الوقت لاستقرار تلك البلاد، وعلينا الاهتمام الكبير بالجوانب التنموية لها". وتتضمن المساعدة رصد عشرين مليون دولار سريعة لموازنة الحكومة الأفغانية لدفع رواتب الموظفين. وأكد العساف في خطابه الافتتاحي أهمية مساعدة باكستان التي قدمت بدورها الكثير من المساعدات للأفغان. ولفت مصدر ديبلوماسي عربي ل"الحياة" الى ان هذا الموقف السعودي تناقض مع الموقف الهندي الذي ركز في مداخلته خلال اجتماعات العمل المغلقة على انتقاد باكستان. مساعدات عربية وتبرع مفاجئ وبلغت المساعدات التي قدمتها الدول العربية المشاركة في مؤتمر طوكيو نحو ثلاثين مليون دولار من كل من الامارات والكويت، وطائرتي نقل "سي 130" من المغرب. وستموّل تونس برامج تدريبية في قطاع التعليم. وقال وزير الاقتصاد والتجارة الاماراتي فهيم بن سلطان القاسمي ل"الحياة" إن الهلال الأحمر الإماراتي سيموّل عمليات حفر آبار للري في المدن الافغانية واصلاح مستشفى ودار رعاية الايتام اضافة الى نشاطاته في مجال الخدمات الصحية والاطعمة والمخيمات. واضاف ان ثلاثين مليون دولار من صندوق ابو ظبي للتنمية ستقدم الى افغانستان. وكانت فعاليات اليوم الأول للمؤتمر انتهت بتقديم تعهدات لافغانستان تقارب ثلاثة بلايين دولار على مدى سنتين ونصف السنة من نصف المشاركين، وعددهم 61 دولة. كما أعلنت عشرون دولة اخرى انها ستتبرع بمساعدات مادية غير مالية. وحسب الارقام المتاحة ستقدم اليابان نصف بليون دولار خلال الفترة المحددة، وخلال السنة الاولى الحالية تقدم أميركا 296 مليون دولار، والاتحاد الاوروبي نصف بليون يورو من اصل بليون خلال 5 سنوات، وبريطانيا ستين مليون دولار، والصين مليون دولار، والهند مئة مليون دولار، وكندا 62 مليون دولار. وتعهدت سويسرا ب 18 مليون دولار خلال سنتين والنروج ب 40 مليون دولار واستراليا ب 17 مليون دولار، اما ايران فتبرعت ب 120 مليون دولار ضمن خطة خمسية تصل مساهماتها للافغان بنهايتها الى 600 مليون دولار. وقدم كل من البنك الدولي مع بنك التنمية الآسيوي نصف بليون دولار وتركيا خمسة ملايين دولار على مدى خمس سنوات. وهذا التدفق الوشيك للمساعدات على حكومة كارزاي اليانعة اصاب بعض المسؤولين الغربيين، خصوصاً الاميركيين، بالقلق اذ طلبوا تشكيل لجنة لمراقبة المساعدات وضمان انفاقها. وذكرت مصادر مطلعة ان خلافات ظهرت ايضاً حيال اسلوب تقديم المساعدات وفي ما إذا كان يجب منحها بشكل ثنائي ام من خلال صندوق ائتمان. ويفضل بعض الدول، مثل الاتحاد الاوروبي، تقديم المساعدات من خلال صندوق ائتمان بينما اعلنت دول اخرى مثل اليابان واميركا والسعودية انها ستقدم المساعدات بشكل ثنائي او عن طريق منظمات دولية. وسيتضمن البيان الختامي الذي يصدر اليوم الثلثاء دعوة لتأسيس لجنة أفغانية مهمتها مراقبة المساعدات وتنسيقها والتأكد من انفاقها، وقال كارزاي إن حكومته ستعمل على تأسيس مجلس قضائي خلال خمسة شهور وتخطط لتشكيل سلطة انتقالية تعد دستوراً مستقلاً للبلاد يتيح انتقال السلطة بسلاسة. وقال إنه سيعمل على تشكيل أرضية لجيش قومي وشرطة وطنية ومكتب أمن وطني وجميعها تعمل على احترام حقوق الإنسان. وهذا ما ورد في كلمة وزير الخاجية الأميركي كولن باول الذي قال إن أميركا تدعو لتأسيس جيش وطني أفغاني وتدريبه تحت سيطرة مدنية ويلتزم باتفاقات حقوق الإنسان. أما رئيس الوزراء الياباني فقال في كلمته ان على الأفغان أن يعملوا بسرعة على تعزيز الوفاق في ما بينهم لتحقيق الأهداف التي يسعى إليها مؤتمر طوكيو.