أعلن البيت الأبيض أن الرئيس جورج بوش أجرى أمس اتصالاً هاتفياً بالرئيس اليمني علي عبدالله صالح، وأشاد بتعاونه "لمنع الإرهابيين من استخدام الأراضي اليمنية". وذكر الناطق باسم البيت الأبيض أن الرئيسين "اتفقا على الحاجة إلى بذل جهود متواصلة والتعاون المستمر في الحرب على الإرهابيين". وجاء الاتصال بعد محادثات أجراها مع علي صالح في صنعاء أمس قائد القيادة المركزية للقوات الأميركية الجنرال تومي فرانكس الذي رحب بتأكيد الرئيس اليمني عزمه على استئصال أي وجود لتنظيم "القاعدة" في بلاده. وأكد فرانكس أن محادثاته مع علي صالح تناولت توسيع دور اليمن في الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب، فيما شبّه السفير الاميركي في صنعاء أدموند هُل اليمن ب"شخص مريض يمكن شفاؤه". وقال الجنرال فرانكس في تصريحات صحافية وزعتها السفارة الاميركية أمس انه بحث مع الرئيس اليمني في وسائل تكثيف التعاون في مراقبة احتمال "تدفق الارهاب" إلى اقطار المنطقة، وبينها الصومال، وكذلك تطوير قدرات اليمن على حراسة سواحله. لكنه أوضح ان الولاياتالمتحدة لا تتوقع ان تنشر قوات في هذا البلد لمطاردة ارهابيين يشتبه في انتمائهم الى تنظيم "القاعدة". وأفادت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية أمس أن الولاياتالمتحدة تستعد لمهمات مراقبة جوية مكثفة فوق اليمن والصومال. وأوضح فرانكس انه انتهز فرصة لقائه الرئيس اليمني لتأكيد استعداد أميركا لتقديم مساعدة في تدريب القوات الخاصة اليمنية بقيادة نجل الرئىس، العقيد احمد علي صالح استجابة لطلب الحكومة اليمنية، للمساعدة في جهودها لمكافحة الارهاب. كما عرض خلال اللقاء سير العمل بالنسبة الى خفر السواحل اليمنية "لأن تطوير قدراته على حراستها طولها 1900 كيلومتر كان أولوية اخرى نوقشت" أمس. وتابع فرانكس انه أبلغ علي صالح "دعم الولاياتالمتحدة جهوده في استئصال أي وجود لتنظيم القاعدة من اليمن"، وعزم أميركا على "تقديم التدريب والدعم للقوات الخاصة اليمنية في حملتها لمكافحة الارهاب". وأكد أن المحادثات تناولت توسيع دور اليمن في الحملة الدولية لمكافحة الارهاب، في إطار مشاوراته حول التعاون الاقليمي خلال جولته على المنطقة. وكان فرانكس عقد مؤتمراً صحافياً امس في السفارة الأميركية قبل مغادرته صنعاء، لكن السفير أدموند هُل تعمد عدم دعوة الصحافيين اليمنيين، الذين اعتبروا ذلك نوعاً من التمييز. يذكر أن السفارة لم تتوقف عن انتقادها الصحافة في اليمن ل"المعلومات الخاطئة" التي تنشرها عن العلاقات اليمنية - الأميركية، تحديداً في ما يتعلق بالتحقيقات في قضية تفجير المدمرة "كول" في عدن أو التعاون في مكافحة الارهاب بعد أحداث 11 أيلول سبتمبر الماضي. وفي هذا السياق، اعتبر السفير هُل ان تنظيم "القاعدة" لا يزال يشكل تهديداً داخل اليمن، وقال في حديث بثته شبكة "سي إن إن" اول من امس، موافقاً الصحافي في تشبيه اليمن ب"شخص مريض يمكن شفاؤه"، ان "هذا صحيح، والعملية بمجموعها مكافحة الارهاب ستنتج مجتمعاً مقاوماً جداً للإرهاب". وأكد أن "معالجة الحالات المرضية الناتجة عن الارهاب والتطرف في اليمن لا تتم إلاّ بالوسائل السياسية والاجراءات الأمنية"، معبّراً عن اعتقاده بأن تحولاً كبيراً حدث في اليمن تجاه زعيم "القاعدة" أسامة بن لادن. وكان فرانكس أعلن في كلمة ألقاها في المنامة اول من امس، خلال مراسم تبديل قيادة القوات الأميركية في الخليج أن الولاياتالمتحدة "لن تقف عاجزة عن سحق اي اعمال ارهابية في أي منطقة في العالم". وحضر فرانكس مراسم تولي الأميرال تيموثي كيتينغ قيادة القوات المركزية الأميركية خلفاً للأدميرال تشارلز مور الذي شغل هذا المنصب منذ 1998. إلى ذلك، أفادت صحيفة "ذي تايمز" أمس ان الولاياتالمتحدة تستعد لمهمات مراقبة جوية مكثفة فوق اليمن والصومال اللذين "تشتبه في وجود معسكرات تدريب لتنظيم القاعدة فيهما". ونقلت عن مصادر عسكرية ان بريطانيا وفرنسا والمانيا ستقدم مساعدة لواشنطن التي تعد لمرحلة جديدة في حربها على "الارهاب". واضافت ان طائرات أميركية نفذت طلعات استطلاع فوق الصومال.